التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

آية الله خامنئي خلال استقباله قادة حرس الثورة الاسلامية: أمريكا عدوة لنا، والمفاوضات معها لا تجدي نفعاً 

أكد قائد الثورة الإسلامية في ايران آية الله السيد علي خامنئي أن عدم الاعتماد المطلق على الحكومة الأمريكية هو نتيجة عقلانية ناشئة من فكر عميق وتجربة واسعة، مشيراً في الوقت ذاته الى أن الحرس الثوري “خندق الثورة المنيع” و “عنصر الدفاع المميز عن الأمن الداخلي والخارجي والهوية البارزة والممتازة وضرورة تقدم البلاد والحركة نحو الاهداف”.

وأضاف آية الله خامنئي خلال استقباله عددا من قادة ومسؤولي حرس الثورة الاسلامية ومن بينهم قائد فيلق قدس اللواء قاسم سليماني، أن قرار الامام الخميني(رض) تشكيل القوى الثلاثية للحرس الثوري، ثمرة رؤية ذلك الرجل العظيم النافذة والمتبصرة والقلب النوراني منوها الى ان عبارة الامام الخميني(رض) “لو لم يكن حرس الثورة ما كانت الدولة” وذلك لان الحرس الثوري هو الشجرة الطيبة التي يترشح من هويتها الايمان والحركة الثورية والجهادية، وان الحفاظ على البلاد والثورة الاسلامية مرتبط باستمرار هذه العناصر الهامة.

آية الله خامنئي: أمريكا عدوة لنا

وحذر سماحته من الاعتماد على حكومة البيت الأبيض وطالب بترويج الشعور بعدم الاعتماد المطلق بها بين أبناء الشعب وقال: “للأسف الشديد نجد البعض يرفضون نفي الاعتماد على حكومة واشنطن، وحتى لو قالوا إنّ أمريكا عدوة لنا لكنهم لا يؤمنون بضرورة عدم الاعتماد عليه، وأضاف في هذا السياق أيضاً: حينما ينتاب الإنسان شعور بالعداء وعدم الاعتماد على الجانب المقابل، فهو بطبيعة الحال يلتزم بذلك أثناء محادثاته ولقاءاته بحيث لا يعتمد على أقوال الطرف المقابل مطلقاً”.

وخاطب آية الله خامنئي بعض بلدان المنطقة بالقول: لو أنكم لا تتخذون الوعي سبيلاً ولم تدركوا حقيقة النظام السلطوي الأمريكي بحيث تخدعون بابتساماتهم الظاهرية، سوف تتخلفون 50 عاماً أو حتى 100 عام.

الاستقلال والثقافة والمعتقدات أساس هوية الشعوب

واعتبر سماحته، “الاستقلال والثقافة والمعتقدات” اساس هوية الشعوب، متسائلا: لماذا يجب التخلي عن الهوية الحقيقية واتباع طرق الغرب الخاطئة والمخزية؟

وأضاف” ان الدول التي قيل انها الغت مؤسساتها العسكرية، لم تقم بذلك من تلقاء نفسها بل دُمرت مؤسساتها في الحرب العالمية ولم يسمح لها ثانيةً بان يكون لديها مؤسسات عسكرية، مؤكدا انه لايوجد انسان عاقل يتخلى عن قوته الدفاعية، لذلك يجب تعزيز القدرة الدفاعية للبلاد يوما بعد يوم”، لافتاً الى ان “الايمان”، عامل رئيسي في تعزيز القدرة الدفاعية للبلاد، مشيرا الى ان الحرب اللا متماثلة وغير المتكافئة بذات المعنى، فإن الطرف المقابل رغم وجود الادوات والمعدات المتطورة، فهو يفتقد لعامل الايمان.

واشار سماحته الى قضية “تحريف اجزاء قدرة النظام الاسلامي الناعمة،” قائلا: الى جانب الكلام الخاطىء الذي يقال عن القدرة الدفاعية للبلاد،هناك بعض المغالطات والتحريفات التي تمارس بشأن بعض مفاهيم الثورة، حيث يعتبر خطرها اكبر من الكلام الخاطىء، معتبراً أن انكار مفهوم “الاستقلال” ومساواته بالعزلة، احدى تلك التحريفات، مضيفا: ان الهدف الرئيسي من انكار الاستقلال، هو الاقتداء بالنظم الموضوعة من قبل القوى المهيمنة والتي للاسف هي مجموعة على علم ام لا، تكرر دائما هذه القضية.

المفاوضات مع الأمريكان لا تجدي نفعاً

ودعا سماحته جميع المسؤولين والقادة في الجمهورية الإسلامية إلى ضرورة التحلي بالوعي تجاه سياسات الأعداء وأضاف قائلاً: يصر الأمريكان على أن نتفاوض معهم حول بعض الملفات الهامة في منطقة غرب آسيا ولا سيما سوريا والعراق ولبنان واليمن، فيا ترى ما هو هدفهم الحقيقي من وراء ذلك؟ إنّهم لا يهدفون طبعاً إلا إلى الحيلولة دون تواجد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة بصفتها السبب الأساسي في فشل مخططاتهم.

كما أشار إلى تلك الأساليب الماكرة التي اتبعها الأمريكان في المحادثات التي أجريت حول الملف النووي وإعلانهم العداء صراحة وصرح بالقول: العقلانية تقتضي عدم الاعتماد المطلق على الذين أعلنوا عداءهم لنا بصراحة.

وعلى هذا الأساس وجه خطاباً لأولئك الذين يدعون إلى إجراء مفاوضات مع البيت الأبيض حول أزمات المنطقة جاء فيه: المفاوضات مع الأمريكان لا تجدي نفعاً، بل لا ينجم منها سوى الضرر، وهذا الأمر قد أكد عليه أبرز المسؤولين وفي أرفع المستويات، والذين دعوا إليها لم يمتلكوا إجابة شافية لإثبات مدعاهم.

آية الله خامنئي: إنجازات الحرس البارزه في أعين الاعداء

ووصف قائد الثورة الاسلامية في ايران الخطوات الدفاعية والاعمارية والثقافية التي يقوم بها الحرس الثوري، بالبارزة والممتازة مؤكدا ان هكذا تقييم لخطوات الحرس الثوري واقعية ومحايدة، وحتى اعداء النظام الاسلامي والثورة الاسلامية لديهم هكذا وجهة نظر حول الحرس الثوري.

ونوه آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي الى ان الحفاظ على هوية الحرس الثوري خطوة هامة وتتطلب يقظة دائمة وتحديد دائم للخسائر، قائلا: الحفاظ ليس بمعنى الوقوف في الزمان بل يجب على الحرس الثوري، مواكبة تغيّر الادوات وتقدم العدو، وعدم الاكتفاء بتطوره في مجالات العلم والتقنية والابداع وعدم التوقف عن التقدم نحو الامام.

واعتبر سماحته، أن الأمن، قضية هامة للغاية وتمهد الارضية لتقدم المجتمع ماديا ومعنويا، مضيفا: من ابرز مهام الحرس الثوري هي توفير الامن الداخلي والخارجي، فإذا لم يكن هناك امن خارجي وعدم مواجهة العدو خارج الحدود، فسيتم فقدان الامن الداخي ايضا.

وأكد قائدة آية الله خامنئي على أنّ تمسك الشعب الإيراني بجمهوريته الإسلامية هو الذي يثير سخط الأعداء، وقال: حركة الشعب الإيراني متواصلة ومتنامية يوماً بعد يوم بشكل شفاف وشجاع رغم كل تلك الضغوط والحظر والتهديد، لذا نجد شجرة الثورة الإسلامية تزدهر وتترسخ بشكل أقوى دون توقف.

واعتبر أن النصر على الأعداء مرهون بالدوافع الخيرة والإيمان والعزم الراسخ والعقلانية والتدبير، وأضاف: حتى لو حاصرونا فسوف ننتصر عليهم ونمرغ أنوفهم بالتراب، معرباً في الوقت ذاته عن تفاؤله بالمستقبل وأنّ الله تعالى سوف يوفق الشعب الإيراني بحيث سيصبح الغد أفضل من اليوم.

بدوره أكد، قائد قوات الحرس الثوري اللواء جعفري خلال تقريره حول نشاطات الحرس، أن قوات حرس الثورة الإسلامية سخرت جميع قابلياتها لتنفيذ مهامها والحفاظ على راية الثورة الإسلامية مرفوعة لكون هذه الثورة ستبني حضارة عظيمة.

وأكد اللواء جعفري على جهوزية قوات الحرس الثوري للتصدي لكافة المساعي الأمريكية الخبيثة التي تروم من ورائها واشنطن التغلغل في إيران ومحو نظامها الإسلامي وصرح قائلاً: “أؤكد لكم على أننا سنجتث جذور تلك الشجرة الخبيثة التي تسعى إلى إقحام السياسة الأمريكية في بلدنا، وسوف ندافع عن كيان الثورة الإسلامية في رحاب دعم القائد العام للقوات المسلحة ونصائحه القيمة، وبالتالي سنجتاز المرحلة الثالثة من عمر ثورتنا بنجاح وتوفيق”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق