التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, مايو 8, 2024

في الوضع العربي اليوم هل للشعب سلطة…؟ 

د. ماجد اسد
منذ استبعد الملك فاروق عن السلطة، في مصر، ومقتل الملك فيصل الثاني، في العراق، مرورا ً بالمتغيرات الدولية، والإقليمية، في حقبة الحرب الباردة، وبعدها، وصولا ً إلى إقصاء شاه إيران، ومحاكمة صدام حسين، ونهاية على زين العابدين، ومبارك، والقذافي ..الخ والمشهد مازال بعيدا ً عن نهايته. لكن ثمة ما يلفت الانتباه ـ في هذا كله ـ ان جبروت الأجهزة الأمنية، لدى الجميع، قد مرغت بالوحل! لأنها لم تعد تمتلك شيئا ً إزاء التحولات، والانقلابات، وعواصف التغيير !
فما حدث، منذ خمسينيات القرن الماضي، يوضح ان هذه الأنظمة (البوليسية) لم تستطع ان تؤدي دورها (القمعي) أو ما يسمى بحماية (الحاكم) إلى الأبد !
فإذا كانت هذه الأنظمة قد أسست أجهزتها، بتنويعات لا تحصى، على حساب حياة الشعب، وقوته، وصحته، وثقافته…الخ لأن وجود هذا العدد الكبير من الأجهزة، والأفراد، أدى إلى هدر الثروات، والى استبعاد التنمية الحقيقية، لشعوب هذه الأقاليم.
وقد برهنت هذه الأجهزة، بحسب الوثائق المرئية، أنها لم تفشل في حماية (رأس) النظام، أو النظام نفسه، بل أنها لم تستطع ان تحمي نفسها، مما أدى، في نهاية المطاف، إلى التصادم مع الشعب !
وبفشل الاجهزة البوليسية، الامنية، وفصائلها المتنوعة، المدربة تدريبا ً مميزا ً، والتي حصلت على امتيازاتها على حساب الملايين الفقيرة، او التي اصبحت تعيش تحت خط الفقر، استنجدت ـ هذه الانظمة ـ بالقوات المسلحة..! والامثلة واضحة او مرئية، حيث ادت القوات المسلحة الدور الحاسم في التغيير، ومن ثم، في حماية الزعماء، أو في الانقلاب عليهم، أو في مواجهة الشعب !
انه مشهد يندر ان يحدث في الاحلام، او فوق خشبة المسرح، ولكنه، بجلاء، أصبح يوميا ً.. فالجيش، بدل ان يعمل بشعار (الدفاع عن الوطن) كلف بمهمات حراسة الشوارع، والمؤسسات، والازقة، بل ذهب ابعد من (الحماية) عندما اصبح طرفا ً في الاققتال، وفي حروب الشوارع !
فهل ثمة وضع لا يحسد عليه، غدا مثيرا للالام، والمرارات، كهذا الوضع…، الذي بلغ درجة ستدفع بالشعوب الى تحمل مسؤولياتها، ودورها، في استعادة حقيقة ان الشعب، والشعب وحده، بمختلف اطيافه، ومفكريه، وعلمائه، ان يستدرك ما الت اليه حتمية التصادمات، والانقسامات..
ذلك لأن الشعوب وحدها تمتلك حق تقرير مصائرها، بل حقها، في بناء قواتها (العسكرية) التي تسندها، وليس التي تسند أنظمتها الأحادية، الدكتاتورية، أو الفاسدة، لان عزل القوات المسلحة عن الشعب، اثبت ان هذه القوات لن تكون إلا مع الشعب، وليس مع الظالمي

د. ماجد اسد
07822700044- 07703444510
MAJEDASAD42@HOTMAIL.COM

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق