التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 20, 2024

رفع علم كردستان في كركوك يثير بلبلة واسعة في الداخل والخارج 

أثار رفع علم إقليم كردستان ذو الإدارة الذاتية جدلا واسعا والكثير من ردود الفعل داخل العراق وخارجه، حيث رفض البرلمان بأغلبية أعضائة الخطوة التي قام بها مجلس محافظة مدينة كركوك والمتمثلة برفع علم كردستان العراق على المؤسسات والدوائر الحكومية في المحافظة إلى جانب العلم العراقي.

وواجهت هذه الخطوة الأحادية الجانب تنديداً ورفضاً شديد اللهجة من قبل المكونات الإجتماعية الأخرى داخل محافظة كركوك وامتد صداها لدول إقليمية ودولية كتركيا وإيران، حيث اعتبرت إيران على لسان المتحدث باسم خارجيتها بأن هذه الخطوة تتعارض مع الدستور ومدعاة لاثارة التوتر.

توتر داخل العراق

داخليّاً، واجهت قضية رفع العلم الكردي رفض كبير من مختلف أطياف الشعب العراقي واعتبرت المكونات الأخرى لمحافظة كركوك كالعرب والتركمان، الخطوة التي قام بها اقليم كردستان العراق في كركوك بأنها ذات أبعاد سلبية وخطيرة على الصعيد الوطني العراقي، ورفضت الجبهة التركمانية القرار واصفة إياه بأنه ” مخالفة دستورية ترتكبها ادارة المحافظة” لأن “كركوك ليست جزءا من الاقليم وهي محافظة غير مرتبطة بالاقليم بل هي محافظة مرتبطة بالمركز أي بغداد”.

وكشفت وثيقة رسمية جدول أعمال جلسة مجلس محافظة كركوك التي ستعقد يوم غد، ويتضمن مناقشة رفض قرار البرلمان العراقي بإنزال علم الإقليم الكردي عن مؤسسات الدولة في كركوك، بالإضافة إلى إجراء استفتاء على مصير المحافظة.

وفي تعقيبه على ما كشفته هذه الوثيقة ، قال حسن تورهان عضو البرلمان العراقي عن المكون التركماني إن “الإجراء مرفوض ويعد خطوة تصعيدية”.

ومن جانبه رفض مفتي جمهورية العراق، الدكتور مهدي الصميدعي، أمس الاثنين، الخطوة التي قام بها الشعب الكردي في كركوك، مطالبا إياه “بتقوى الله ورفع العلم العراقي في كركوك” وأشار إلى أن “الشعب الكردي وحكومة اقليم كردستان العراق يتحمل التبعيات السلبية التي قد تنتج عن رفع العلم الكردستاني في كركوك”.

وكان المفتي قد صرح مرارا وتكرارا بمساندة الحكومة العراقية ودعمه لها ورفضه لمشاريع التقسيم التي تهدد وحدة التراب العراقي.

وردا على تصريحات المفتي الصميدعي، قال اتحاد علماء الدين الكردستاني أمس، أنه تفاجأ بتصريح مفتي الدولة الدكتور الصميدعي موضحا أنه من المخيب والمحزن إقحام المفتي موقعه ومؤسسته في الصراعات السياسية. واعتبر الاتحاد أن قضية رفع العلم قضية قانونية ودستورية ولا دخل للفتوى فيها.

وفي السياق قال المتحدث باسم الحكومة العراقية، يوم الأمس، إن رفع علم إقليم كردستان أمر غير دستوري، ويجب رفع العلم العراقي لوحده في محافظة كركوك.

وأضاف أن “الحكومة العراقية ترفض جميع المواقف الأحادية في هذا الجانب”، مشيرا إلى أن “الدستور العراقي أوضح صلاحيات الحكومات المحلية في المحافظات التي لا ترتبط بإقليم، وكركوك واحدة من هذه المحافظات”.

موقف ايران

على الصعيد الإقليمي، جاء تعليق الجمهورية الإسلامية الإيرانية في قضية رفع علم كردستان في كركوك، على لسان المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي، الذي صرح اليوم بأن رفع اي علم غير العلم العراقي في كركوك يعد خطوة تتعارض مع الدستور ومدعاة لاثارة التوتر.

وقال قاسمي إن موقف إيران المبدئي هو دعم وحدة ارض العراق وسيادته الوطنية والتاكيد على التزام جميع الاطراف بالدستور وتسوية الخلافات في هذا البلد عبر الحوار والسبل القانونية ومن هنا فان رفع اي علم غير العلم العراقي في كركوك التي تخضع وفقا للدستور العراقي لسيادة الحكومة المركزية يعد خطوة تتعارض مع الدستور ومدعاة لاثارة التوتر .

ولفت قاسمي إلى أن اهم قضية يجب ان تكون بالنسبة للحكومة والشعب العراقي هي مكافحة الارهاب وتطهير المناطق المتبقية في العراق من دنس الارهابيين التكفيريين وداعش، وأشار إلى أن إيران بدورها تدعم ذلك وستواصل دعمها في هذا المجال.

وختم قاسمي بالقول ان الاجراءات الاخيرة لبعض الاطراف العراقية في كركوك مثيرة للقلق ايضا لجهة انها يمكنها ان تقود الى صرف قسم من طاقة الحكومة والشعب العراقي عن مسار مكافحة الارهاب والهائها بقضايا سياسية داخلية.

الرفض التركي

بدورها انتقدت تركيا رفع علم كردستان العراق في كركوك، واعتبرت قرار مجلس المحافظة برفع العلم بأنه غير صائب.

وتعليقا على رفع علم كردستان في كركوك قال رئيس وزراء تركيا بن علي يلديريم انه “ليس الأمر الصواب، انه وضع مخالف للدستور العراقي”.

أما الناطق باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو، فقد اعتبر أن هذه الخطوة الأحادية الجانب تمثل خطرا على السلام والاستقرار في العراق، وتضر بكركوك الغنية اقتصاديا، وبهويتها المتنوعة ثقافيا واجتماعيا.

زيارة مفاجئة

وصل جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى العراق اليوم في زيارة لم يعلن عنها مسبقا ولم تعرف بعد أسباب هذه الزيارة وبرنامجها إلا أن محللين سياسيين قالوا أن ملف مكافحة تنظيم داعش الإرهابي سيتصدر جدول الأعمال والخلاف القديم الجديد بين الحكومة المركزية في بغداد واقليم كردستان على خلفية رفع العلم، ولم تصدر واشنطن أي تصريح بشأن هذه القضية.

تجدر الإشارة إلى أن الأكراد يسعون بكل طاقتهم لضم محافظة كركوك النفطية الى اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق