التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, مارس 28, 2024

اكتشفي مشكلات الدورة الشهرية التي يمكن تفاديها بسهولة 

الدورة الشهرية أو الحيض، عملية بيولوجية طبيعية تتضمن نزول الدم وأنسجة الرحم من جسم المرأة عبر النزيف المهبلي. وتتخلص أجساد النساء في فترة الحيض من بطانة الرحم كل 21-35 يوماً.

بطانة الرحم هي عبارة عن تحضير للجسم لحمل محتمل داخل رحم الأنثى، والذي يحدث بعد الإباضة، أي عندما تخرج بويضة ناضجة من المبيض وتتحرك أسفل قناة فالوب. وحين لا يحدث الإخصاب، تتفكك البطانة وتسقط.

ورغم أن الحيض هو ظاهرة شائعة لدى النساء بين سن 12-50 سنة، هناك تباين كبير في مدته والمشكلات التي قد تواجهها النساء خلال الدورة الشهرية. وتُعد صحة وانتظام الدورة الشهرية والمعلومات الدقيقة في هذا الشأن من الأدوات الحيوية التي تؤهل المرأة للعناية بصحتها وحالتها النفسية عند الحيض.

تقدم الدكتورة آلاء يونس محمد، استشارية أمراض النساء والتوليد في مستشفى فقيه الجامعي دبي، المزيد من المعلومات حول مشاكل الدورة الشهرية الأكثر انتشاراً والحلول المتاحة لها.

ما هي المشاكل الأكثر شيوعاً التي تواجهها المرأة قبل/ أثناء الدورة الشهرية

يمكن للمرأة أن تعاني من مجموعة واسعة ومتنوعة من المشاكل الصحية خلال الدورة الشهرية. وفيما يلي أبرز المشاكل التي يتم الإبلاغ عنها أثناء الحيض:

تقلصات الدورة الشهرية: شائعة عند كثير من النساء في فترة الحيض. ومع ذلك، يمكن أن يشير الألم المفرط إلى وجود مشاكل صحية أكثر خطورة؛ ويُشار إلى الحيض المؤلم بـ”عسر الطمث” وهو ناتج عن تقلصات الرحم. إذا كانت المرأة تعاني من ألم شديد خلال الدورة الشهرية، تُنصح بمراجعة طبيب مختص لإجراء تقييم مناسب للأعراض.

متلازمة ما قبل الحيض (PMS): غالباً ما تعاني منها النساء قبل أسبوع إلى أسبوعين من الدورة الشهرية. بعض النساء يُبلغن عن أعراض بسيطة أو معدومة، بينما يُبلغ البعض الآخر عن أعراض شديدة سواء من الناحية النفسية والعاطفية أو الجسدية. ومن بين تلك الأعراض عدم القدرة على إدارة الحالة العاطفية، تقلب المزاج، القلق، حب الشباب، الإنتفاخ، الصداع، الحمى، والتحسس المستمر. إذا كنت تعانين من متلازمة ما قبل الحيض، ننصحك بطلب المساعدة من طبيب أمراض النساء الخاص بك لتلقي العلاج المناسب لهذه الحالة.

انقطاع/ غياب الطمث: هي حالة تتوقف فيها الدورة الشهرية. ويمكن تعريف انقطاع/غياب الطمث بغياب الدورة الشهرية لمدة 90 يوماً أو أكثر، إلا في حالة الحمل أو سن انقطاع الطمث. أما الفتيات اللاتي لا يبدأن الحيض في سن 15 أو 16 أو في غضون ثلاث سنوات بعد أن يبدأ الثدي بالنمو فيُعتبرن أيضاً مصابات بانقطاع الطمث.

ندرة الدورة الشهرية ونزيف الرحم غير الطبيعي: هي عبارة عن دورات شهرية غير منتظمة للغاية ولا تتبع أي موعد محدد تقريبي. ويشير مصطلح “نزيف الرحم غير الطبيعي” إلى مجموعة متنوعة من اضطرابات الدورة الشهرية، بما في ذلك تدفق الطمث الغزير، واستمرار الدورة لأكثر من 7 أيام، والنزيف ونزول الدم بين فترات الدورة الشهرية أو لفترة طويلة بعد انقطاع الطمث.

ما هي الأسباب الرئيسية لعدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء

يُعتبر عدم انتظام الدورة الشهرية أحياناً أمراً طبيعياً. لكن في حال وجود فجوة طويلة جداً بين دورتين شهريتين أو فترة قصيرة جداً بينهما، يمكن أن يؤثر ذلك على صحة المرأة بشكل كبير. ويمكن أن يكون هناك مرض ما يُسبب عدم انتظام الدورة الشهرية.

وبعض تلك الأسباب الشائعة فيما يلي:

الحمل والرضاعة: الحمل سبب طبيعي لغياب الدورة الشهرية. إذا ترافق غياب الدورة الشهرية مع أعراض مثل الغثيان الصباحي، الغثيان، حساسية الشم، ألم الثدي، والتعب غير المعتاد، فمن الضروري استشارة الطبيب أو إجراء اختبار الحمل. كذلك، فإن هرمون البرولاكتين الذي تفرزه الأمهات المُرضعات لزيادة إنتاج الحليب يؤدي أيضاً إلى إبطاء أو توقف الإباضة وبالتالي تأخر الدورة الشهرية أو غيابها.

استخدام وسائل منع الحمل/ موانع الحمل: يمكن أن تُسبب وسائل منع الحمل الهرمونية التي تعمل عن طريق إيقاف الإباضة، وتشمل الحبوب، واللصقات، والزرعات والأجهزة داخل الرحم (IUDs) إلى عدم انتظام الدورة الشهرية. وتعاني بعض النساء من نزيف متقطع أو نزيف غير منتظم أو نزيف خفيف أو نزيف حاد بعد استخدام هذه الأنواع من وسائل منع الحمل. بالنسبة للبعض قد يتوقف النزيف تماماً.

التوتر والإجهاد: أكدت الأبحاث العلمية أن ارتفاع مستويات التوتر هو من مُسببات عدم انتظام الدورة الشهرية لدى بعض النساء. ويمكن أن يتسبب الإجهاد في إفراز الأدرينالين والكورتيزول، مما قد يتداخل مع الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية.

النشاط البدني المفرط: يمكن أن تؤثر التمارين الرياضية القاسية على الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية. ويمكن للنشاط البدني المُكثف وعند اقترانه بنظام غذائي قاس، أن يؤدي إلى تغيرات في الدورة الشهرية، وانخفاض كثافة المعادن في العظام، وهشاشة العظام في الحالات القصوى.

متلازمة تكيس المبايض أو حالات طبية أخرى: الدورة الشهرية غير المنتظمة هي أحد أعراض متلازمة تكيس المبايض التي تحدث عندما تبدأ الأكياس بالنمو في مبيض المرأة. ويتم إفراز الأندروجين، وهو هرمون الذكورة، بكميات كبيرة لدى النساء اللاتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض. وتعمل هذه الهرمونات على إيقاف الإباضة، مما يؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية أو غيابها.

ما هي المضاعفات لعدم انتظام الدورة الشهرية على الحمل والإنجاب

لا تؤثر دورات الطمث غير المنتظمة بالضرورة على خصوبة المرأة، ويمكن أن ينجح الحمل بشكل طبيعي لدى العديد من النساء اللاتي يعانين من الدورة غير المنتظمة. مع ذلك، يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة الحمل. وغالباً ما يشير عدم انتظام الدورة الشهرية إلى أن الإباضة غير منتظمة أو متأخرة أو لا تحدث على الإطلاق، مما يعيق إخصاب البويضة لأن النساء يجدن صعوبة في متابعة الدورات الشهرية غير المنتظمة.

ما هي الطرق الفعالة لمساعدة النساء على تنظيم الدورة الشهرية

هناك بعض الطرق التي تساعد المرأة على تنظيم دورتها الشهرية والحد من عدم انتظامها، بما في ذلك:

الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام: يمكن أن تتأثر الدورات الشهرية بالتغير في وزن الجسم. ويمكن أن يؤدي فقدان الوزن الشديد أو زيادته إلى عدم انتظام الدورة الشهرية. أما الحفاظ على وزن معتدل فيسهم في الحصول على صحة أفضل بشكل عام. والنساء المصابات بالسثمنة لديهن احتمال أكبر للتعرض للدورات غير المنتظمة والنزيف الحاد وآلام أكثر مرتبطة بالدورة. ومع ذلك، يُنصحن فقط بإنقاص الوزن بطريقة صحية وتدريجية. وعلى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض استشارة طبيب متخصص لوضع استراتيجية مناسبة لخسارة الوزن.

إعادة تقييم النظام الغذائي: إن تناول القليل من الطعام أو الإفراط في تناول الطعام قد يترك تأثيرات ضارة على صحة وانتظام الدورة الشهرية. إذا لم يحصل الجسم على المزيج الصحيح من العناصر الغذائية، يمكن أن تتعرض الغدد الكظرية والغدة النخامية والوطاء للإجهاد. وصحة هذه الغدد المسؤولة عن تنظيم الهرمونات مهمة للحصول على دورات منتظمة. والأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة منخفضة جداً من الكربوهيدرات تضر بوظيفة الغدة الدرقية ويمكن أن تؤدي إلى غياب الدورة الشهرية. أما الإفراط في تناول الألياف فقد يؤثر على الإباضة. ومن الضروري أيضاً تناول كميات كافية من الدهون وحمض الفوليك.

الحصول على قسط كاف من الراحة والإسترخاء: يمكن للنوم الجيد أن يُبطل آثار الضغوطات اليومية على جسمك وعلى صحة وانتظام الدورة الشهرية. ويُعد التخفيف من التوتر والإسترخاء بتمارين التأمل أو اليوجا أو الرياضة/ الحركة والنشاط، من بعض الأدوات الناجحة للكثير من النساء لتقليل تأثير الإجهاد على انتظام الدورة الشهرية.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق