التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, أبريل 23, 2024

لماذا تخشى الرياض من استمرار العمليات العسكرية شمال اليمن 

أحرزت قوات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، يوم السبت الماضي، تقدماً واسعاً في معارك مع مرتزقة الجيش اليمني التابع للحكومة اليمنية المستقيلة، في محافظة الجوف الحدودية مع السعودية. وقال مصدر عسكري يمني، إن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، تمكنوا إثر هجوم واسع، من السيطرة على غالبية منطقة اليتمة الاستراتيجية في مديرية خب والشعف شرق الجوف، بما فيها سوق المنطقة وكافة المرتفعات المحيطة بها. وأضاف أن تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، وسيطرتهم على غالبية اليتمة الحدودية مع السعودية والتي ترتبط بحدود مع محافظة صعدة، كما تتوسط الطريق الدولي الذي يصل الجوف بمنفذ البقع البري مع السعودية، تحقق عقب سيطرتهم على سلسلتين جبليتين استراتيجيتين هما قشعان وحبش اللتان كانتا تؤمنان المنطقة.

وتتيح سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، على كامل منطقة اليتمة لها تحييد عمليات ألوية حرس الحدود التي تضم المنطقة مركز عملياتها. وتحتل مديرية خب والشعف بمساحة 32 ألف كم مربع نسبة نحو 70 بالمئة من مساحة الجوف الإجمالية التي تقدر بـ 39.495 ألف كيلومتر مربع وتتوزع على 12 مديرية تسيطر أنصار الله على غالبيتها باستثناء بعض المناطق. ويسعى أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، إلى السيطرة على مديرية خب والشعف بهدف عزل محافظة مأرب عن محافظة الجوف، ضمن حملتها العسكرية للسيطرة على مدينة مأرب. وتشهد محافظة الجوف، منذ سيطرة جماعة أنصار الله في الأول من مارس/آذار العام الماضي، على مدينة الحزم مركز المحافظة بما فيها مبنى المجمع الحكومي ومقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة، معارك كرٍ وفر تسعى خلالها قوات تحالف العدوان ومرتزقته، إلى التقدم واستعادة المدينة الاستراتيجية، في ظل مقاومة عنيفة من مقاتلي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”.

وحول هذا السياق، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء، العميد “يحيى سريع”، يوم أمس الأحد، سيطرة الجيش واللجان الشعبية على مساحات واسعة في منطقة اليتمة الحدودية وما جاورها، الواقعة في أطراف محافظة الجوف المحاذية لمنطقة نجران السعودية. إعلانٌ حمل أكثر من دلالة وأكثر من رسالة إلى الجانب السعودي؛ إذ أثبت أن قوات صنعاء تحتفظ بقدرات عسكرية كبيرة على نقل المعركة إلى العمق السعودي، كما أكد أن لا خطوط حمراء أمام عملياتها، وما اليتمة التي كانت خطاً أحمر بالنسبة إلى القوات اليمنية منذ 60 عاماً، إلا دليل على ذلك، فضلاً عن أن العملية أظهرت مجدداً التفوق العسكري للجيش واللجان الشعبية، حتى في ساحات المعارك المفتوحة الخالية من أي تحصينات طبيعية. يُضاف إلى ما تقدم، أن سيطرة قوات صنعاء على ما يقارب 1200 كلم في اليتمة الحدودية، يعدّه خبراء عسكريون، انتصاراً استراتيجياً، لأهمية المنطقة، ووقوعها على الشريط الحدودي الذي يصل الجوف بحضرموت، وأيضاً بالقرب من منفذ الخضراء الرابط بين اليمن والسعودية، وعلى مقربة من جهة الجنوب من منطقة البقع الرابطة بين محافظتي الجوف وصعدة.

وحسب مصادر عسكرية مطلعة، فإن المناطق التي سيطر عليها الجيش واللجان الشعبية في أقصى شرق الجوف وعلى الحدود مع منطقة نجران، لم تكن تخضع لسيطرة حكومة الرئيس المستقيل، “عبد ربه منصور هادي”، طيلة السنوات الماضية، حيث كان وجود الحكومات اليمنية فيها رمزياً فقط، تنفيذاً لرغبة السعودية التي حوّلت اليتمة وما جاورها إلى مناطق تابعة لنجران، يحكمها مشايخ يحملون تابعيات سعودية، ولا يُرفع فيها العلم اليمني. ووفقاً للمعلومات، فإن سوق اليتمة تُعدّ سوقاً مشتركة بين نجران والجوف، ولا تُستخدم فيها العملة اليمنية كأساس للتبادل، بل العملة السعودية منذ عقود، فضلاً عن أن المملكة منعت اليمن من التنقيب عن النفط في المنطقة المذكورة على مدى العقود الماضية، بعدما أثبتت الدراسات وجود كميات كبيرة من النفط والغاز المسال هناك. وبناءً عليه، وصفت المصادر إسقاط اليتمة، وإعادتها إلى السيطرة اليمنية للمرة الأولى منذ ستة عقود، بـ”الضربة المؤلمة للسعودية”، كون المنطقة كانت خط الدفاع الأول عن نجران من أيّ تقدّم لقوات صنعاء، مشيرةً إلى أن السعودية اتخذت من المناطق المجاورة لليتمة مراكز تدريب عسكري للمرتزقة الموالين لها، والذين لا يتبعون وزارة دفاع حكومة هادي، ونشرت الآلاف من العناصر المسلحة على امتداد الشريط الحدودي الرابط بين الجوف ونجران، واستحدثت مواقع متقدمة في عدد من الأماكن الواقعة في نطاق اليتمة للدفاع عن حدودها الجنوبية

ولفتت المصادر إلى أن الاختراق الذي حقّقته صنعاء أخيراً بين الجوف ونجران، يفتح المجال واسعاً أمامها لإشعال جبهات متعددة في الشريط الحدودي، والتقدم باتجاه نجران من مسارات متعددة، إلى جانب جبهات المناطق الواقعة على التماس مع جيزان. كذلك، يفتح سقوط اليتمة وما جاورها من مناطق صحراوية قريبة من جبهات محافظة مأرب الشمالية، كالعلمين الأبيض والأسود الواقعين بالقرب من قاعدة الرويك العسكرية شرق منطقة صافر النفطية، الباب للجيش واللجان الشعبية للتقدم نحو منفذ الوديعة وقطع الطريق الدولي الرابط بين مأرب وحضرموت، بعدما تمّ تأمين الطريق الدولي الوحيد الذي يمتد من مدينة حزم الجوف إلى محافظتي مأرب وحضرموت، والذي كان يُستخدم من قِبل تحالف العدوان كخط إمداد عسكري لتعزيز جبهات مأرب.

وكانت مدينة اليتمة الحدودية وسوقها سقطتا بشكل كامل، الأسبوع الماضي، تحت سيطرة قوات صنعاء. وبحسب مصادر محلية فقد اضطرت قوات “هادي” للانسحاب، تحت ضغط هجمات قوات صنعاء، من مواقعها جنوب هضبة “آل جعيد وبيت الشايف وقرى الهراسة”، فيما تمكنت الأخيرة من الوصول إلى منطقتي الملتقى والجبوب الواقعتين غرب مركز اليتمة وسوقها، لتستكمل السيطرة على السوق، وتمتد نحو منطقة السويقاء، وتسيطر على معسكر اليتمة التابع لخصومها. وأفادت المصادر بأن المواجهات امتدت إلى منطقة “غدم” وإلى مناطق قريبة من العلمين الأبيض والأسود شمال محافظة مأرب، مُتوقعة أن تلتحم هذه الجبهة الصحراوية بجبهات مأرب، ليتم التقدم باتجاه منطقة صافر النفطية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق