التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, يونيو 2, 2024

تحذيرات روسية من ألاعيّب الإرهابيين في إدلب 

لا يزال الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة يحاولون تلفيق الاتهامات والأكاذيب ضد الدولة السورية بهدف خلق الذريعة للعدوان عليها وأدامة فترة الحرب فيها بهدف تمرير أجنداته التي ترفضها الدولة السورية، وهذه الذرائع التي يقدمها للعالم تتم عبر أذرعه داخل سوريا، وكان آخرها إعلان مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم عن تحضير مسلحي هيئة تحرير الشام وهي التي كانت تسمى جبهة النصرة الارهابیة سابقًا فرع تنظيم القاعدة في سوريا لضرب مخيمات لاجئين في إدلب واتهام القوات الحكومية والروسية بمهاجمة المواقع المدنية والإنسانية. وأضاف نائب رئيس المركز في سوريا اللواء أوليغ إيغوروف، أن هذا العمل يتم التخطيط له بالتعاون مع منظمة الخوذ البيضاء. وأوضح أن المسلحين يعدون مقاطع فيديو تمثيلية لنتائج ضربات مفبركة لمخيمات اللاجئين في بلدتي كفر ديان، وكفر جاليس في إدلب.

جماعة الخوذ البيضاء معروف عنها تلفيق الأكاذيب ضد الجيش السوري ودائمًا ما كان يتم كشف هذه التمثيليات ففي عام 2018 تم الترويج لتمثيلية قيام الجيش السوري بضرب غاز السارين في إدلب وهو ما أدى إلى قيام الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بشن عدوان ثلاثي على الدولة السورية، وفي النهاية اثبت كذب جماعة الخوذ البيضاء، حيث أعلن الممثل الدائم لروسيا في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ألكسندر شولغين، أن موسكو لديها أدلة غير قابلة للدحض على أنه لم يكن هناك أي هجوم كيميائي وأن الفيديو كان المسجل تمثيلية. فيما اكد الخبير في الأسلحة الكيميائية والمفتش السابق لدى الأمم المتحدة في العراق، أنطون أوتكين، ان الفيديو يظهر اشخاصا من الخوذ البيضاء يقومون بغسل الضحايا وتسائل هل يمكن للماء حقا مساعدة أولئك المتضررين من السارين والكلور؟ وأضاف أن المصابين بالكلور يمتص جلدهم الكلور ويسعلون لكنه في الفيديو لم يرى أحدًا منهم قد سعل والتسمم بالكلور يؤدي إلى هجمة سعال غير منضبط. ويؤثر الكلور على الأغشية المخاطية للأنف والبلعوم، وصولا إلى وذمة رئوية. وقبل هذه التمثلية بنحو شهر أرسلت دمشق مذكرة دبلوماسية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تنص على أنه يجري إعداد استفزاز يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية، وسيتم بعد ذلك تحميل المسؤولية للسلطات السورية. وتحدثت دمشق عن كيفية سير التدريب، وكيف يتم تركيب هوائيات الأقمار الصناعية لنقل الفيديو عالي الجودة، وكيف يتم توظيف الناس في الحشد وكيف تدير الخوذ البيضاء ذلك كله.

جماعة الخوذ البيضاء والجماعات الإرهابية الأُخرى باتت الآن عالقة بإدلب وليس لديها أمل في أن تربح الحرب في وجه الدولة السورية وبالتالي باتت تحضر رفقة حلفائها في الغرب لمثل هذه الأكاذيب في محاولة منها لتغيير الواقع واحداث واقع جديد يتوافق مع آمالهم الإرهابية.

كثيرة هي الاتهامات للحكومة السورية باستخدام هذا السلاح الذي سلمته في عام 2013 وتم الانتهاء من تفكيكه واتلافه بعد ذلك الوقت بعامين وذلك تحت إشراف أُممي ومن قبل الولايات المتحدة، إلا أن هذه الاتهامات على كثرتها لا تحمل أي دليل ملموس على حقيقتها، وكلها كانت في إطار سياسي. وفي الحقيقة لا يهم الغرب أن تم استخدام هذا السلاح أو غيره، ولكن ما يهمهم هو ذريعة استمرار التدخل في سوريا، فبفضل ذريعة استخدام أو امتلاك السلاح الكيميائي، سقطت أنظمة عديدة وتمت محاصرة ليبيا عشرات السنوات، والآن التدخل في سوريا وتهديدها علنًا بأسلوب يتعارض مع القانون الدولي. وأن حاول شخص التفكير في ولو قليلًا هل تستطيع دمشق استخدام هذا السلاح في معاركها مع المسلحين، يستنتج أنه يستحيل ذلك لعدة أسباب أبرزها أن الجيش السوري يقاتل على الأرض واستخدام الكيميائي ضد عدوه سيضره أيضًا بسبب الرياح وسرعة انتشاره بالمنطقة وعلى نقاط التماس تحديدًا. إضافة إلى أن دمشق تقاتل على أرضها وأي ضرر يُصيب المنطقة سيصيبها في النهاية، والجميع يعلم أنه عندما استخدمت الولايات المتحدة الاسلحة الكيميائية ضد العراق تضررت سوريا أيضًا والزراعة فيها، وحتى وصل الضرر إلى السعودية والكويت، لذلك يستحيل استخدام هذا النوع من السلاح. وحجج التدخل في سوريا لن تنتهي ولكن حجة الكيميائي تجلب تعاطفًا غربيًا كبيرًا، لأن القارة الأوروبية عانت من استخدام هذا السلاح أبان الحرب العالمية الثانية، ولكن السؤال إلى أي وقت ستبقى هذه الحجة نافعة؟ وإلى متى ستبقى المؤسسات الدولة لعبة بيد الأميركيين؟
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق