التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, يونيو 2, 2024

انتفاضة لردع محاولات العدو عزل الفلسطينيين عن محيطهم العربيّ.. هل تنجح 

ضجت مواقع التواصل الاجتماعيّ بالدعوات التي أطلقتها مجموعة من العرب والفلسطينيين، لتحدي الهجمة الاحتلاليّة التي تهدف إلى عزل الفلسطينيين عن محيطهم العربي، ولاقت استجابة كبيرة، حيث تفاعل الآلاف من المستخدمين على منصتي فيسبوك وتويتر، وقد عبّر فيها العرب عن تحديهم لسياسات الكيان الصهيونيّ المجرم، مشدّدين على أنّ الاتهامات بـ “تهديد الأمن الإسرائيليّ” وملاحقة الكيان واختراعه لاتهامات من قبيل التواصل مع عميل أجنبيّ، لن تفلح في قطع صلات الجسد الفلسطينيّ مع محيطه العربيّ.

عزل الفلسطينيين

بمبادرة من مجموعة من الفلسطينيين والعرب داخل وخارج فلسطين المحتلة، تفاعل العرب والفلسطينيون بشدة ضد سياسات الكيان الصهيونيّ الغاشم الهادفة لعزل الفلسطينيين ضمن الأراضي المحتلة، وذلك من خلال سلسلة القرارات الأمنيّة والاعتقالات والاتهامات التي تجرم تواصلهم بمحيطهم العربيّ والفلسطينيّ، الشيء الذي لاقى استهجاناً كبيراً من مجموعات وحركات عربيّة وأطر نشاطية مناصرة للقضية الفلسطينيّة ورافضة للتطبيع، تبنت هذه الدعوة، وطالبت بأوسع مشاركة ممكنة في هذه الحملة.

وفي هذا الصدد، أكّدت جمعية “البحرين لمناهضة التطبيع” في تغريدة لها على ضرورة المشاركة في الحملة الفلسطينيّة العربيّة الهادفة لعزل الفلسطينيين عن محيطهم العربيّ، وهذا ما ذكرته بالتحديد حركة “الاشتراكيون الثوريون” المصريّة، ومن مدينة حيفا جاءت استجابة الحملة بإطلاق دعوة مُقابِلة ترحّب بالصوت العربيّ، وترد: هنا فلسطين “متواصلون مع محيطنا العربيّ”، بالإضافة إلى مدن غزة والقدس ورام الله ونابلس، والقاهرة والمنامة وتونس وعمان وبيروت، ومن مخيمات اللجوء والشتات الفلسطينيّ، اتحد آلاف من الفلسطينيين والعرب معلنين تحدي هجمة العدو الصهيونيّ المُستبد وإجراءاته، واستحالة أن يسمحوا له بقطع صلات هذا الجسد الفلسطينيّ الواحد.

ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الحملة تتزامن مع تصعيد قوات الاحتلال الطاغي اعتقالاته لفلسطينيين من الضفة الغربيّة المحتلة والمدن الواقعة داخل ما يُطلَق عليه الخّط الأخضر (الخط الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 والأراضي المحتلة عام 1967)، وتوجيه اتهامات لهم حول تواصلهم مع فلسطينيين في مناطق أخرى ومواطنين عرب، كان آخرها هذا الأسبوع قيام سلطات الكيان الغاصب باعتقال الكاتب والفنان الفلسطينيّ، مهند أبو غوش من منزله في مدينة حيفا.

مفجر الانتفاضة

بعد قيام قوات الاحتلال الصهيونيّ، باعتقال الكاتب الفلسطينيّ مهند أبو غوش، من منزله بمدينة حيفا يوم 25 يناير/ كانون الثاني، وقيام محكمة الاحتلال بتمديد اعتقاله تحت التحقيق بتهم تتعلق بالتواصل مع أصدقاء في العالم العربيّ، تفجرت “انتفاضة إلكترونيّة” ضد الهجمة الاحتلاليّة الشرسة التي تهدف إلى عزل الفلسطينيين عن محيطهم العربيّ، ولاقت تفعلاً عربيّاً وفلسطينيّاً واسعاً.

ومهند أبو غوش هو كاتب وفنان فلسطينيّ من مدينة القدس المحتلة، نُشرت له مواد في عدة مواقع وصحف فلسطينيّة وعربيّة، وسبق أن صدرت له مجموعة قصصيّة عن إحدى دور النشر في بيروت، وقد عرف بمواقفه المؤيدة بشكل كبير لحقوق الشعوب العربيّة والمناهضة لنظم الاستبداد، وقد تعرض أبو غوش مراراً للاعتقال من قبل قوات الاحتلال الغازي منذ طفولته.

وسبق أن قامت الأجهزة الأمنيّة التابعة للسلطة الفلسطينيّة برئاسة محمود عباس باعتقال مهند أبو غوش على خلفية مشاركته في احتجاجات طلابيّة مناهضة لزيارة وزير الخارجية الفرنسيّ الأسبق، ليونيل جوسبان لجامعة بيرزيت في فبراير/ شباط عام 2000، بعد تصريحات الأخير التي اتهم فيها المقاومة اللبنانيّة بالإرهاب، كما تعرض للتنكيل والاعتقال خلال مشاركته في فعالية مناهضة للعقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينيّة على قطاع غزة في يونيو/ حزيران عام 2018.

يشار إلى أنّ اعتقال الكاتب مهند أبو غوش جاء بعد عدة استدعاءات من قبل أجهزة المخابرات التابعة للعدو خلال الأشهر الفائتة، ضمن منهج ملاحقات وسلسلة اعتقالات يتعرض لها الفلسطينيون في الداخل المحتل، كجزء لا يتجزأ من سياسة الاحتلال المجرم الهادفة لإرهاب وعزل الفلسطينيين هناك وحرمانهم من أدنى تواصل مع محيطهم العربيّ ومع أبناء شعبهم في الأراضي المحتلة والشتات.

في النهاية، أحمق ذلك العدو الذي يعتقد أنّه يستطيع سجن شعب في زجاجة ضمن بلادهم ومحيطهم العربيّ الكبير، وكيف لبلد مثل فلسطين أن يُمنع من صلاته مع أشقائه وهو يعيش في أحضان أربع دول عربيّة (لبنان – سوريا – الأردن – مصر)، بالإضافة إلى أنّه كان جزءاً قديماً وهاماً من منطقة “بلاد الشام” التي تمتد على طول الساحل الشرقيّ للبحر الأبيض المتوسّط وتتوسّط قارات (آسيا، وأفريقيا، وأوروبا)، وهذا ما يدركه مليّاً الفلسطينيون والعرب، ولذلك لا يمكن بأيّ شكل من الأشكال أن تنجح محاولات عزل الفلسطينيين عن محيطهم العربيّ.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق