التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

ما هي أهداف زيارة نتنياهو لموسكو؟ 

أفاد الاعلام الروسي، يوم الأحد، أن رئيس وزراء كيان الاحتلال يعتزم زيارة موسكو في التاسع من مارس الجاري للتباحث مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين حول الشأن السوري.

وبالنظر الى توسيع الجيش السوري نطاق عملياته في ريف حلب الشرقي، وتقدمه نحو الرقة بالإضافة الى قطع الطريق أمام المعارضة المسلحة المدعومة من قبل تركيا فإن روسيا تعد حاليا اللاعب الوحيد القادرعلى تلبية المطالب الأمنية الإسرائيلية من دون الحاجة الى الدخول في مواجهة مباشرة مع الجيش السوري وحلفائه (إيران، العراق وحزب الله). ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ما هي المطالب الامنية الإسرائيلية، والى أي مدى يستطيع بوتين أن يلبي هذه الطلبات؟

مرتفعات الجولان والهواجس الامنية الصهيونية

استبعد نتنياهو خلال حديث له عن أهداف الزيارة الى موسكو، أن تقوم إيران بفتح ما أسماه “جبهة ارهابية ثانية” ضد اسرائيل عبر مرتفعات الجولان. وتقع مرتفعات الجولان التي تبعد حوالي 70 كلم عن دمشق تحت سيطرة جماعة “جيش خالد” التابعة لتنظيم داعش الارهابي. وبالنظر الى عدم مشاركة تنظيم داعش في خطة وقف اطلاق النار، ومحاصرة الجيش السوري للمرتفاعات، فإن اسرائيل تخشى أن يتقدم الجيش السوري لاستعادة هذه المنطقة. وتأمل اسرائيل اقامة منطقة عازلة خاضعة للمعارضة في المساحة ما بين الجولان المحتلة والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية. وبالنظر الى انشغال الجيش السوري في جبهات عديدة، فمن المستبعد أن يدخل في جبهة جديدة حاليا، وتحاول اسرائيل أن تقلص احتمال تعرض طائراتها لرد من الطائرات الروسية خلال اختراقها للمجال الجوي السوري.

وفي هذا الصدد قال نتنياهو أنه يأمل التوصل الى اتفاقات تحد من احتمال حصول مواجهة بين القوات الاسرائيلية والروسية في سوريا، وفي وقت سابق، التقى رئيس أركان القوات المسلحة الروسية بنظير الاسرائيلي، حيث اتفق الطرفان على اقامة لجنة مشتركة لتنسيق الأعمال العسكرية في سوريا.

التفاوض حول سوريا ما بعد الحرب

يعد الكيان الصهيوني من اللاعبين الاقليميين البارزين في تطورات المشهد السوري بدعمه لمعارضي حكومة بشار الأسد. وقد أدت الحرب السورية الى الحد من قدرات أهم جيش يملك حدودا مشتركة مع الأراضي المحتلة، كما تم تدمير البنى التحتية السورية بشكل شبه تام. والآن مع انطلاق محادثات السلام تسعى إسرائيل الى تحقيق اهداف أخرى تنهي خطر سوريا عليها في المستقبل. إن تحول سوريا الى نظم الحكم الفدرالي وفقا لمنطلقات طائفية، اقامة مناطق حكم ذاتي وتحديد مصير رئاسة الجمهورية السورية وتسلمها من قبل شخص أو ائتلاف هو جانب من هواجس نتنياهو في الشأن السوري، اما الجانب الآخر للهواجس الاسرائيلية فيتعلق بالتواجد الإيراني في سوريا والدور المستقبلي لإيران في البلاد. وقد صرح نتنياهو قائلا: “إيران تسعى للمحافظة على تواجد قواتها البرية والبحرية في سوريا لامد طويل”. وطالب نتنياهو بخروج القوات الإيرانية من سوريا، ويهدف رئيس وزراء كيان الاحتلال الى مطالبة بوتين بضمان انسحاب القوات العسكرية الإيرانية من سوريا في حال التوصل الى أي اتفاق لإنهاء الحرب الداخلية في سوريا.

وكان الروس قد اكدوا في وقت سابق أن القوات الإيرانية وقوات حزب الله ستنسحب من الأراضي السورية بعد الحرب، ولكن العلاقات الاستراتيجية بين طهران والأسد ستدفع الأخير لرفض ذلك. ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار أن احتواء النفوذ الإيراني في سوريا يقع ضمن أهداف زيارة نتنياهو لروسيا.

منع تسلح حزب الله

يعد حزب الله البناني من أهم الاعداء العسكريين للكيان الصهيوني في المنطقة، وقد شارك مشاركة مؤثرة في الحرب على الإرهاب في سوريا. ومن هذا المنطلق تخشى إسرائيل أن تزود إيران وسوريا حزب الله بأسلحة حديثة. كما يرى الاسرائيليون إن تصاعد حجم امدادت السلاح الروسي لسوريا قد يتيح لحزب الله الحصول على أسلحة روسية، وهي أسلحة قد تستخدم في الحرب ضد إسرئيل، لذلك يولي كيان الاحتلال أهمية كبيرة لابعاد حزب الله عن هذه الأسلحة.

بصورة عامة يمكن تلخيص أسباب زيارة نتنياهو لموسكو في الظروف الحالية بسخط إسرائيل وقلقها من مسار التطورات في الساحة السورية. ولكن إلى أي حد قد ترغب روسيا بتلبية المطالب الامنية الإسرائيلية عبر الضغط على الحكومتين السورية والإيرانية؟ إن انتماء الكيان الصهيوني الى عصبة الحلفاء الاستراتيجيين للغرب، وكونها رأس الحربة في تعزيز النفوذ الغربي في المنطقة، يُعاكس المنحى المتسارع لتعزيز التعاون بين موسكو وطهران، مما يحد من رغبة بوتين لتنفيذ المطالب الإسرائيلية، ومن جانب آخر فإن التعاون والحلف الروسي الإيراني قائم على النظرة المشتركة تجاه التطورات الأقليمية ومنها الملف السوي، كما أن إيران قد دخلت الى المشهد كلاعب مستقل لا كتابع لموسكو.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق