التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 20, 2024

أميركا لم تعد تشن حروبها بالوكالة! 

وكالات – سياسة – الرأي –
الحروب الناعمة تارةً وحروب بالوكالة تارةً أخرى، هي استراتيجيات الإدارة الأميركية لفترة من الزمن، كما في سوريا، وفي بعض الأحيان كانت الحرب المباشرة هي المتبعة كما حدث في العراق عام 2003 ، لكن على ما يبدو فإن واشنطن باتت ترى أنه من الأنسب أن تعود لتنفيذ المهمات بنفسها، لا سيما بعد صعود القوة الروسية الحاضرة بثقل كبير ، خصوصاً القطع البحرية والطائرات الحربية في سوريا.

الأمريكيون باتوا يميلون إلى استخدام الحرب بالتفويض والابتعاد قليلاً عن حرب الوكالة، رغم أن الأخيرة استراتيجية أثبتت فعاليتها في المنطقة لتحقيق مصالح واشنطن.

في هذا السياق رأت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الولايات المتحدة تخوض الآن حرباً دون تفويض، حيث شنت القوات الأميركية على مدى العام ونصف الماضي آلاف الغارات الجوية ضد تنظيم داعش، كما أنها تواصل هجماتها الجوية ضد تنظيم القاعدة في اليمن، بالإضافة إلى نشر قوات العمليات الخاصة في كل من سورية والعراق وأفغانستان، وأوضحت الصحيفة ان السلطة القانونية الأساسية لهذه الضربات ونشر القوات تأتي من تفويض باستخدام القوة العسكرية وتحديداً من الكونغرس ، لكن واشنطن لا تعتمد في تفويضها على قتال وضرب تلك الأنظمة فقط بل ضد جماعات أخرى لم تكن موجودة قبل ذلك التفويض.

ما نشرته الصحيفة الأميركية يشير إلى أن هناك توجهاً جديداً وتغيراً في السياسة الأميركية الخارجية هدفها إعادة تموضع القوة الغربية وإثبات وجودها في حضرة الدب الروسي.

لقد جربت واشنطن أن تخوض أدواتها حروبها عنها بالوكالة، اعتمدت على جماعات مسلحة في سوريا، فزعمت أنها معتدلة وكل ذلك تحت شعارات الحرية! لم تفلح أميركا في العثور على معتدلين بين تلك الجماعات، وضاقت ذرعاً بالتعنت الخليجي وخصوصاً السعودي في العديد من الملفات الحساسة في المنطقة كالملف الإيراني واليمني والسوري والعراقي.

صحيح أن حروب الوكالة حققت لواشنطن مكتسبات عديدة بأقل تكلفة، لكن عندما تصعد قوة عالمية أخرى كروسيا، حينها يتعين على أميركا أن تكون حاضرة بنفسها لا وكلائها عنها، وهو ما يُستنتج مما نشرته الصحيفة الأميركية.

هل ستكون المرحلة القادمة في واشنطن هي مرحلة المواجهات التقليدية، بمعنى أن أميركا ستخوض حروبها بنفسها لا عن طريق أدواتها ووكلائها؟ وهل سيستثمر الرئيس الأميركي القادم بعد انتهاء ولاية أوباما تفويض الكونغرس في شن حروب وضربات عسكرية خارجية؟ ما أرادت صحيفة “نيويورك تايمز” المقربة من الإدارة الأميركية أن تقوله وتروجه هو أن واشنطن انتقلت إلى الخطة ب المتمثلة بقتال الأميركي بنفسه لا قتال غيره عنه، ما يجعل توقعات الفترة المقبلة مليئة بالسوداوية.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق