التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, يونيو 17, 2024

محلل سياسي: رد الرئيس الأسد على تصريحات كيري يأتي لوضع النقاط على الحروف 

سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ

أكد المحلل السياسي والعسكري السوري سليم حربا إن رد الرئيس السوري على تصريحات وزير الخارجية جون كيري يأتي لوضع النقاط على الحروف التائهة على المستوى الإقليمي و الدولي، ويأتي ليؤكد على إن صاحب الشرعية المطلقة في سوريا هو الشعب السوري وحده، وهذا الشعب هو من يحدد مصيره.

حربا أوضح إن تصريحات الرئيس الأسد التي تؤكد على إن حل الأزمة السورية يحتاج إلى أفعال وليس إلى أقول، بمعنى إن التصريحات الأمريكية بما فيها مقالات السفير الأمريكي السابق في دمشق “روبرت فورد” والذي يعد قائد وعراب الإرهاب، والأمين العام للإخوان المسلمين في سوريا والذي كان يبرر الانسحابات التي تقوم بها الميليشيات من المناطق التي يدخلها الجيش السوري ويستعيد السيطرة عليها، وهو –أي فورد- أكثر من اجتر مصطلح “المعارضة المسلحة المعتدلة” الذي اخرعته أمريكا لتقنع العالم إن هناك نوعين من الإرهاب، إرهاب جيد وإرهاب سيء، كل هذه التصريحات التي جاءت من أمريكا لتعترف إدارة البيت الأبيض بهزيمتها العسكرية في سوريا، وتقر بشرعية الدولة السورية، لكن هذا الاعتراف جاء متأخراً أربع سنوات شهدت فيها سوريا الكثير من الحزن والخراب، وهذا الخراب لن يعمّر بالأقوال، والحزن الذي عاشه السوريين لن تندمل جراحه بالأقوال.
وأشار المحلل السوري إلى أن واشنطن تحاول أن تطرق باب دمشق على المستوى الأمني و السياسي بفعل التأثر بما ينجزه الجيش السوري في الميدان مما أدى إلى تزايد ارتداد الإرهابيين إلى دول المنشأ وخصوصاً دول الغرب، ونتيجة لارتفاع وتيرة المخاوف مما ينجز في سوريا على المستوى الميداني سواء من خلال العمليات العسكرية أو المصالحات الوطنية تدرك واشنطن إن تزايد ارتداد الجهاديين إلى الغرب سيزداد وعلى ذلك تحاول أن تهرب إلى الأمام من خلال الوقوف إلى الصف الذي يحارب الإرهاب بشكل حقيقي لتحفظ ماء وجهها بعدما تكشفت عوراتها بفعل انكشاف المشروع التكفيري الذي تدعمه واشنطن مباشرة أو من خلال الدول الحليفة لها وخاصة الدول الخليجية، وحالة التسابق التي يشهدها الغرب للوصول إلى تعاون أمني مع سوريا يعبر عن حالة إفلاس مركب لدى أمريكا على المستوى الميداني، فلا المليشيات التي انشأتها ودربها وصرفت عليها الكثير من الجهد والوقت والمال أثرت في موازين القوى داخل سوريا، ولا الهياكل السياسية التي دعمتها لخلق الشرخ المطلوب بين أبناء المجتمع السوري نجحت في مهمتها.
و أوضح حربا إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكية بالنسبة لدمشق تحول هام في مسار السياسية الأمريكية تجاه الأزمة السورية، لكن ذلك لا يعني إن الإدارة الأمريكية تحولت استراتيجيتها في المنطقة، فالثابت إن واشنطن تحارب بالوكالة وتفاوض بالأصالة، وهي لا تتفاوض إلا تحت ظل التهديدات التي تطلقها لتشعر نفسها إنها في موضع القوة لا الضعف، لكن سقوط المشروع التكفيري في المنطقة أثبت إن أمريكا تدرك إنها في موقع ضعف لذا ستحاول أن تنهي الأزمة السورية بما يتلائم وصورتها وهيبتها لتخرج من الملف السوري والتدخل فيه بأقل الخسائر الممكنة على المستوى السياسي والعسكري.
وختم حربا حديثه بالتأكيد على إن تصريحات الرئيس الأسد وتأكيده على إن الحل في سوريا يحتاج إلى أفعال لا أقوال إنما يأتي من فهم سوري بأن عمق الأزمة السورية هي في مواجهة الإرهاب، وهذه المواجهة تتطلب أن يطبق الداعمون للإرهاب قرارات مجلس الأمن المتعلق بمنع وقطع التعامل مع داعش وغيره بكل أشكال التعامل، وعلى الإدارة الأمريكية إن كانت صادقة في تحولها أن تثبت ذلك من خلال تطبيقها ودفعها لحلفائها لتطبيق قرارات مجلس الأمن.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق