التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

التحديات الثلاثة امام المسلمين في أوربا 

يشكل تزايد عدد المسلمين في اوروبا وبلوغهم المرتبة الثانية من بين الاديان في هذه القارة امرا ايجابيا من الناحية الاجتماعية والثقافية والدينية والسياسية والاقتصادية ويزيد من قدراتهم لكنه في نفس الوقت يؤدي الى وجود بعض التهديدات والتحديات امام المسلمين هناك.

ويمكن القول ان هناك 3 عوامل تهدد الصحوة الاسلامية والوعي الاسلامي في اوروبا اولها التيار المتطرف المعادي للاسلام والمتخوف من الاسلام وثانيها التيار المتطرف والوهابي وثالثها تيار حكومي يسعي لحرف الصحوة الاسلامية وايجاد خلافات فيها.

التيار المتطرف المعادي للاسلام والمتخوف من الاسلام

ان هذا التيار يتشكل من الجماعات اليمينية المتطرفة وهؤلاء يقودون الحرب الباردة ضد المسلمين وينشرون الخوف من الاسلام، ويظهر هؤلاء الاسلام تهديدا للقيم الغربية وتهديدا لوجود اوروبا ويريدون تهميش الصحوة الاسلامية وعزلها، ان هذا التيار ينشر الرعب في قلوب غير المسلمين ليتحاشوا الاسلام والمسلمين ومن جهة اخرى يمارس الضغط على المسلمين ليتركوا دينهم ومبادئ الاسلام السياسية.

التيار المتطرف والوهابية

ان الجماعات الوهابية والمتطرفة تتنتهج العنف وتريد مصادرة مسلمي اوروبا والصحوة الاسلامية، ان هذه الجماعات وبسبب نفوذها في بعض المساجد تحظى بدعم سعودي وتروج لافكار سياسية وتريد اجتذاب المسلمين الاوروبيين من الجيل الثاني الى صفوفها، ولم تنجح هذه الجماعات في محاولاتها لكن الاعلام الغربي قام بتضخيم الاعداد القليلية للشباب المسلمين الذين انتموا الى هذه الجماعات.

ان وجود امكانية لنشاط الجماعات المتطرفة والوهابية في اوروبا هو امر يبعث على التساؤل لأن الاجهزة الامنية البريطانية لديها معلومات كافية عن دعاة التطرف والوهابية وهي التي اصدرت تاشيرات الدخول لهؤلاء لكنها لم تعتقلهم ولم تحد من نشاطاتهم، ويبدو ان السماح لنشاط دعاة التطرف والوهابية في اوروبا هو من اجل بث الخوف في المجتمعات الاوروبية والمجتمع البريطاني على وجه الخصوص لتبرير السياسات العدوانية والتوسعية للحكومة، كما سيتحول ازدياد نشاط المتطرفين الى ذريعة للتضييق على كافة المسلمين ونشاطاتهم القانونية وهذا سيؤدي بدوره الى وقف حركة الصحوة الاسلامية وتهميشها.

التيار الحكومي الساعي الى حرف الصحوة الاسلامية وبث الخلافات

ان هذا التيار يتكون في معظمه من الجماعات المحافظة وعلى رأسهم الحكومة البريطانية الحالية التي تصف الصحوة الاسلامية بخلل اجتماعي ويعرف المسلمين بأنهم معزولون عن الآخرين، ويبدو ان خطر هذا التيار على الصحوة الاسلامية هو اكبر بكثير من الجماعات السابقة التي ذكرناها لأن هذا التيار يدعي بأنه يريد الخير للمسلمين ويسعى الى حرف الاسلام وجره نحو العلمانية وابعاده عن السياسة وعلى سبيل المثال نرى ان الحكومة البريطانية التي هي حكومة علمانية ومسيحية تخصص مزانية لتربية ائمة للمساجد بذريعة منع التطرف ومن الواضح ان الهدف هو فرض رؤيتها الخاصة عن الاسلام والدين.

ان هذا التيار يستخدم الجماعات المنتسبة للاسلام العلماني لتحقيق اهدافه وان هذه الجماعات التي تحظى بالدعم المالي والاعلامي والحزبي للحكومة تحاول بشتى الوسائل مصادرة مسلمي بريطانيا لصالح الاسلام العلماني تحت شعار الاسلام المعتدل، كما تعادي هذه الجماعات الوحدة بين المسلمين وبقاء المسلمين كأمة واحدة وتعتبر ذلك خطرا على المجتمع البريطاني العلماني، وفي الحقيقة يعتبر التيار الحكومي الساعي الى حرف الصحوة الاسلامية وبث الخلافات نفسه عدوا لخطاب الاسلام السياسي وتيار الصحوة الاسلامية.

ان هذا التيار يحاول ايجاد خلافات في داخل تيار الصحوة الاسلامية أو الأمة الاسلامية ومن اجل هذا يدعم وجود مذاهب وطوائف اسلامية وغير اسلامية مثل البهائية والبابية وغيرها ويمدها بالاموال ويقدم لها الدعم المالي والثقافي والسياسي وحتى الامني من اجل ايجاد خلافات في البنية الاجتماعية والمذهبية لتيار الصحوة الاسلامية .

ان الهدف الرئيسي والنهائي لهذا التيار هو انهاء امكانية قيام امة اسلامية موحدة تشكل كيانا سياسيا وثقافيا موحدا للمسلمين لكن رغم نشاط كافة التيارات التي تشكل خطرا على الصحوة الاسلامية في اوروبا نجد بان الارقام والاحصائيات الموجودة عن المسلمين في اوروبا وبريطانيا تشير ان هذه التيارات المعادية للاسلام لم تنجح في محاولاتها وان التيار الذي يحقق النجاحات بين صفوف المسلمين في اوروبا وبريطانيا هو تيار الصحوة الاسلامية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق