التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, يونيو 18, 2024

كيف نظر الاسرائيليون الى الذل الامريكي في الخليج الفارسي؟ 

لايختلف اثنان ان صور الجنود الامريكيين المارينز الذين احتجزتهم ايران في الخليج الفارسي وهم يضعون ايديهم على رؤوسهم للاستسلام تعكس “الذل” والهوان لكن لم تستطع وسائل الاعلام الامريكية ووسائل اعلام الدول المتحالفة مع امريكا عدم نشر هذه الصور والتغطية عليها حتى وسائل اعلام الكيان الاسرائيلي الحليف الاول للامريكيين في المنطقة.

وصحيح ان هذا الحادث قد وقع بين الايرانيين والامريكيين لكن شظاها تطال الدول الخليجية والكيان الاسرائيلي الذي هو عضو غير معلن في المحور العربي الامريكي الذي يقف امام محور المقاومة والممانعة في المنطقة لكن هذا الكيان ووسائل اعلامه اختاروا مصطلحات وجملاً مثل “الاذلال” و”الاهانة في ايران” و”الصداقة على الطريقة الايرانية” تدل على انهم ارادوا ايضا توجيه اللوم الى الامريكيين لأن امريكا اتفقت نوويا مع ايران رغما عن رغبات هذا الكيان.

ومن بين هذه الصحف الاسرائيلية التي استخدمت عبارة “الذل” صحيفة يديعوت احرونوت التي قالت ان حادث اعتقال الجنود الامريكيين لم تكن له تداعيات عسكرية لكن له اشارات يجب على الكيان الاسرائيلي ان يلتقطها.

ويمكن تلخيص ما قاله الخبراء والمحللون الاسرائيليون عن هذا الحادث فيما يلي:

اولا: ينظر الاسرائيليون الى هذا الحادث من منظرهم الخاص ويعتقدون ان لهذا الحادث دلالات في ظل احتمال وقوع مواجهة بين محور المقاومة والمحور العربي الامريكي، ويعتقد الاسرائيليون ان نشر صور الحادث يزيد ثقة الايرانيين بقدراتهم ويكشف حقيقة توازن القوى في المنطقة.

ثانيا: يقول الاسرائيليون انه اذا كانت ايران تبحث عن اذلال الامريكيين قبل ايام فقط من رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران فكيف ستكون الاوضاع بعد رفع العقوبات؟ ان الاسرائيليين يعتقدون ان هذا الحادث يعزز مكانة ايران بعد تنفيذ الاتفاق النووي مؤكدين ان لايران اليد العليا في المنطقة الان وان هذا الامر سيتعزز بعد رفع العقوبات.

ثالثا: ان تداعيات هذا الحادث تخطت مياه الخليج الفارسي وقد وصلت الى حلفاء امريكا الصغار في الخليج الفارسي وفي باقي المناطق والرسالة كانت واضحة “ان ايران لن تتراجع امام التهديدات ولن تتهاون في الاقتصاص من الذين يسمحون لانفسهم بالتعدي عليها”.

ولهذا السبب نجد ان القلق الذي ابداه الاسرائيليون من هذا الحادث وتداعياته كان ملفتا وان هذا القلق يمثل ليس فقط قلق الاسرائيليين بل قلق كل الذين يسعون الى مواجهة ايران في المنطقة فإذا قبلت امريكا باذلالها واذلال جنودها في هذا الحادث فكيف سيكون تصرف الامريكيين تجاه حوادث مماثلة من الممكن ان تحدث ايضا في هذه المنطقة؟

رابعا: ان الاسرائيليين الذين كانوا يسعون دوما الى تعزيز علاقاتهم مع الدول التي تسمي نفسها بمحور “الاعتدال العربي” في وقت يعاني فيه الامريكيون من تراجع واضح في المنطقة وهكذا يعتبر الاسرائيليون ان الفرصة سانحة الان لكي يقولوا لهذه الدول العربية “ان تل ابيب تشكل لكم المظلة الآن فعليكم تعزيز علاقاتكم معنا بشكل علني”.

وهناك حقيقة لم تعد خافية على أحد وهي ان المواقع الاعلامية التابعة للكيان الاسرائيلي قد وقعت في “الفخ” الايراني عندما قامت باعادة نشر صور الجنود الامريكيين في الأسر وقد اعتبرت هذه الوسائل الاعلامية ان ذلك اليوم كان يوم هزيمة الامريكيين امام الايرانيين، وقد نقلت المواقع الاسرائيلية ايضا ان الجنود الامريكيين شكروا الايرانيين بعد اطلاق سراحهم على حسن المعاملة وقد وصل الامر حتى الى قيام جون كيري بتقديم الشكر لايران وكل ذلك في وقت يعاني فيه دول مجلس التعاون من اسبوع “عاصف” في علاقاتهم مع ايران على خلفية التوتر السعودي الايراني.

وقد اعترف بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية بأنها وقعت في الفخ الايراني ونشرت صور اذلال الجنود الامريكيين خاصة بعد خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما الى “الأمة” والذي ادعى فيه انه لا يجرؤ اليوم أحد في العالم على الاشتباك مع العسكريين الامريكيين.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق