التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مايو 3, 2024

مؤسسة ” راند ” الامريكية : الغرب وإيران .. مشكلة ليست الاتفاق النووي ! 

نشرت مؤسسة “راند” الأمريكية للدراسات والأبحاث تحقيقا حول التحديات التي تحيط بالاتفاق النووي الذي تم بين الدول الكبرى وايران بقلم “داليا داسا كايا” مديرة مركز الشرق الأوسط التابع للمؤسسة. جاء في التحقيق إشارة إلى المصلحة التي حققها الغرب من هذا الاتفاق والاهتمام الكبير الذي تحظى به الأزمة السورية بعد الاتفاق. ومن الجيد هنا الإشارة إلى أن هذه المؤسسة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” وتقوم بناء على طلبها باجراء تحقيقات حول مسائل سياسية وأمنية واجتماعية تهم الادارة الأمريكية، حيث نشر القسم المعني بالشرق الأوسط الكثير من التقارير والدراسات المطولة حول قضايا الشرق الأوسط منها دراسة حول عقلية العرب والمسلمين حسب نظرة الغرب، إضافة إلى أهمية ايجاد مجموعات مسلمة متحضرة (حسب تعبيرهم) تدعم تطلعات الغرب في الشرق، وتتميز دراسات هذه المؤسسة بمصادر معلوماتها من داخل الادارة الأمريكية إضافة إلى مصادرها في الحكومات العربية.

وبالعودة إلى التقرير الجديد للمؤسسة حول الاتفاق النووي الأخير فقد كتبت كايا أن التقييم المشترك للغرب حول الاتفاق كان نتيجته أن ايران ستفي بتعهداتها طمعا بالوعود الاقتصادية التي وُعدت بها وهذه الوعود كانت السبب الأهم في دفع الايرانيين للجلوس إلى طاولة المفاوضات ويجب أن تستمر. طبعا لا يخلو الأمر من وجهات نظر متفائلة ومتشائمة، وأحيانا تشكيك بالدوافع الايرانية والنوايا المخبأة وعلى سبيل المثال يعتقد البعض أن امتلاك برنامج لتصنيع السلاح النووي ليس ضمن المصالح الوطنية الايرانية مطلقا.

وتتسائل المؤسسة: “هذا الاتفاق يشكل خطة تعامل لـ15 عاما بين الطرفين، والسؤال هو ما الأحداث التي يمكن أن تقع خلال هذه المدة وكيف ستتأثر علاقات ايران بمحيطها والأهم ما الذي ستخلص إليه العلاقات الأمريكية مع ايران؟

ويضيف التحقيق في إشارة إلى حتمية التزام ايران بكل تعهداتها خلال الأشهر والسنوات المقبلة، سيتم التحجج بذرائع مختلفة من أجل الضغط عليها من قبيل المشاكل التي تعيشها العلاقات الايرانية مع جيرانها العرب حيث كتبت كايا “كونوا أكيدين أنه سنكون أمام مقدار كبير من التحديات الفنية والمنازعات بسبب التزام ايران بكل تعهداتها، وهذا الأمر مصيري لأمريكا وشركائها الدوليين ليتمكنوا من الرصد بدقة الخطوات الايرانية في تنفيذ الجزء المفروض عليها من الاتفاق” فرغم التزام ايران بتعهداتها فسيحل محل ملف “ايران النووي” ملف “ايران ومشاكلها في المنطقة”.

وتضيف المؤسسة في تحليل ما سمته “المعضلة الايرانية في المنطقة” قائلة: “ان الاتفاق النووي فقط سيؤدي إلى رفع حافز جيران ايران لمواجهة حضورها المتنامي في المنطقة وخاصة تدخلاتها في مناطق كسوريا واليمن (طبعا ليس من الضروري الاشارة إلى الارتباط الايراني بالفصائل الشيعية المتواجدة على الساحة العربية كحزب الله لبنان والحشد الشعبي العراقي).

وأتى في ختام هذا التقرير ما مفاده: هذه المواجهة أصبحت على مستوى أعلى من التصريحات الكلامية وتبدلت لساحة حرب بالنيابة وواضحة المعالم وهي ما أوصل العلاقات الايرانية السعودية إلى الوخامة التي وصلت اليها. وبناء على ما تقدم يمكن الاستدلال والقول إن ما وصلت إليه الأمور كان سيحدث مع أو بدون الاتفاق النووي لأن المخاوف الأكبر عند الدول العربية المجاورة لايران ليست ناجمة عن الملف النووي ولم تكن كذلك يوما، إذا فمع وبدون الاتفاق النووي مشاكل ايران مع جيرانها كانت ستحصل أيضا، وكل ذلك حسب مؤسسة “راند”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق