التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, يونيو 16, 2024

فلسطين : الانتفاضة والصواريخ ؛ هل بقى امن للأسرائيايين ؟ 

نيران الإنتفاضة المستعرة في مختلف مناطق الضفة الغربية، تدل وبكل وضوح علی أن فلسطيني هذه المنطقة، أصبحو كفلسطيني غزة، لا يؤمنون بشيء سوی المقاومة لمواجهة الإحتلال، ولا يعيرون إهتماما لمفاوضات السلطلة مع الکيان الإسرائيلي، لأنهم شهدو كيف ضاع أكثر من عقدين من الزمن دون أن تتمكن السلطة من إستعادة أي من حقوق الفلسطينيين. ولهذا نری هذه الايام كيف يقدم الشباب الفلسطيني في الضفة أروع صورة في مواجهة الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح، بأيدي خالیة، مما أدی ذلك الی استشهاد وجرح المئات من الشباب الفلسطينيين في الضفة، خلال الشهور الأربعة الماضية وبالتحديد بعد اندلاع الانتفاضة الثالثة.

الكيان الإسرائيلي ومنذ الیوم الأول لاندلاع الإنتفاضة الثالثة، وكما هي سياسته خلال ما يقارب الـ7 عقود الماضية، فقد حاول أن يواجه هذه الإنتفاضة بالنار والحديد، حيث قتل لحد الآن أكثر من 100 شابا فلسطينيا فقط بمجرد إتهامهم أنهم حاولو طعن إسرائيليين بالسكاكين، حيث قاربت أعداد شهداء الإنتفاضة الثالثة الـ170 شهيدا حتی الآن. وإذا ما قارنا التصرفات الإسرائيلية البشعة هذه الايام تجاه سكان الضفة الغربية، ومن بينها أن يتم إطلاق النار علی اي فلسطيني من قبل قوات الإحتلال بمجرد الشك به أنه من الممكن أن يطعن إسرائيليا بالسلاح الابيض، فان مثل هذا التصرف، يعتبر انتهاكا صارخا للقانون الدولي. لكن يبقی السؤال من سيحاسب كيان الإحتلال علی هذه الانتهاكات؟.

علینا أن ننظر بمزيدا من الأمل لمستقبل الكفاح الفلسطيني في الضفة المحتلة وعدم التقليل من أهميته. حيث أننا أضحينا نری مئات العمليات الإستشهادية من قبل الشباب الفلسطيني في الضفة خلال الفترة الوجيزة الماضية، وحدثت هذه العمليات للاسف رغم عدم إمتلاك فلسطيني الضفة السلاح. إذن ماذا كان يحدث لو كان يمتلك الشباب في الضفة أسلحة کافية كما تمتلكه المقاومة في غزة؟، بالطبع لكانت الضفة جحيما لايطاق بالنسبة للإسرائيليين، وهذا ماسيحدث عاجلا أم آجلا.

صحيح أن الضفة الغربية محاصرة حالیا من قبل الیكان الإسرائيلي والاردن، لمنع دخول أي نوع من السلاح الیها، لكن لابد وأن تشهد المنطقة خلال الفترة القادمة ثمة أحداث تؤدي الی وصول السلاح الی الفلسطينيين في الضفة. الاوضاع السياسية في الاردن وكما هي الحال في مصر، لم تبدو مستقرة وذلك بسبب احتجاجات الشارع الإردني بسبب ظروف المعيشة الصعبة في البلاد، ودون شك في حال حدثت أي أزمة داخلية في الاردن فانها ستكون فرصة ثمينة لبعض الجهات التي تعمل علی تسليح الضفة عن طريق الاردن. ويری مراقبون أن تسليح الضفة ليس أصعب من إيصال السلاح الی غزة، المحاصرة من جميع الجهات.

وفي هذا السياق قال وزير الزراعة الإسرائيلي “أوري أرئيل” أن «الوضع الأمني في الضفة الغربية (بات) لايطاق» بالنسبة لإسرائيل.

ونعرف جيدا أن إسرائيل جرّبت جميع ما يمكنها فعله لثني الفلسطينيين عن مواصلة المقاومة من خلال سجن وقتل عشرات الآلاف منهم خلال الاعوام الماضية، وتخريب بيوتهم، ومحاصرتهم وشن الحروب علیهم، وارتكاب المئات من الجرائم الاخری ضدهم، فجميع هذه الحيل فشلت، حيث باتت تل أبيبب تتسائل عما يمكن أن تفعله لمواجهة الفلسطينيين دون أن تجد إجابة.

القضية التي تحظی باهمية بالغة في مايخص الضفة الغربية ويجب أن لا نغفل عنها، هي، أن بعض الناس والمحللين والمطبلين للمفاوضات، كانوا يزعمون دائما قبل انتفاضة القدس، بان سكان الضفة الغربية ليسوا كفلسطيني غزة ولا يعتقدو بمشروع المقاومة علی الإطلاق، لكن ما نشهده هذه الأيام من إنتفاضة مدوية في جميع أنحاء الضفة الغربية، يثبت عكس ذلك، بل جعل البعض يری أن سكان الضفة مرشحون لكي يكونوا أكثر شراسة ضد الاحتلال، مقارنة باي نقطة اخری من فلسطين، دون التقليل من تضحيات جميع الفلسطينيين.

لم تكن العمليات في الضفة الغربية ضد الإسرائيليين فقط تؤدي الی عشرات القتلي في صفوفهم فحسب، بل أن هذه العمليات جعلت الإسرائيليين لايشعرون بالامن والامان في الضفة الغربية. حيث تقول الكاتبة الإسرائيلية “سارة كوهين” في صحيفة “معاريف”، أن الإسرائيلييون باتو يفقدوا ثقتهم بالقيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية في توفير المطلب الأساسي والاهم بالنسبة لهم وهو “الامن”. وفي ما تری إسرائيل بان القيام بإجراءات كـ بناء الجدران وإنشاء المزيد من الأبراج العسكرية، من المفيد في مواجهة الفلسطينيين لمنعهم من التسلل الی المستوطنات في الضفة الغربية، يری طيف آخر من الإسرائيليين أن هذه الإجراءات لا يمكن أن تمنع الفلسطينيين من البحث عن طرق جديدة للنيل من المستوطنين في الضفة الغربية. إذن بكلمة واحدة يمكن القول أن “اسحاق رابين” لو كان الیوم علی قيد الحياة لكان قد تمنی للضفة الغربية ما تمناه لغزة، حين دعي ربه أن يصحو من نومه في يوم من الايام ويری غزة قد غرقت باهلها في البحر!، لكن علی العکس من ذلک، فقد بقت غزة واهلها ومات “رابين”، کما ستبقی الضفة الغربية وأهلها وسيزول الإحتلال الإسرائيلي بصواريخ غزة وإنتفاضة القدس في الضفة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق