التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

في اعتراف صريح بخوفها من حراك 15 سبتمبر، السلطات السعودية تستعين برجال الدين فهل نجح الحراك قبل انطلاقه؟ 

إذا هو حراك 15 سبتمبر السلمي الذي دعا إليه أبناء الشعب السعودي بعدما ضاقوا ذرعاُ بممارسات النظام الملكي فلم تمض بضع ساعات على الدعوة لهذا الحراك لتقوم السلطات السعودية باستنفار كامل، وبالاستعانة برجال الدين والملوك والأمراء وحتى وسائل التواصل في محاولة منها لحض السعوديين على عدم الاستجابة لهذا الحراك الذي بات يفصلنا بضع ساعات على انطلاقه.

وشارك آلاف السعوديين بوسم “#حراك_15_سبتمبر” داعين إلى الاحتجاج على الأوضاع المعيشية التي يعيشونها ومطالبين بحقوقهم مؤكدين بأن الشعب يعاني من البطالة والفقر والحرمان، بحسب التغريدات، حيث بات وسم “حراك_15_سبتمبر” يتصدر قائمة الوسوم الأكثر تداولاً على موقع تويتر في السعودية خلال الساعات الماضية.

الاستعانة برجال الدين في التصدي لهذا الحراك

وفي محاولة لاستمالة الشعب وحثه على عدم التفاعل مع هذا الحراك قامت السلطات السعودية بالاستعانة برجال الدين حيث حذر مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المجتمع السعودي مما أسماه “الدعوات المشبوهة” التي تحرضهم على حكومتهم، مؤكدا أنها دعوات كاذبة وجاهلة وحاقدة.

وقال المفتي آل الشيخ رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء خلال مداخلته في برنامج “معالي المواطن” على قناة “MBC”: من يدعو لدعوات حراك 15 سبتمبر، هم دعاة فساد ومثيرو فتنة”.. “لا خير فيها ولا خير في من حث عليها، ويتداولها أعداء السعودية.. وهي من دعوات الجاهلية والضلال”.

وبعد تصريح المفتي السعودي المثير للجدل سارع الداعية الشهير محمد العريفي بالتغريد على حسابه بالقول: “مهما تنوعت ثقافتنا وتفاوتت مفاهيمنا إلا أننا يجب أن نتوحد على أهمية حفظ الأمن وتماسك الصف وألا نستجيب لدعوات كهذه”.

ليأتي بعد ذلك إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة الشيخ سعود الشريم ليقول: “الذين ينفخون لحراك لقيط إنما ينفخون في غير ضرم، لأن من نما في حضن هذا الوطن المسلم لن يقبل أن يكون نائحة مستأجرة في وجوه أهله وبني مجتمعه”.

واعتبر الداعية السعودي عائض القرني، أن مؤيدي “حراك 15 سبتمبر” يجمعهم “العداء للوطن”، مؤكدا أن طاعة ولي الأمر “عبادة”، ومحذرا من “مطاردة الوهم وتضييع مكتسبات الوطن”. وقال عائض القرني، في تغريدات عبر حسابه على موقع “تويتر”، إن “حراك ما يسمى بـ 15 سبتمبر يجمعهم العداء للوطن، والسعي لإثارة الفرقة وإحداث الفتنة وسوف يعودون بالخيبة والندامة”. وأضاف: “لزوم جماعة المسلمين وطاعة ولي الأمر في طاعة الله ورسوله وجمع الشمل ونبذ الفرقة واجب شرعي وعبادة يسألنا الله عنها”.

وقد لاقى تدخل رجال الدين في هذا الحراك سخطا كبيرا في أوساط المراقبين والمواطنين السعوديين حيث هاجم مغردون استعانة السلطات السعودية بالمشايخ والفتاوى لمواجهة “حراك 15 سبتمبر”، واعتبروه اعترافا من السلطات بهذا الحراك، ودليلا على مخاوفها منه.

عدم الاكتفاء برجال الدين والاستعانة بوسائل التواصل

ولم يقتصر الأمر على المفتي راس السلطة الدينية في السعودية بل سارعت وسائل التواصل السعودية للتحذير من هاشتاغ “#حراك 15 سبتمبر” حيث انتشر هاشتاغ يطالب بعدم الاستجابة لهذه الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي: مثل “#قسما بالله مأخونك ياوطن#” الذي لم يلق تفاعلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي.

تحريض أبناء السعوديين على الوشاية بأبناء مناطقهم وهيومن رايتس ووتش تصف الخطوة بأنها “استبدادية”

هذا ودعت السلطات السعودية مواطنيها والمقيمين فيها على الإبلاغ عن أي أنشطة تحريضية على شبكات التواصل الاجتماعي، باستخدام تطبيق على الهواتف المحمولة، في خطوة وصفتها منظمة هيومن رايتس ووتش بأنها “استبدادية”.

ونددت منظمة هيومن رايتس ووتش بحملة الحكومة السعودية وقالت إنها تثير الشكوك حول تعهدات الحكومة باحترام الحق في التعبير وسيادة القانون.

وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش “بلغت السعودية مستوى جديداً من الواقع الاستبدادي، عندما تتخطى حدود قمع الأجهزة الأمنية وتستعين بمراقبة مواطنين لتعليقات مواطنين آخرين على الإنترنت”.

وأضافت “القيادة الجديدة في السعودية تظهر سريعاً أنها لا تتسامح مع الأفكار أو الآراء الناقدة، وتحشد المجتمع السعودي لفرض خطوط حمراء بالتجسس على نفسه”.

يذكر أن الاحتجاجات محظورة في السعودية بشكل كامل ناهيك عن التصدي للأحزاب السياسية، فلا يسمح أيضاً بإنشاء نقابات، وتخضع الصحافة والإعلام للرقابة، وقد يؤدي انتقاد الأسرة الحاكمة إلى السجن، وتقول الرياض إنها لا تحتجز أي سجناء سياسيين، ويقول كبار المسؤولين إن مراقبة النشطاء أمر ضروري للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، وتأتي حملة الاعتقالات التي تحدث عنها النشطاء في أعقاب تكهنات واسعة النطاق، نفاها مسؤولون، بأن الملك سلمان ينوي التنازل عن العرش لابنه الأمير محمد، الذي يهيمن بالفعل على السياسات الاقتصادية والدبلوماسية والداخلية.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق