التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

زلماي خليل زاد : الشرق الأوسط لا يمكن ان يستقر دون الاتفاق بين ايران وتركيا والسعودية 

أكد السفير الأمريكي السابق في الأمم المتحدة والعراق “زلماي خليل زاد” أهمية دور إيران في إقرار الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، وضرورة إتخاذ موقف عملي وواقعي من قبل واشنطن تجاه طهران إزاء مختلف القضايا التي تهم الجانبين.

وقال خليل زاد في مقال نشرته صحيفة “بولتيكو” إنه وبإعتباره من أكثر الدبلوماسيين الأمريكيين الذين كانوا على إتصال مباشر بشأن التفاوض مع إيران خلال السنوات الماضية، يختلف مع من يقول بأن الحوار مع طهران يعني الإستسلام لها.

وأضاف: إن القرائن والشواهد المتوفرة لديه تُثبت أن الإبتعاد عن إيران لا يمكن أن يغيّر من رؤيتها وإستراتيجيتها تجاه قضايا المنطقة سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل، مشدداً على ضرورة الإستفادة من الظروف المناسبة للتقرب من طهران وإتخاذ تدابير واقعية من قبل واشنطن وحلفائها لإرساء قواعد سليمة وصحيحة للحوار من شأنها أن تخفف من حدة التوتر في الشرق الأوسط والتمهيد بالتالي لتسوية النزاعات في هذه المنطقة.

وقال خليل زاد في جانب آخر من مقاله وضمن إشارته إلى التوتر القائم بين طهران وبعض العواصم العربية خاصة الرياض إن هذه التوترات تزيد من إمكانية تعقيد الأزمات في الشرق الأوسط التي نجم الكثير منها عن وجود خلافات قومية وطائفية أو نزاعات حدودية بين دول هذه المنطقة.

وإنتقد السفير الأمريكي السابق في العراق سياسة بلاده تجاه طهران فيما يتعلق بتطورات المنطقة، واصفاً إياها بأنّها إنفعالية وفاقدة للحكمة واللياقة الدبلوماسية، معرباً كذلك عن إعتقاده بأن هذه السياسية تسببت في زعزعة الأمن والإستقرار في عموم الشرق الأوسط.

وأشار زلماي خليل زاد في قسم آخر من مقاله إلى أن جميع السبل التي تنتهجها واشنطن وحلفاؤها لابد أن تتجه نحو طهران من أجل بناء جسور الثقة بين الطرفين، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة التوصل إلى إتفاق بين إيران وتركيا والسعودية لتسوية الأزمات في المنطقة وإعادة الأمن والإستقرار إلى ربوعها من خلال إعتماد سياسة قادرة على إنهاء التوترات القومية والطائفية في عموم المنطقة.

وزعم السفير الأمريكي السابق في الأمم المتحدة بأن بلاده هي الدولة الوحيدة في العالم القادرة على تقريب وجهات النظر بين بلدان الشرق الأوسط رغم إنحسار نفوذها في المنطقة، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة الإلتزام بالمعايير الصحيحة من قبل أمريكا لتسوية أزمات الشرق الأوسط، كما فعلت في السابق عندما إستثمرت علاقاتها لتحقيق أهدافها خصوصاً في مجالي الطاقة وتطبيع علاقاتها مع الدول الأوروبية ودول شرق آسيا خلال فترة الحرب الباردة.

وحذّر خليل زاد من عواقب السياسة الإنفعالية التي تنتهجها أمريكا في الشرق الأوسط والتي أدت إلى فقدان البوصلة في كيفية إدارة العلاقات مع إيران. كما حذّر من مخاطر إصرار واشنطن على أن تكون هي المحور الرئيسي في تقرير مصير المنطقة.

ولفت السفير الامريكي السابق الإنتباه إلى أهمية الأخذ بنظر الإعتبار الظروف الحسّاسة التي يمر بها الشرق الأوسط، وأهمية التعاطي بواقعية مع التطورات التي تشهدها هذه المنطقة من خلال إنتهاج سياسة تهدف إلى فتح آفاق الحوار مع إيران وإعادة ترتيب الأوراق على المستويين الإقليمي والدولي لضمان مصالح أمريكا في المنطقة.

وأشار خليل زاد في ختام مقاله إلى الإجراءات التي إتخذتها أمريكا حيال التطورات التي شهدها الشرق الأوسط خلال العقود الأخيرة، ومن بينها الحرب بين العراق وإيران (1980 – 1988) والتدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان والعراق والتعاطي السلبي مع طهران فيما يتعلق بالأزمة العراقية رغم الجهود التي بذلها المسؤولون الإيرانيون للمساعدة في حل هذه الأزمة، مشيراً إلى أن التجارب التي أفرزتها التطورات الآنفة الذكر أثبتت بما لايقبل الشك ضرورة التنسيق والتفاهم مع إيران بشكل دائم، معرباً كذلك عن إعتقاده بأن طهران ستكون على إستعداد للتحاور مع واشنطن في حال إتخذت الأخيرة مواقف عملية ومقنعة في هذا المجال.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق