التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, يونيو 2, 2024

لماذا أوقف ترامب التسجيل في مقابلته عندما تناول موضوع سوريا؟ 

خلال مقابلة مطوّلة و مفصّلة للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مع صحيفة “نيويورك تايمز” البارزة، طالب من مراسلي الصحيفة إيقاف التسجيل الصوتي لمدّة وجيزة، وذلك عندما أراد التحدث عن الملف السوري، ولكن يبقى السؤال مطروحا، لماذا أقدم ترامب على هذا الطلب؟

وتوجّه ترامب “الشخص المقرر لتسلّم زمام الأمور في البيت الأبيض” الى مكتب صحيفة “نيويورك تايمز” أواسط الأسبوع الماضي، وخلال تواجد جمع غفير من المراسلين والصحفيين أجاب ترامب على أسئلة حول برامج سياسته الداخلية والخارجية المُزمعة. والملفت في الأمر أن هذه الصحيفة قامت بنشر كل مضمون المقابلة مع ترامب والذي بلغ 12 ألف كلمة على موقعها الإلكتروني، إلا أنها لم تقم بنشر القسم الذي تحدّث فيه عن الأزمة السوريّة.

وبناءا على ماورد في موقع “نيويورك تايمز” الرسمي، عندما وجّه أحد صحفيي الجريدة السؤال التالي لترامب “حول الحرب السورية، تعتقدون بأن لديكم فكرة عجيبة في ذهنكم بشأن التعامل مع هذه الحرب، هل تستطيعون توضيح هذه الفكرة؟”، ويجيب ترامب: “أنا أستطيع فقط أن أقول، أنه علينا أن نقف تجاه هذا الجنون الذي يحصل في سوريا. وهنا يقف ترامب ليقول: قيل لي بأنني أستطيع أن أصرّح بشأن هذا الموضوع بشرط أن يكون التسجيل الصوتي مغلقا (off the record)، هل من الممكن هذا أم أنه عليكم تسجيل كامل المقابلة؟”.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا طالب ترامب فجأة من صحفيي نيويورك تايمز أن يطفئوا مسجلاتهم الصوتية عندما أراد الإجابة عن السؤال المطروح حول الأزمة السورية بحسب ما طالبه به مساعديه؟

والجواب المحتمل لهذا السؤال، أنه ليس لدى ترامب أي دليل إلا أنه كان مُجبرا عندما أراد الإجابة على السؤال المطروح حول سوريا، على فضح دور أمريكا في تفشّي الإرهاب وعدم الإستقرار العالمي وتوسّع تنظيمي داعش والقاعدة، المسألة التي أذعن لها كل من ترامب وفريقه المساعد له.

وكان قد أعلن ترامب خلال حملته الإنتخابية أن كلينتون وأوباما هم المسؤولين عن صعود تنظيم داعش الارهابي، وبعد موجة الإنتقادات التي وجّهها إليه خبراء ومسؤولين أمريكيين بشأن عواقب تصريحاته السابقة، تراجع ترامب عن هذه الإتهامات وأعلن بأن هذه التصريحات جاءت من باب السخرية لا أكثر، ولكن مع دخول الأزمة السورية في عامها السادس والذي أظهر أن لأمريكا يد في تشكيل تنظيم داعش.

ومن أهم الوثائق التي أثبتت أن لواشنطن يد في صعود تنظيم داعش الإرهابي التقرير الذي نشره موقع “وكالة الإستخبارات الدفاعية الأمريكية”. حيث ورد في هذا التقرير الذي نُشر في 12 آب/اغسطس 2012 أن وكالات الاستخبارات الامريكية ومن بينها “سيا” و”اف بي آي” كانت على دراية باحتمال ظهور داعش، إلا أنها فضّلت غض بصرها عن صعود هذا التنظيم رغم جميع التحذيرات.

ونُشرت هذه المعلومات خلال رئاسة “مايكل فيلين” لوكالة الإستخبارات الدفاعية الأمريكية، الشخص الذي انتخبه ترامب تحت عنوان مستشاره للأمن القومي. وبعد فترة من نشر تلك المعلومات قال “فيلين” في حوار مع قناة الجزيرة الانكليزية حول دور أمريكا في صعود داعش: “كان قرار واحدا، وأنا أعتقد بأن هذا القرار كان عمدا”.

وعلاوة على ماسبق، يمكن الإشارة الى أنواع أخرى من الوثائق والتسريبات التي فضحت دور أمريكا في تعزيز صعود داعش في المنطقة. حيث نشرت “بي بي سي” الأسبوع الماضي تقريرا كشفت فيه أن الأسلحة التي اشترتها أمريكا من دول أوروبا بزعم منحها لمتمردي سوريا في حربهم ضد الحكومة، وصلت الى أيدي عناصر تنظيم داعش في العراق خلال أقل من شهرين.

وسنعيد للأذهان أيضا ما قاله “وسلي كلارك” الامين العام السابق لحلف شمال الأطلسي: “حلفاؤنا قاموا بخلق تنظيم داعش”. وأضاف كلارك في مقابلة أجراها مع قناة “سي ان ان” خلال العام الحالي: بعد أن تمت حماية تنظيم داعش الإرهابي ماليا من خلال أمريكا وحلفائها، تم تبذير ملايين الدولارات أيضا من أجل تخريب سمعة حزب الله ومحاصرته وزيادة الضغوطات عليه.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق