التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مايو 3, 2024

بالتفاصيل… المعارضة المعتدلة تذبح طفلاً في سوريا! 

في سياق الجرائم البشعة التي تحدث بحق الإنسانية و الطفولة في سوريا قام عناصر من حركة “نور الدين زنكي” بذبح طفل فلسطيني لا يتجاوز عمره الـ 13 عاماً ، بعد تعذيبه و ضربه و وضعه في سيارة “بيك آب” تابعة لهم.

الذبح بحجج واهية

ذكرت وسائل إعلام مختلفة أسباباً مختلفة لهذه الجريمة فالبعض ذكر أنها بحجة مشاركة الطفل بالقتال إلى جانب لواء القدس الفلسطيني، وهو فصيلٌ يقاتل إلى جانب الجيش السوري، وينشط في حلب وريفها، و البعض تحدث عن أسباب أخرى و هي رفض الطفل الإنضمام إلى الحركة “المعارضة” أو حتى بسبب عدم تأييده لنشاط الحركة أو تأييده للنظام في سوريا، إلا أن المفارقة أن الطفل لا يتجاوز عمره الـ 12 من العمر!

وتداول ناشطون تسجيلاً مصوراً يظهر الطفل يرتدي زيّاً مدنيّاً ويجلس داخل شاحنة صغيرة يحيط به مجموعة من المسلحين و هم يضحكون، كما ظهر في التسجيل أن الطفل كان مصاباً ويتلقى العلاج نتيجة إصابته. وخلال التسجيل، ظهر أحد المسلحين وادعى أن هذا الطفل هو مقاتل في صفوف “لواء القدس” الفلسطيني، وأنه قد تم أسره خلال المعارك الجارية في مخيم حندرات شمال حلب والذي يشهد معارك عنيفة سيطر خلالها الجيش السوري و “لواء القدس” على معظم المخيم بالإضافة إلى منطقة “مقطع الشاهر”.

وأكد مواطنون من ريف حلب أن الطفل الفلسطيني ويدعى عبد الله عيسى، وهو من السكان المتبقين في مخيم حندرات، وقد قام المسلحون بالقبض عليه واقتياده على أنه “مقاتل في لواء القدس”. وفي تسجيل آخر نشره ناشطون تابعون لـ “حركة نور الدين الزنكي” يظهر مسلح تابع لـ “الحركة” وهو يقوم بجزّ عنق عيسى وفصل رأسه تحت صيحات التكبير و هم مبتسمين ضاحكين!

من جهته، نفى “لواء القدس” وجود أية علاقة تربط الطفل به.

ولا تعتبر حادثة الذبح بحق طفل هي الأولى من نوعها في سوريا فقد أقدمت الفصائل المسلّحة والمصنفة على أنها معتدلة أمريكيا على تنفيذ عشرات عمليات القتل بحق الأطفال وذبحهم.، و لكن المفارقة هذه المرة أنها المرة الأولى التي يتم فيها توثيق لجريمة قيام مسلحين يرفعون شعار “الثورة” ذي النجوم الثلاث والتي تصنفهم واشنطن على أنهم “معتدلون” وهم يقدمون على ذبح طفل مصاب بدم بارد، ما قد يوضح صورة “الفصائل المعتدلة” والأيديولوجيا التي تحكمها، خصوصاً أن من نفذ عملية الذبح بحق الطفل هو الآخر يافع لا يتجاوز عمره الـ 22 عاماً، وفق ما ظهر في التسجيل المصور.

ورجحت المواقع والصحف الإلكترونية الإعلامية أن الطفل تعرض للتعذيب من قبل “المعارضين” قبل قطعهم رأسه على باب الشاحنة الخلفي، وأظهر الشريط المصور كيف راحوا يتلذذون بذبحه ويبتهجون مع صيحات التكبير.

و يمتنع موقع الوقت عن نشر الفيديو الخاص بهذه الجريمة البشعة لأن ذلك لايتناسب مع أخلاق الموقع الصحافية و مبادئه المهنية.

الحركة تعتبر الحادثة خطأ فردي!

أصدرت حركة “نور الدين زنكي” التي تشارك في القتال ضد قوات النظام في شمال حلب، بياناً قالت فيه إنها “تدين وتستنكر” ما وصفته بـ”الانتهاك”، مؤكدة أن ما حصل “لا يمثل الحالة العامة للحركة وإنما خطأ فردياً لا يمثل سياسة الحركة العامة”.

وأشارت إلى أنه “تم إحضار وتوقيف جميع الأشخاص الذين قاموا بهذا بالانتهاك وتسليمهم” إلى لجنة قضائية للتحقيق معهم.

واشنطن تعلن استعدادها لوقف دعم “حركة نور الدين الزنكي”

أعلن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية “مارك تونر” الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستعيد النظر في دعم “حركة نور الدين الزنكي” المحسوبة على “المعارضة المعتدلة” في سوريا، حال إثبات صحة الأنباء عن قيام مسلحين من الحركة بذبح طفل في سوريا.

وقال المتحدث، في مؤتمر صحفي: “إذا حصلنا على أدلة تؤكد أن ذلك حدث بالفعل، وأن هذه الجماعة متورطة في ذلك، فسيتسبب هذا بوقف تقديم شتى أنواع الدعم لها”.

وأشار “تونر” إلى أن “المعارضة السورية” بدأت بالتحقيق في ملابسات هذا الحادث، وفقا للمعلومات التي تتوفر لدى الخارجية الأمريكية.

هذا و يجدر الإشارة إلى أن تصنيف هذه الحركة كان موضع اختلاف دولي، فالبعض اعتبرها حركة ثورية معارضة و معتدلة و احتضانها و لا يزال كتركيا و أمريكا اللتان تدعمانها بالسلاح و العتاد و الغطاء السياسي و الجوي و يظهر قادتها في مساجد تركيا يحاضرون في حقوق الإنسان و الإسلام المعتدل كمؤسس الحركة “توفيق شهاب الدين”، فيما المحور الآخر كان قد اعتبر الحركة إرهابية و صنّفها في خانة الجماعة الراديكالية المتطرفة ذات الإيدلوجيا التكفيرية المشتركة مع باقي أخواتها.

في نهاية المطاف يبقى الشاهد و الحكم هو أعمال هذه الحركة و إقدماتها بحق المدنيين و الأبرياء كما شهدنا اليوم و الذي يعكس فكر الحركة و إيدولوجيتها، فالعبرة دائماً في الخواتيم، أم الأهم من ذلك هو أن هل ستبقى المظلّة التركية الأمريكية الحاضنة و المدافعة عن هذه الحركة قائمة بعد هذا الفعل الإجرامي الشنيع أم أن جريمة الأمس ستعيد ترتيب الأمور؟ الأيام القليلة القادمة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال..
محمد حسن قاسم

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق