التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, يونيو 17, 2024

كيف بات الاعلام العالمي مجبرا على التهدئة حيال ايران ؟ 

رغم بدء تنفيذ الاتفاق النووي والغاء العقوبات المفروضة على ايران لم تقلل وسائل الاعلام العالمية عن حجم الاخبار المرتبطة بايران بل تحولت من التركيز على القضية النووية الى تناول موضوع التعاون الاقتصادي بين مختلف دول العالم مع ايران في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي وهذا يدل ان بعض الدول الكبرى في العالم قد غيرت سياستها من المواجهة القاسية مع ايران نحو التعاون الناعم معها.

ويمكن اعتبار ما حدث امرا ايجابيا وامتيازا لايران وهذا يعني ان زمن الازمات في العلاقات الخارجية والسياسة الخارجية الايرانية قد ولى وهناك موسم سياسي جديد قد بدأ بالنسبة الى ايران فمجرد اختفاء مشروع “ايران فوبيا” في وسائل الاعلام العالمية يعتبر تحولا لصالح ايران وشعبها فلايخفى على احد ان ما كان يجري كان حربا نفسية كبيرة تمهد الطريق لعمليات عدوانية ضد ايران تماما كما حصل لبعض الدول في العقد المنصرم.

وكان العراق مثالا بارزا لهذه الحرب النفسية حيث تم في البداية تضخيم التهديد الذي يشكله وبات اسم العراق مرادفا لمصطلح “الأزمة” في وسائل الاعلام العالمية ورغم ان كافة وسائل الاعلام العالمية لا تأخذ تعليماتها من مصدر واحد لكن قيام المسؤولين السياسيين الغربيين بالتركيز على العراق حوله الى هدف استطاع الغربيون ضربه بعد التمهيد العلامي والنفسي والسياسي وذلك حتى دون موافقة مجلس الامن الدولي، مع العلم بأن جرائم “صدام حسين” وزمرته تستحق الادانة وكان يجب وقف هؤلاء عند حدهم منذ البداية وليس استخدامهم كأداة ضد الشعب العراقي وايران ومن ثم التخلص منهم حينما اصبحت الظروف مهيأة لاحتلال العراق وتنفيذ الاجندة الامريكية في المنطقة.

ان وسائل الاعلام العالمية قد ركزت على ايران بشكل اكبر وذلك من اجل تسليط الاضواء على ايران وبعد ان ارسل الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي وصدرت قرارات دولية ضد ايران وفرضت عقوبات عليها بات المصطلح المستخدم لهذه القضية في وسائل الاعلام العالمية هو “أزمة البرنامج النووي الايراني” وعندها تعالت الاصوات والجعجعات حول احتمال قيام الامريكيين او الاسرائيليين بقصف ايران ومنشآتها النووية.

وبعد مجيء الادارة الامريكية الجديدة الى الحكم انتظرت الاطراف الدولية لترى ما هي وجهة السياسة الامريكية تجاه ايران وفي هذه الفترة وضع موضوع الهجوم على المنشآت النووية الايرانية جانبا وبشكل تدريجي في عنوان الاخبار والبرامج التي تبثها وسائل الاعلام وحل مكانه قضية العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران والضغوط السياسية التي تمارس على طهران وبات المصطلح المستخدم هو “الأزمة النووية الايرانية”.

اما بعد بدء المفاوضات النووية بحلتها الجديدة شهد العالم تغييرا في سياسات ولهجة وسائل الاعلام وركزت هذه الوسائل الاعلام على تعقيدات المفاوضات بدلا عن شيء اسمه الازمة النووية الايرانية واصبحت الحكومة اليمينية الاسرائيلية التي تهدد ايران تعيش العزلة.

و اثر حصول الاتفاق النووي النهائي قبل 6 اشهر من الان فإن الاخبار التي تنشر عن ايران قد دخلت مرحلة ما بعد الاتفاق النووي ولاتنشر تقارير واخبار عن تهديدات البرنامج النووي الايراني وما شابه ذلك واصبح هذا الموضوع فاقدا لبريقه وبات شبيها بمزحة وطرفة.

وظل اسم ايران يتردد في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي في وسائل الاعلام العالمية لكن هذه المرة اصبحت المواضيع والقضايا الاخبارية عن ايران تختلف عن العقد المنصرم وبات الموضوع المتداول هو التعاون الاقتصادي مع ايران في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي ودخول السياح الاجانب الى ايران وما شابه ذلك.

ورغم وجود خلافات بين ايران والسعودية وتركيز وسائل الاعلام العالمية عليها خلال الفترة الاخيرة وكذلك الخلاف بين البلدين في قضيتي سوريا واليمن لكن اسلوب هذه الوسائل الاعلامية تجاه ايران لم يتغير وظل متأثرا بالهدوء في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي.

واذا اراد المرء ان يبحث عن اسم ايران في المواقع الخبرية يجد انه بدلا من مئات التقارير حول العقوبات هناك الان مئات المواضيع حول التعاون الاقتصادي مع ايران واستثمارات الشركات العالمية الكبرى في ايران وعودتها الى السوق الايراني وهذا يدل ان الاجواء الدولية حول ايران قد تغيرت.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق