التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 20, 2024

شبح الموت يطارد القوات الأجنبية في أفغانستان 

تنامت الدعوات للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبت على أيدي القوات الأجنبية بأفغانستان، إثر صدور تقرير “فاجع” عن قتل قوات أسترالية 39 مدنياً على الأقل، في البلد الذي مزقته الحرب.

وقال الناشط الأفغاني في حقوق الإنسان نظام الدين كتاوازي إن التقرير يجب أن يعطي الأولوية لجميع الدول الأجنبية للتحقيق في عملياتها بالبلاد.

وتابع: “نطالب أيضاً سلطات القوات الأجنبية الأخرى والسلطات القضائية على التحقيق في الانتهاكات لحقوق الإنسان التي ارتكبتها قوات بلدانهم المشاركة في قوات المساعدة الدولية في أفغانستان (إيساف) وفي بعثة الدعم الحازم اللاحقة لأفغانستان بعد 2014”.

ورأى كتاوازي أن هذه الإجراءات ستسهم في ضمان سيادة القانون والعدالة بجميع أنحاء البلد الذي مزقته الحرب، وقد تؤدي إلى السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها.

وأفاد تقرير صادر عن المفتش العام لقوات الدفاع الأسترالية بوقوع 39 جريمة قتل غير قانونية لأشخاص في أفغانستان، على أيدي أفراد القوات الخاصة الأسترالية أو تورُّطهم فيها.

وجاء التقرير بعد تحقيق استمر أربع سنوات في سلوك القوات الأسترالية الخاصة بأفغانستان بين عامَي 2005 و2016.

الى ذلك تم مؤخرا العثور على جثة جاسوس أسترالي كان يحاول نشر معلومات حول جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الأسترالي في أفغانستان في ساحة وقوف سيارات مقر الجيش الأسترالي في كانبيرا.

وعثر على جثة هذا الجاسوس الأسترالي في 21 ديسمبر 2020، قبل الكشف عن جرائم الجيش الأسترالي في أفغانستان وتعالي أصدائها عالمياً واعتراف الجيش الأسترالي بذلك.

وذكرت صحيفة صنداي تلغراف أنه تم العثور على جثة الجاسوس الأسترالي متشبثة بقرص صلب مشفر يحتوي على تفاصيل الفظائع التي ارتكبها الجيش الأسترالي في أفغانستان.

وقال مصدر للصحيفة البريطانية إن الكشف عن المعلومات على القرص الصلب يمكن أن يغير الكثير من المواقف والرأي العام حول ما يحدث في أفغانستان.

وعقب نبأ وفاة ضابط المخابرات الأسترالية، زعمت الشرطة الأسترالية أن وفاته لم تكن مشبوهة وأنه انتحر على ما يبدو.

جدير بالذكر أنه في الوقت نفسه الذي تم فيه تأكيد جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الأسترالي في أفغانستان، انتحر 9 جنود أستراليين لهم تاريخ في أفغانستان.

وفي نوفمبر من هذا العام، نشر الجيش الأسترالي نتائج تحقيقه في جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الأسترالي في أفغانستان، وأقر بمقتل 39 مدنياً أفغانياً على الأقل.

وكانت هناك تقارير عديدة عن الفظائع التي ارتكبتها القوات الأجنبية في أفغانستان في السنوات الأخيرة، بما في ذلك تلك التي ارتكبها الجيش الأسترالي، على سبيل المثال قتل طفل يبلغ من العمر 6 سنوات في مداهمة منزل، وقتل سجين لأنه لم يكن له مكان في المروحية الناقلة وقذف السجناء في واد ونحر رقبة صبي صغير ورمي جسده في النهر.

وفي تاريخ 11/3/2020 ذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن 14 جنديا بريطانيا معظمهم شاركوا في حرب أفغانستان، أقدموا على الانتحار خلال الشهرين الأخيرين.

وذكرت الصحيفة أن معدل الانتحار ارتفع في صفوف الجنود البريطانيين الذين شاركوا في المعارك بأفغانستان.

وأوضحت أن عددا من الجنود المنتحرين شاركوا في عمليات “هيريك” (الاسم الرمزي للعمليات العسكرية البريطانية في أفغانستان) بين الأعوام 2002 و2014.

كما أشار الوزير البريطاني إلى انتحار أكثر من 120 جنديا خلال العامين 2018 و2019، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

ويشكل الانتحار ظاهرة في صفوف الجيش الأمريكي أيضا، حيث سبق أن كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية العام الماضي في إحدى افتتاحياتها أن حالات الانتحار في الجيش الأمريكي تفوق عدد القتلى منهم في الحروب.

وتقول عضو هيئة التحرير في الصحيفة كارول غياكومو إن أكثر من 45 ألف جندي أو من هم في الخدمة بالجيش الأمريكي قد انتحروا خلال الأعوام الستة الماضية، أي نحو عشرين حالة انتحار كل يوم، أو بما يزيد على مجموع قتلى الجيش الأمريكي في المعارك بأفغانستان والعراق.

واللافت في الامر ان الادارات الاجنبية تعي تماما ما تفعله قواتها في افغانستان او في البلدان الاخرى التي تدعي وجود قواتها فيها بهدف حمايتها او حفظ السلام وتدرك ايضا نتيجة وجودها السلبي في هذه البلدان على شعوب المنطقة وعلى قواتها ايضا حيث يطارد شبح الموت القوات الاجنبية اما في الميدان او حتى بعد عودتهم الى منازلهم.

وعلى سبيل المثال يمكن ان يعزى الاجراء الامريكي في سحب او تقليص عدد قواته في افغانستان او العراق لهذا السبب ودفع قوات الناتو لتحل مكانها تفاديا للخسائر الجسيمة التي تتكبدها قواتها في المنطقة وفي ذات الوقت تكون قد حافظت على مصالحها الخبيثة مع العلم ان الامريكيين لا يكترثون لا بحليف ولا بصديق حيث ان خسائر حلفائهم بالنسبة لهم هي مجرد ارقام فقط لا غير.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق