التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, يونيو 18, 2024

الكفل.. يستعد لاستقبال الزائرين من جميع الاديان 

ثقافة – الرأي –

الكفل مدينة تقع جنوب الحلة، مركز محافظة بابل على نهر الفرات، وتحوي مواقع اثارية ومراقد ومزارات عديدة، اذ كانت قبل الميلاد موقعا لنشاطات الدولتين الكلدانية والاكدية في الزراعة والتجارة، فضلا عن انها كانت ساحة للحروب التي حدثت انذاك، وفيها تشكلت مدينة عامرة منذ زمن النبي ابراهيم (ع) وفيها مسجد “النخيلة” ومرقد النبي ذي الكفل (ع) ومقام الامام زيد بن علي (ع) ومقام الامام المهدي (عج).
حزقيل
ذكرها ياقوت الحموي (ت 626 هـ) قائلا: “بر ملاحة” هو موضع في ارض بابل قرب حلة دبيس بن مزن شرقي قرية يقال لها القسونات بها قبر باروخ استاذ حزقيل وقبر يوسف الربان وقبر يوشع ليس “ابن نون” وقبر عزرا ليس “ناقل التوارة” وفيها ايضا قبر حزقيل المعروف بذي الكفل.
مسجد النخيلة
يقول مدير المزار الشيخ عقيل الكرعاوي: اتخذ الامام علي بن ابي طالب(ع) موقع مسجد النخيلة، مقرا لاقامته خلال معركتي النهروان وصفين، وكذلك ولده الامام الحسن المجتبى (ع)، لذا بنى المسلمون على قبر النبي ذي الكفل مسجدا وكان من ائمته (عباد بن الربيع) راوي حديث الامام علي(ع)، وقد جدد بناء مسجد النخيلة وضريح ذي الكفل، السلطان الايلخاني اولجايتو محمد خدا بندة عام 703 هـ.
واضاف: ضريح نبي الله ذي الكفل (ع) له قدسية كبيرة عند جميع الديانات السماوية، وغرفة الضريح مستطيلة الشكل طولها (10,40) متر وعرضها (5) امتار وسقفها عبارة عن قبة متكونة من طبقتين الاولى داخلية نصف كروية في وسطها نجمة زخرفية ذات (12) رأساً ومزخرفة بالمرايا ومغلفة بالقبة الثانية الخارجية، وهي مخروطية تتكون من (10) طبقات عدا غطاء القبة بارتفاع (17) متراً تنتصب فوق قاعدة مثمنة ترتفع عن السطح بمتر واحد، ويتوسط قبر ذي الكفل القبة بطول(3,25) متر وعرض (1,25) متر محاط بصندوق خشبي صنع في سبعينات القرن الماضي.
مؤكدا، ان عمليات اعمار المرقد الشريف لنبي الله ذي الكفل (ع) تتم باشراف وزارة السياحة والاثار، وبحضور ممثل عن مجلس محافظة بابل وديوان المحافظة ومهندس من ديوان الوقف الشيعي، على وفق قانون الاثار المرقم 55 لسنة 2002، وقانون ديوان الوقف الشيعي المرقم 19 لسنة 2005، مشيرا الى انه لا يتم رفع طابوقة من المزار والمرقد الشريف الا بموافقة هذه الجهات الاربع.
وتابع الكرعاوي: ان العمل التطويري للمرقد والمزار يتم بصورة مقاربة للمكان مع خصوصيته كموقع اثري عراقي ومزار مقدس لجميع الاديان السماوية، لافتا الى ان المزار مهيأ لاستقبال الزائرين من يهود ومسيحيين ومسلمين ومن جميع الاديان.
كتابات ونقوش عبرية
وكانت وزارة السياحة والاثار قد باشرت منذ 2007 باعمال ترميم مرقد النبي حزقيال “ذي الكفل” ما أقلق يهودا عراقيين في الخارج بهدمه أو ازالة كتابات ونقوش عبرية منه.
اذ وجهت منظمة “ناحوم” في امستردام، المكونة من يهود عراقيين بالاصل في إسرائيل وخارجها نداء مناشدة لوزارة الدولة للسياحة والآثار العراقية والوقف الشيعي، يدعو إلى المساعدة على وقف عمليات هدم قبر النبي حزقيال في محافظة بابل العراقية جنوب بغداد، مشيرة الى قدسية القبر لدى اليهود وكونه مزارا لهم لغاية منتصف القرن الماضي.
وذكرت المنظمة، ان القبر تعرض الى اهمال واسع مع عمليات لازالة كتابات ونقوش عبرية من المرقد يعد جزءا من عملية تطهير لذاكرة الاقليات الدينية التي ظهرت اصلا في العراق ومناطق اخرى من الشرق الاوسط.
الوقف الشيعي
الوقف الشيعي من ناحيته، اوضح في بيان له بان المراقد الخاصة بالانبياء تكون عائديتها حسب المناطق الموجودة فيها، وبما أن النسبة الأكبر من سكان بابل ومنطقة ذي الكفل (الكفل) من المسلمين الشيعة فقد أصبح المزار تابعا للوقف الشيعي، نافيا اي عملية ازالة كتابات او نقوش عبرية او تغيير لمعالم المزار.
تحديث حضري
رئيس مجلس ناحية الكفل التابعة اداريا لمحافظة بابل، احمد عبد علي الحسيني، اكد ان وزارة البلديات اكملت التصاميم الخاصة بالتحديث الحضري لبلدة الكفل والاراضي المحيطة بمرقد النبي ذي الكفل، التي تعد من المشاريع المهمة، حيث سيتضمن التحديث نصب شبكات مجاري حديثة في البلدة، وبناء فنادق من الدرجة الاولى وانشاء مساحات خضر واماكن ترفيهية لاستقبال السواح من مختلف دول العالم بالتنسيق مع الجهود التي تبذلها دائرة الاثار والتراث لضمها للائحة التراث العالمي، التي تضعها منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة.
واضاف: إن الكوادر الفنية والهندسية التابعة لوزارة البلديات والوقف الشيعي باشرت بوضع تصميم حديث لقبر النبي حزقيال والمواقع المحيطة به، منها تطوير المئذنة المائلة التي بنيت في القرن الرابع عشر، وسوق اثرية مصممة على شكل حرف (T) كانت بنيت أول مرة في عام 1800 أيام الحكم العثماني.
مزار لليهود
وحسب بعض الروايات اليهودية ان (ذي الكفل) قدم للعراق خلال السبي البابلي الاول لليهود في سنة 597 ق.م، وبقي في بابل حتى وفاته، حيث يقدس المسلمون واليهود قبره الذي كان حتى خمسينات القرن الماضي احد مزارت اليهود الكبرى، وبنوا بالقرب منه خانات ومنازل وسوقا يدعى سوق “دانيال” وهو قائم حتى اليوم.
ويعتبر النبي حزقيال او ذو الكفل حسب التسمية الاسلامية احد أنبياء بني اسرائيل، وسمي ذي الكفل لانه كفل الشعب اليهودي بالنجاة من البابليين حسب احد التفسيرات، الا ان الكثير من المؤرخين يرى ان ذا الكفل هو نفسه حزقيال بالعبرية عند اليهود ويعد نبيا لديهم، وقد ورد ذكره في سفر نبوة حزقيال في العهد القديم.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق