التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, مايو 7, 2024

المجلس الأطلسي :على السعودية تغيير لعبتها مقابل ايران 

أكد المجلس الأطلسي إن السعودية تنتهج سياسة تهدف إلى عزل إيران في المنطقة والعالم.

وقال المجلس في مقال بقلم أحد أعضائه الذي يحمل إسم “أمير هندجاني” إن السعودية إرتكبت أخطاءً كثيرة على المستويين الإقليمي والدولي في إطار مساعيها لتحقيق التفوق على إيران، إلاّ أنها فشلت في تحقيق هذا الهدف.

وأشار المقال إلى أن الحرب الباردة التي كانت بين إيران والسعودية في الماضي، تحولت الآن إلى حرب متعددة الجوانب بين هاتين القوتين البارزتين في الشرق الأوسط، والتي يمكن مشاهدة آثارها في النزاعات المستعرة في العديد من دول المنطقة لاسيّما في سوريا والعراق واليمن، وإلى حد ما في لبنان.

وأعرب كاتب المقال عن إعتقاده بأن القرار الذي إتخذته الجامعة العربية مؤخراً ضد “حزب الله” وإتهامه بالإرهاب بتحريض من السعودية قد زاد من حدة التوتر بين طهران والرياض، مشيراً إلى أنه ومنذ غزو أمريكا للعراق عام 2003 والإطاحة بنظام الديكتاتور صدام، ومن ثم تشكيل حكومة يرأسها الشيعة في هذا البلد تحولت السعودية وبمرور الوقت إلى ما يشبه بيدق الشطرنج للعب دور خاص في الشرق الأوسط إلاّ انها لم تجني من هذه السياسة سوى الهزيمة.

وأشار الكاتب في جانب آخر من مقاله إلى الإتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1)، وإلى المفاوضات السرية التي أجرتها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بهذا الخصوص مع الوفد الإيراني المفاوض، والتي أدت إلى إمتعاض الجانب السعودي الذي يولي أهمية خاصة لعلاقته مع واشنطن. وبيّن الكاتب إن العلاقة بين الرياض وواشنطن تعززت بشكل ملحوظ بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 وسقوط نظام الشاه الحليف الرئيسي لأمريكا في المنطقة، مشيراً إلى أن الرياض إستثمرت حالة التوتر التي كانت سائدة بين إيران وأمريكا طيلة العقود الثلاثة الماضية لتقوية علاقاتها مع الإدارة الأمريكية.

وأضاف إن اللوبي السعودي في واشنطن كان يضغط باستمرار باتجاه منع إبرام الإتفاق النووي بين طهران والمجموعة السداسية الدولية، ووصل الأمر إلى حد التحريض على توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، ولكن بعد فشلها في تحقيق هذه الأهداف سعت الرياض لإثارة الشكوك حول طبيعة الإتفاق النووي بين إيران والسداسية، وبذل البيت الأبيض جهوداً مضنية لطمأنة السعودية بشأن هذا الإتفاق.

وتطرق كاتب المقال كذلك إلى مزاعم السعودية بشأن دعم إيران للحوثيين في اليمن، ودعم الإدارة الأمريكية للرياض في عدوانها المتواصل على اليمن منذ أكثر من سنة وتزويدها بمختلف أنواع الأسلحة المتطورة لقتل الشعب اليمني وتدمير بناه التحتية في شتى المجالات.

ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة يواجه الشعب اليمني حالياً مأساة إنسانية كبيرة، في وقت تؤكد فيه جميع التقارير الميدانية بأن الرياض فشلت تماماً في تحقيق أهدافها في هذا البلد نتيجة المقاومة الشديدة التي أبداها الجيش اليمني واللجان الثورية بقيادة حركة “انصار الله” في مواجهة العدوان السعودي.

وأشار الكاتب أيضاً إلى دور السعودية في دعم الجماعات الإرهابية بهدف إسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد، ومساعي الرياض المتكررة لمنع طهران من المشاركة في محادثات السلام السورية في جنيف، في وقت يعلم الجميع أن إيران تحملت الكثير من المتاعب وتقدمت بالعديد من الإقتراحات والمشاريع الدبلوماسية من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية.

وأكد الكاتب بأن محاولات الرياض لمنع طهران من المشاركة في محادثات السلام السورية ذهبت أدراج الرياح بسبب إصرار الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وروسيا وأمريكا على هذه المشاركة لإدراكهم أهمية موقف إيران في التوصل إلى تسوية سلمية لهذه الأزمة.

وحول موقف السعودية من إنخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية أشار “أمير هندجاني” إلى أن الرياض زادت من إنتاجها النفطي بشكل كبير وبصورة لم يسبق لها مثيل، في وقت كانت فيه إيران تتعرض لحظر إقتصادي شامل على خلفية أزمتها النووية مع الغرب والذي أدى إلى تقليص صادراتها النفطية إلى دول الإتحاد الاوروبي من 700 ألف برميل يومياً في عام 2011 إلى أقل من 20 ألف برميل في عام 2014.

وأكد كاتب المقال إن موقف السعودية في مجال الطاقة يهدف في الحقيقة إلى إرغام إيران على تصدير نفطها بأسعار منخفضة وتغيير سياستها في المنطقة، ناسية أو متناسية أن إيران تمكنت من مواجهة الحظر الإقتصادي الشامل عليها طيلة أكثر من عشر سنوات.

وفي ختام مقاله أعرب كاتب المقال عن إعتقاده بأن سياسة السعودية تجاه إيران بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام ألحقت بالرياض خسائر باهظة في شتى المجالات، وأدت كذلك إلى زعزعة الأمن والإستقرار في عموم المنطقة، مشيراً إلى توقعات صندوق النقد الدولي بأن الاحتياطي المالي السعودي سينخفض إلى حد كبير جداً خلال السنوات الخمس القادمة في حال إستمرت الرياض في سياستها الحالية، خصوصاً بعد أن وصل العجز في ميزانيتها إلى حدود 100 مليار دولار العام الجاري، مشدداً على إنه من الأفضل للسعودية أن تجري مفاوضات مع إيران لحلحلة القضايا العالقة بين البلدين والتوصل إلى تفاهمات بشأن أزمات المنطقة لاسيما في سوريا والعراق واليمن.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق