التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

مع تجدد الأزمات ومن يشعل نيرانها أين هم العقلاء ..؟ 

كي لايمارس الخطاب الإعلامي الدور الذي طالما مارسه وعاظ السلاطين بتأجيج الصراع ودفعه الى التصادم استنادا الى وجهات نظر غير صحيحة او غير دقيقة فأن العودة الى الواقعية وحده يسمح برؤية المشهد بكامل ابعاده وليس من زاوية واحدة ومعروف ان الأزمات الكبرى بعد ان تزول لا معنى للسؤال عن اسبابها وأبطالها وضحاياها لان اللعبة تكون قد انتهت لكن هل حقا انها زالت ولم تترك شيئا ام انها كالجمر داخل الرماد .. ؟
أزمات العراق لم تبدأ بعد عام ٢٠٠٣ عام الاحتلال ولم تبدأ بعد اي استيلاء على السلطة منذ لم تعد هناك سلطة تستند الى الشعب ولكنها أزمات تراكمية على مدى قرون ولم تغادر مشهد الصراع والتصادم والفتن والفوضى وغياب القانون كي تتحول الى عملية بناء وإعمار وتشكل نسقا حديثا للدولة والمجتمع والحضارة .
والأزمنة الاخيرة مثال مازال يوضح دور الخطاب الإعلامي في دفعه نحو نهايات مجهولة وهومثال شبيه بالأزمات التي عصفت بالبلاد من الاٍرهاب الى الخدمات الى الفساد .. أصبحت مزمنة ودورية ولم يكتوي بها الا المواطن الباحث عن حياة مستقرة وآمنة ومن يراقب دور وسائل الاعلام بكافة اشكالها وتوجهاتها يجد انها ابتعدت كثيرا او قليلا عن الحلول الموضوعية لها فلم يعد البحث عن الجاني هو الحل بل عدم البحث الجاد عن الأسباب التي افضت ودفعت الى ظهور الأزمات .. فمن هو على صواب ومن هو الذي يسعى الى تجاوز الأزمات ..؟
هل حقا لاتوجد حلول تستبعد استخدام السلاح وسفك المزيد من الدماء التي افضت وتفضي الى العنف والى المواجهات المباشرة ..؟
ام نحن بحاجة الى قراءة شجاعة وصادقة ومخلصة وتاريخية يسهم بها الجميع وفي مقدمتهم الشعب لا بالعاطفة والهوى والتشدد، بل العقل والمنطق الذي يتمتع به العلماء واصحاب الخبرة والحكمة لوضع حد لها وادراك ان لا منتصر في حرب تجري بين مكونات الشعب الواحد .. لان الأزمات ومنها الاخيرة ان تعيد بناء البلاد بأي شكل من أشكال الإرادة مادامت ثمة تدخلات تجاوزت حرمة الدم وحرمة الكرامة وحرمة الانسان وحرمة القانون .
لان الحرائق ونيرانها العشوائية بعد ان تخمد لن تترك الرماد فحسب بل الجمر آنذاك لا مغزى للحديث عن منتصر او عن خاسر بغياب العقل وغياب العقلاء .

د . ماجد اسد
07822700044- 07703444510
MAJEDASAD42@HOTMAIL.COM

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق