التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مايو 17, 2024

الانتخابات الإيرانية وتأثيراتها الداخلية والخارجية 

تعتبر الديمقراطية وسلطة الشعب قيمة بذاتها في المجتمع الدولي وتنبهر بها حتى الدول التي لاتلتزم ابدا بنهج الحكم الديمقراطي، ويعتبر حق الانتخاب الشيء الذي يميز النظام الديمقراطي عن باقي الانظمة الدكتاتورية والشمولية.

ان الانتخابات هي من جهة اهم اركان الديمقراطية سواء من نوعها الاسلامي والديني السائد في ايران او من نوعها الليبرالي الغربي ومن جهة اخرى هي اهم العوامل المؤثرة في تحديد القدرات الوطنية للبلدان.

وتعتبر الانتخابات الحرة والنزيهة والقانونية والحماسية مظهرا لاستمرار الحياة والنشاط الدبلوماسي لشعب ما وان المشاركة الشعبية الواسعة فيها تدل على العزم والارادة الراسخة في التمتع بحق تقرير المصير السياسي، واضافة الى ذلك فإن الانتخابات لها اهمية دولية وترسل اشارة الى الدول المختلفة عن سلامة وقوة النظام السياسي للبلد وتحصنها امام تطاول وخباثة الجهات الاجنبية الشريرة.

اما نظام الجمهورية الاسلامية في ايران وعلى العكس من باقي الانظمة المنبثقة عن الثورات في مختلف مناطق العالم يفتخر بأنه اجرى انتخابات فور انتصار الثورة الاسلامية لتعيين نوع النظام السياسي للبلاد وانتخاب ممثلي الشعب في النظام السياسي الجديد، وبعد ذلك وطوال 37 عاما من عمر هذا النظام نجد اكبر عدد من عمليات الرجوع الى اصوات الشعب وقد شكلت كافة المؤسسات الاساسية في ايران عبر الانتخابات وان نظام الجمهورية الاسلامية مازال متمسكا ومصرا على هذا النهج.

ان الحضور الواسع والمشاركة الاجتماعية السياسية الواسعة للشعب في ظل دولة القانون، والوحدة والوئام الوطني المنبثق عنها سيكون له تأثير بليغ في الانتخابات التي تشهدها ايران يوم الجمعة 26 فبراير وسيزيد الثقة عند شركاء ايران الخارجيين ويعزز الثقة في داخل النظام السياسي ويزيد من نجاح هذا النظام ويقوي التضامن والتعاضد الداخلي، ان المشاركة الشعبية الواسعة ستقوي ركائز الديمقراطية الدينية وتزيد الاقتدار الوطني لايران ويمكن اعتبارها بمثابة ضخ الدم من جديد في جسم النظام السياسي للبلاد.

ان الانتخابات في ايران تعتبر من حيث نسبة المشاركة الشعبية أنموذجا في المنطقة والعالم وهذا الامر هو الذي اظهر شرعية النظام السياسي لايران امام العالم واجبر هؤلاء على الانحناء امام ارادة الشعب الايراني.

وتعتبر الانتخابات مرحلة حساسة في التغيير السلمي للسلطة السياسية بين الاشخاص والاطراف التي تؤمن بهوية واحدة ووطن مشترك والمترشحين المستعدين لخدمة للشعب، وهي رمز لعقلانية وادراك شعب من اجل تحقيق اهدافه العليا عبر المشاركة في العملية الديمقراطية وهنا يجب الانتباه لخطوات اعداء الشعوب الذين يستخدمون كافة الادوات للنيل من حماس الشعب للمشاركة في الانتخابات والتغلغل في الانتخابات والتأثير فيها من اجل تحقيق اهدافهم المشؤومة.

ان النتيجة الحاسمة والسريعة للمشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات التي تشهدها ايران يوم الجمعة ستكون تعزيز شرعية ومقبولية النظام السياسي ورفع المكانة الدولية للبلاد وتقوية امن البلاد وحصانتها امام الاجانب وتثبيت المكانة الرفيعة لايران في أعين العالم وهي نتائج قيمة سيكون لها تاثيرها البالغ في السياسة الخارجية وصون أمن البلاد ومصالحها القومية وستؤدي الى زيادة التأثير الايراني على المعادلات الاقليمية والدولية بشكل واضح جدا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق