التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 5, 2024

مؤتمر “غروزني” يثير غضب مشايخ الوهابية وسط دعوات لمعاقبة مصر والازهر 

شنّ مشايخ الوهابية في السعودية هجوماً واسعاً على مؤتمر غروزني الذي حمل عنوان “من هم أهل السنّة والجماعة؟” والذي عقد بحضور الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، ورعاية شيخ الأزهر أحمد الطيب، وأكثر من مئتي عالم من دول عربية وإسلامية.

وشن الداعية الوهابية محمد آل الشيخ هجوماً على المؤتمر عبر التويتر، حيث قال “مشاركة الأزهر في مؤتمر غروزني الذي اقصى المملكة من مسمى أهل السنة يحتم علينا تغيير تعاملنا مع مصر، وطننا أهم ولتذهب مصر السيسي إلى الخراب، كنا معه لأن الاخونج والسفليين المتأخونين اعداء له ولنا، أما وقد ادار لنا ظهر المجن في غروزني وقابلنا بالنكران فليواجه مصيره منفردا”.

وردت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء الوهابية على البيان الختامي لمؤتمر غروزني معتبرة “أن كل ما أوجب فتنة أو أورث فرقة فليس من الدين في شيء، وليس من نهج محمد صلى الله عليه وسلم في شيء، محذرة من ما أسمتها النفخ في ما يشتت الأمة ولا يجمعها، وعلى كل من ينتسب إلى العلم والدعوة تقع مسؤولية أمانة الكلمة ووحدة الصف، بخلاف أهل الأهواء الذين يريدون في الأمة اختلافاً وتنافراً وتنابذاً وتنابزاً تؤدي إلى تفرق في دينها شيعاً ومذاهب وأحزاباً، وما تعيشه الأمة من نوازل ومحن يوجب أن يكون سبباً لجمع الصف والبعد عن الاتهامات والإسقاطات والاستقطابات، فهذا كله يزيد في الشُّقة ولا يخدم العالم الإسلامي، بل ينزع الثقة من قيادات العلم والفكر والثقافة”.

من جانبه وصف الداعية القطري- المصري يوسف القرضاوي المؤتمر بأنه مؤتمر ضرار، وقال في بيان نشره موقعه الإلكتروني: “أزعجني هذا المؤتمر بأهدافه وعنوانه، وبطبيعة المدعوين إليه والمشاركين فيه، كما أزعج كل مخلص غيور من علماء الإسلام وأمته، فرأيت أن أصدقَ ما يوصف به أنه مؤتمر ضرار”، وتابع القول: “البيان الختامي للمؤتمر بدلاً من أن يسعى لتجميع أهل السنّة والجماعة صفاً واحداً أمام الفرق المنحرفة عن الإسلام، المؤيدة سياسياً من العالم، والمدعومة بالمال والسلاح، إذا به ينفي صفة أهل السنّة عن أهل الحديث والسلفيين من الوهابيين، وهم مكوِّن رئيسي من مكونات أهل السنّة والجماعة”.

بدوره وصف أستاذ الفقه في جامعة أم القرى السعودية، الدكتور محمد بن السعيدي، هذا المؤتمر بأنه مؤامرة على العالم الإسلامي، وعلى السعودية خصوصا، ويهدف إلى إعادة العقل المسلم إلى “الخرافة وسدنه القبور”، حسب وصفه.

أما محمد البراك، عضو رابطة علماء المسلمين فقال “في مؤتمر الشيشان أراد المتآمرون إخراج أهل السنة فأخرجوا أنفسهم، فهل اصبح بوتين وعلماؤه هم من يحددون أهل السنة”.

وقال الداعية السعودي عادل الكلباني في تغريدة على تويتر:”ليكن مؤتمر الشيشان منبِّهاً لنا بأنَّ العالَم يجمع الحطب لإحراقنا”.

الى ذلك وصف حاكم المطيري، رئيس حزب الأمة الكويتي، فوصف المؤتمر بأنه توظيف للطرق الصوفية في حرب روسيا “الصليبية” في سورية.

من جانبه قال الأكاديمي محمد عبد الله العزام، إن “مفتي مصر السابق علي جمعة تتلمذ على الشيخ حمود التويجري احد علماء السعودية وشبع من علمهم وموائدهم، أستغرب صمت مؤيدي السيسي من السعوديين عن خيانة مؤتمر الشيشان، مكافأة شيخ الأزهر للسعودية على مشاريعها الضخمة في الأزهر التحالف مع بوتين لطردها من العالم الإسلامي.. تحتاج لطبيب نفسي”.

من جانبه قال الشيخ الأزهري سعيد فودة “أن الزعم بأن روسيا سوف تستغل هذا المؤتمر وقراراته لتوجيه الخطاب الديني نحو ما تريده، فجهل عريض بواقع الحال، فإن البيان ليس فيه تحريض على أحد، وإنما هو بيان للحق من الباطل في موضوع الانتساب لأهل السنة والجماعة؟ وقد ذكرني ذلك بصورة نشرت في الجرائد اليهودية قبل أكثر من عشرين عاما، موجهة للذين عارضوا المصالحة مع إسرائيل، وفي الصورة فتوى ابن باز التي قال فيها: الصلح يجوز مع اليهود مؤقتا ودائما، يطالب فيها رئيس وزراء اليهود آنذاك، المسلمين باتباعها”.

وكان مؤتمر غروزني، خلص بعد ثلاثة أيام إلى أنّ “أهل السنّة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علماً وأخلاقاً وتزكية”، ورأى المشاركون أن المؤتمر “نقطة تحول مهمة وضرورية لتصويب الانحراف الحادّ والخطير الذي طاول مفهوم أهل السنّة والجماعة إثر محاولات اختطاف المتطرفين لهذا اللقب الشريف وقصره على أنفسهم وإخراج أهله منه”، كما أوصوا بإنشاء قناة تلفزيونية “لتوصيل صورة الإسلام الصحيحة”، ومحاربة التطرف والإرهاب، وزيادة الاهتمام بقنوات التواصل الاجتماعي وتخصيص ما يلزم من الطاقات والخبرات للحضور الإيجابي في تلك الوسائط حضورًا قويًا وفاعلًا.

كما اشتملت توصيات المؤتمر على ضرورة رفع مستوى التعاون بين المؤسسات العلمية العريقة كالأزهر الشريف والقرويين والزيتونة وحضرموت ومراكز العلم والبحث فيما بينها ومع المؤسسات الدينية والعلمية في روسيا الاتحادية، وضرورة فتح منصات تعليمية للتعليم عن بعد لإشاعة العلم الآمن.، ساحباً البساط من مشايخ الوهابية وقنواتهم الدعائية التي تحرض على التكفير والتطرف.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق