التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, مايو 2, 2024

نقاط الضعف بشأن القرار الدولي 2254 بشأن سوريا 

بعد حصول التوازن في القوى على الساحة السورية اثر التدخل الروسي المباشر تم ايجاد ائتلاف دولي من اجل الوصول الى خارطة طريق للسلام في هذا البلد وذلك في شهر ديسمبر من العام الماضي ومن ثم جاء القرار الاممي رقم 2254 ليدل على وجود ارادة لدى اطراف الصراع لحل الازمة لكن هذا القرار فيه بعض نقاط الضعف التي يمكن الاشارة اليها على النحو التالي:

1- ان هذا القرار اعتبر تنظيمي داعش وجبهة النصرة فقط ارهابيين وترك مهمة تسمية باقي الجماعات الارهابية للملكة الاردنية في وقت يعلم الجميع بأن الاردن هي من الجهات التي تتدخل في الشأن السوري ولها مصالح في الصراع الدائر في سوريا فكيف يمكن ان تكون محايدة ؟ واضافة الى ذلك يمكن الاشارة الى فشل الاردن في ادارة شؤون المسجد الاقصى في فلسطين والتي اوكلت اليها فكيف تريد ان تنجح في الشأن السوري؟

2- من النقاط الغامضة الاخرى في هذا القرار هي مسألة الانتخابات المستقبلية وتشخيص أهلية المترشحين للرئاسة في سوريا فالقرار الذي ينص على عدم امكانية ترشيح بشار الاسد لم يشير الى كيفية انتخاب المترشحين ومواصفاتهم واهليتهم وكذلك قضية سلامة الانتخابات.

3- ان القرار لم يرسم خارطة طريق واضحة لمواجهة الجماعات الارهابية فأية دول وجماعات تستطيع المشاركة في الحرب مع الارهاب؟ وما هو الفرق بين التدخل من اجل اهداف انسانية وبين استخدام العنف ضد مواطنين عزل في بلد آخر على يد قوات اجنبية؟ هل يمكن لتركيا والسعودية وامريكا الضالعين في دعم الارهاب ان تدعي انها تحارب الارهاب؟ هل يمكن مهاجمة دولة ذات سيادة تحت ذريعة مكافحة الارهاب؟

4- القرار يشير ان مجيء حكومة قانونية الى الحكم في سوريا وسن دستور جديد يستغرق سنتین وهذا يعني ان الحرب ستستمر في احسن الاحوال سنتين اضافيتين فهل ستصبح الجماعات الارهابية مثل داعش أقوى من الآن بعد سنتين أم أضعف؟

5- ان القرار لم يشير الى وقف اطلاق النار بين الحكومة السورية والجماعات المسلحة، فما هي المقدمات اللازمة للوصول الى وقف اطلاق النار وما هي المراحل التي يجب اجتيازها للوصول الى وقف اطلاق النار؟

6- ينص القرار 2254 على ضرورة تنفيذ القرار 2118 بالكامل في وقت نجد بأن هناك بنود في القرار 2118 تعارض الوصول الى سلام في سوريا فعلى سبيل المثال نجد ان المادة 19 من القرار 2118 تطلب من دول الجوار رفع تقارير الى مجلس الامن فور مشاهدة استخدام السلاح الكيميائي في سوريا من قبل اي طرف لكن السؤال المطروح هو “من هي هذه الدول المجاورة؟” فهل هذه الدول هي السعودية وقطر التي تدعم الارهابيين بالمال والسلاح ام تركيا التي تشتري النفط من داعش وتدعمه بالكامل؟

اذا، ما هو الحل في سوريا؟ وكيف يمكن الخروج من هذا المستنقع الذي اصبح أزمة عالمية؟ وللاجابة يمكننا ان نقترح بعض الحلول التي تساعد على انهاء الأزمة وهي :

1- يجب تأمين مصالح جميع الاطراف الى حد ترضى هذه الاطراف ببذل الجهود لانجاح عملية السلام، كما يجب على الدول المتدخلة في الحرب ان ترجح الدبلوماسية والمصالح البعيدة على المصالح الآنية.

2- يجب على الجهات الغربية وخاصة امريكا ان تكف عن دعم الجماعات المسلحة لأن الغرب اذا لم يوقف دعمه للارهابيين فإن روسيا وايران لن تقفان مكتوفي الايدي وستزيدان دعمهما للحكومة السورية والجيش السوري حسب القوانين الدولية وبطلب من الحكومة الشرعية في سوريا.

3- ان القرار 2254 لم يمنع الدول الاخرى من التدخل العسكري في الحرب السورية ولذلك نجد التهديدات التركية والسعودية بارسال قوات الى سوريا فما هو الضمان لتدخل باقي الدول في الحرب السورية ومن يمنعهم عن ذلك؟

4- يجب ان تكون الحكومة التي تأتي الى الحكم بعد “بشار الأسد” حكومة ائتلافية تراعي مصالح الاطراف الكبرى التي تدعم انهاء الحرب في سوريا مثل روسيا وايران بالاضافة الى مصالح الدول العربية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق