التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, مايو 2, 2024

اشتباكات في جنوب السودان ومخاوف من عودة الحرب الأهلية 

تصاعدت حدة المعارك في جوبا، عاصمة جنوب السودان، إثر تجدد الاشتباكات بين قوات موالية لرئيس البلاد”سلفاكير ميارديت” وأخرى موالية لنائبه “ريك مشار”، ما حدا بالآلاف من السكان للفرار من المعارك.

و ذكرت وكالة رويترز نقلا عن سكان منطقتي جوديل وجبل في جوبا، أن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة وقعت قرب ثكنات للجيش تضم المقر الرئيسي لمشار وقواته، فيما شوهدت طائرات هليكوبتر تحلق على ارتفاع منخفض. وأضافت بأن نحو ثلاثة آلاف مدني من بينهم مسؤولو معارضة كبار سعوا للجوء إلى أحد مواقع الأمم المتحدة في حين دخل 800 مدني آخرون مجمعا آخر للأمم المتحدة.

من جهتها وكالة «أسوشيتدبرس» للأنباء فقد تحدثت السبت، عن حدوث انقلاب عسكري في البلاد، بعد الحديث عن اشتباكات عنيفة حصلت بالقرب من القصر الرئاسي في العاصمة جوبا حيث حاول الرئيس “سلفاكير” اعتقال نائبه الأول، “مشار”.

وتحدثت الامم المتحدة عن استخدام مدافع “هاون” وقاذفات قنابل و”اسلحة هجومية ثقيلة”. ورصدت ايضا مروحية قتالية فوق جوبا. وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن جنديا صينيا من قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام قُتل. وقالت متحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس) إن جنديين آخرين من القوة أصيبا بجروح خطيرة. وتعرضت مجمعات الأمم المتحدة في جوبا لإطلاق نار من أسلحة صغيرة وثقيلة.

وقد خيم التوتر منذ الخميس الماضي على جوبا، بعد معارك عنيفة أدت لمقتل 272 شخصا، بينهم 33 مدني، حسب آخر حصيلة ضحايا أعلن عنها مصدر حكومي، وانتشرت دوريات كثيفة لقوات الأمن مع حركة خجولة للمدنيين في الشوارع.

وبدأت أعمال العنف يوم الخميس حين حاول جنود موالون لـ “سلفاكير” تفتيش مركبات تابعة لأنصار “مشار” فتحولت المواجهة إلى اشتباكات ذهب ضحيتها خمس قتلى، واندلع القتال مرة أخرى يوم الجمعة الماضي بين الحرس الشخصي لنائب الرئيس وحرس الرئاسة ذهب ضحيتها المئات، في حين كان الرجلان يجريان محادثات لنزع فتيل التوتر. ودعا الاثنان للهدوء وضبط النفس وقالا إنهما لا يعرفان سبباً للمعارك التي اندلعت.

مخاوف من عودة الحرب الأهلية

وعمت مخاوف في البلاد من تجدد الحرب الأهلية التي اجتاحت جوبا في كانون الأول 2013 والتي خلفت عشرات الآلاف من القتلى، بين القوات الموالية لسلفاكير وتلك الموالية لمشار، في صراع زاد من تعقيداته، التنوع الإثني والصراعات على المستوى المحلي.

وقضى جنوب السودان منذ اعلان استقلاله في يوليو/تموز 2011 نصف عمره في حرب أهلية راح ضحيتها 5 مليون شخص وأدت إلى نزوح أكثر من 4 ملايين.

وكانت الحرب الأهلية في جنوب السودان قد اندلعت إثر إقالة الرئيس “سلفاكير” لحكومته، واتهامه نائبه “مشار” بالتخطيط لانقلاب، ومن ثم هروب مشار إلى الخارج، ليعود في أبريل/نيسان الماضي إلى جوبا تطبيقا لاتفاق السلام الموقع في أغسطس/آب 2015 وشكل مع “سلفاكير” حكومة وحدة وطنية.

دعوات دولية للتهدئة

ندد العديد من مسؤولي الدول الكبرى وأعضاء مجلس الأمن الدولي بأعمال العنف التي اكتسحت جوبا خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد اجتماع دعت إليه الولايات المتحدة لبحث الوضع في جنوب السودان.

وطلب مجلس الأمن الدولي من الدول المجاورة لجنوب السودان، إثر اجتماعه الطارئ الذي عقد فجر الاثنين 11 يوليو/تموز 2016 المساعدة في وقف القتال الدائر في هذا البلد، ودعا كلا من رئيس جنوب السودان، ونائبه إلى وضع حد للاشتباكات والمواجهات في بلدهما، وكذلك زيادة مساهمتها في قوات حفظ السلام الدولية.

وقالت المفوضية الأوروبية في بيان يوم الأحد بأن “الاتحاد الأوروبي سينضم إلى المجتمع الدولي وجيران جنوب السودان لضمان إعادة الهدوء سريعا.”

وحثت الرئاسة الكينية كلا من “سلفاكير” و”مشار” لحل هذه الأزمة الجديدة والتحرك بسرعة لنقل الأسلحة الثقيلة والوحدات الكبيرة بعيدا عن مناطق المدنيين في العاصمة جوبا.

نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة “فلاديمير سافرونكوف” شدد الاثنين 11 يوليو/تموز، على ضرورة تحقيق الاستقرار السياسي في جنوب السودان ووضع حد للاشتباكات هناك.

أمريكا من جهتها، دعت الأحد 10 يوليو/تموز لوقف فوري للمعارك الدائرة في جنوب السودان، وأمرت الموظفين غير الأساسيين في سفارتها بجوبا بمغادرة البلاد.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق