التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 5, 2024

لماذا تحرك داعش ضد المساعدات.. ولماذا كيري في الرياض..؟؟ 

في وقت تسمح فيه الدولة السورية بمرور قوافل نقل المواد الغذائية إلى مناطق الريف الشرقي من دير الزور، تحرك داعش للسيطرة على المنطقة التي يتم فيها إسقاط المساعدات الإنسانية من قبل الطيران الروسي للأحياء المحاصرة منذ سنتين ونصف السنة، وهذا التحرك الذي أفضى لارتكاب مذبحة من قبل التنظيم بحق الكادر الطبي العامل في مشفى الأسد الذي يعد آخر المشافي العاملة في المدينة بكادر طبي قليل أصلاً نتيجة لنزوح كوادر المدينة الطبية وغيرها هرباً من داعش.

وكتب محرر وكالة “فارس” في سوريا: انه بقراءة جملة المعطيات المحيطة بهجوم تنظيم داعش، والمدروس على أساس تفعيل خنق المدينة وإرهاقها صحياً، يبدو من الواضح أن المخططين تجاهلوا أبسط قواعد الاشتباك القاضية بالدفاع عن المناطق النفطية في ريف الحسكة الجنوبي المتصل بريف دير الزور الشمالي، والتي تتقدم نحوها “قوات سورية الديمقراطية” على حساب تنظيم داعش، وإسقاط أهمية الحفاظ على هذه المناطق من قبل العقول المخططة في المجلس العسكري لتنظيم داعش المدار من عدد من الضباط العراقيين الذين اعتقلتهم القوات الأمريكية إبان احتلال العراق في العام 2003، يدلل على أن تنظيم داعش لم يتحرك بناء على حسابات استراتيجية صحيحة تتفق مع عقيدته القتالية الرامية لبناء دولة تعتمد الطاقة كمصدر أساسي للتمويل.

وعلى ذلك يمكن يفهم أن توظيف نحو 5 آلالف مقاتل لمهاجمة الجيش السوري على كافة محاور الاشتباك قبل أن تقوم المجموعات المكلفة بالهجوم على النقاط المحيطة بمنطقة إسقاط المساعدات والتي سيكون من نتائجها عزل اللواء 137 التابع للجيش السوري عن الأحياء المحاصرة، وفي ذلك محاولة لتفعيل الحظر الغذائي على المدينة في محاولة من المحور المعادي لسوريا لتقويض الجهود الروسية في العمل الإنساني.

فالأمريكي يعتبر أن هذه المساعدات تمكن موسكو من سبق التحالف الأمريكي بخطوات إلى الأمام في محاربة الإرهاب بمختلف الوسائل، فالتحالف لم يفلح باسقاط مساعداته للمناطق التي ادعى بها القيام بذلك، حيث كان داعش وسواه من التنظيمات قادراً على الحصول عليها.

وجاء الهجوم الأخير لداعش بالتزامن من جملة من التحركات الميدانية للتنظيم لإحداث فارق يهدد القوات الروسية تحديداً، فالهجوم على مطار التيفور بريف حمص لم يكن منطقيا لجهة حجم القوات الموجودة فيه، كما إن هجوم داعش على حقل جبل شاعر يجمل تكرارا لسيناريو هجمات التنظيم السابقة على الحقل الواقع رقي حمص.

ومن جملة هذه الهجمات الني لم تحقق لداعش اي مكتسب على الارض، يبدو جليا أن تكامل الأدوار بين كل الميليشيات المسلحة في الداخل السوري يدار من قبل جهة واحدة تستطيع التحكم بهذه الميليشيات دفعة واحدة لخلق توازن ميداني في سوريا يصب في مصلحة الأمريكيين على طاولة بحث شؤون المنطقة ككل لا الملف السوري وحده، وهذا يجعل من البحث في جدية مناقشة فرض هدنة في سوريا مسألة عبثية طالما بقيت الولايات المتحدة تتعامل بسياسة مزدوجة المعايير للبحث عن التوقيت المناسب لضرب الخصم تحت الحزام.

فمن الواضح أن ادخال قوات سوريا الديمقراطية إلى كامل مناطق النفط ودفع داعش إلى مناطق البادية ليكون متواجد وسط الخريطة السورية بما يسمح بتحريكه السريع نحو أي نقطة ويصعب من مهمة القضاء عليه لاتساع هذه المنطقة وترابطها الجغرافي مع العراق والأردن بما يسهل حركة الامداد أكثر بالنسبة للتنظيم.

إضافة إلى تحريك بقية الميليشيات في مناطق تواجدها لدفع حركة الصراع نحو نقطة أكثر تعقيداً يمكن أن تنهي مهلة الأشهر الست للوصول لحل سياسي بحسب القرار 2254 دون الوصول لذلك، وهو مطلب أمريكي مدعوم مالياً من حكومات المال وعلى رأسها السعودية التي يزورها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لبحث الهدنة في سوريا، وعلى أساس معطيات السياسة والميدان السوري، يمكن القول أن كيري في الرياض لبحث الطرق الأفضل لاستمرار خرق الهدنة، فلا يمكن التصديق بأن واشنطن تبحث عن حل للأزمة السورية قبل أن تضمن حصولها على الحصة الأكبر من اقتصاد المنطقة، وليس سوريا وحسب.
المصدر / فارس

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق