التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مايو 3, 2024

أسئلة من الشعب العراقي لأسامة النجيفي وكم خلفه 

على الرغم من أن الجهات الرسمية في العراق، لا سيما رئيس الوزراء “حيدر العبادي”، أعلن بأن الحشد الشعبي سيكون جزءاً من معركة الموصل، فإن بعض القوى السنية والعشائر، أعلنت عدم موافقتها على مشاركة الحشد. وهو الأمر الذي طرح علامات استفهامٍ عديدة حول أسباب محاولة هؤلاء، رفض مشاركة الحشد، وإصرارها على التغني بدور التحالف الدولي. فلماذا يُعتبر موقف هذه الأطراف معارضاً لمصلحة الشعب العراقي؟

بيان تحالف القوى السنية والعشائر:

أعلن ما يُسمى “تحالف القوى السنية” عدم الموافقة على مشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير نينوى. عازياً السبب الى أن القرار من شأنه أن يساعد تنظيم داعش ويجعل المعركة ذات “طابع طائفي”. وقال التحالف في بيانٍ له “إن أسامة النجيفي ترأس أمس اجتماعاً مهماً حضره وزراء و نواب كتلة تحالف القوى العراقية، وجرى مناقشة آخر المستجدات في الوضع السياسي والأمني وبشكل خاص عملية تحرير الموصل، والتغيير الحكومي المرتقب”، موضحاً أن أي قرار لإدخال الحشد الشعبي في معركة نينوى من شأنه أن يساعد عصابات “داعش” ويقويها على جعل المعركة ذات طابع طائفي، على حد زعمهم. وأضاف البيان “نظراً لخصوصية معركة تحرير نينوى في كونها ستكسر ظهر الإرهاب وتسجل نهاية داعش فإن المجتمعين قرروا بالإجماع أن يتحمل أبناء نينوى الجهد الرئيس في العملية بالمشاركة مع الجيش وقوات البيشمركة والتحالف”، مؤكدا أهمية فتح المجال أمام أبناء نينوى للتطوع ودعمهم بالسلاح والتجهيزات المطلوبة لأداء واجبهم الوطني في معركة التحرير”.

وكان رئيس الوزراء “حيدر العبادي” قد أعلن أمس، أن الحشد الشعبي وقوات البيشمركة والعشائر ستشارك الى جانب القوات المسلحة في معركة تحرير محافظة نينوى من إرهابيي داعش، نافيا وجود ضغوط لمنع مشاركة الحشد في المعركة.

لماذا يرفض العراقيون هذا البيان؟

لا شك بأن معركة الموصل، تشكل منعطفاً فيما يخص مسألة محاربة العراق للإرهاب. وهو الأمر الذي يجعل التعاطي مع التحديات من الأمور المهمة. وهنا لا بد من ذكر التالي:

إن موقف بعض القوى والتي تجتمع تحت مُسمى “القوى السنية”، لا يمثل موقف سنة العراق أو عشائرها. وهو ما قد يُبرر تعاون جميع الأطراف ومنها العشائر، مع الحشد الشعبي في ما مضى من عملياتٍ لتحرير العديد من المناطق في العراق. وبالتالي فإن إطفاء موقف البعض، على جميع أهل السنة ليس صحيحاً.
أما فيما يخص البيان الصادر، فقد طرح العديد من الإستفهامات حول أسبابه ودوافعه. خصوصاً بعد أن خرج من الطرف الرسمي، قرارٌ مُرحبٌ بمشاركة قوى الحشد الشعبي. وهنا فإن العديد من الأسباب قد تقف وراء ذلك. ولعل أهمها، هو السعي الدؤوب والذي لا يُعتبر جديداً، لإبعاد الحشد الشعبي عن معركة الموصل.
ولأن الوتر المذهبي يمكن أن يكون الأكثر إيلاماً، فإن أتباع السياسة الأمريكية والإملاءات الخارجية، يعملون على تعزيز وتأجيج الطابع المذهبي لمشاركة الحشد. وهنا فإن المُضحك المُبكي في البيان، إعازة السبب لعدم تأجيج المعركة مع داعش كي لا تأخذ بُعداً طائفياً. وهو ما يؤكد على وجود النكهة الطائفية والمذهبية والتي تُعتبر صنعاً أمريكياً.
ولعل مسألة إظهار داعش كطرفٍ يقاتل فئةً دون أخرى، يُعتبر من أكثر الأمور فظاعة. فالعراق شكل نموذجاً لإستهداف داعش لجميع الأطراف، مسلمين(سنة وشيعة)، ومسيحيين. مما يعني بأن حرب داعش تعتبر أداةً سياسية، وليست طائفية. فلماذا يسعى البعض لترويجها وكأنها طائفية؟
من جهةٍ أخرى، إن الحشد الشعبي لا ينتمِ لطائفةٍ أو مذهب. بل هو عبارةٌ عن مجموعة لجانٍ شُكلت من كافة العراقيين. ومن الطبيعي أن يكون أغلبه من الطائفة الشيعية، كون التوزيع الطائفي في العراق، يُعتبر شيعياً بأكثريته. فيما شهدت التجربة، والمعارك التي قادها الحشد، إنتصاراتٍ عديدة، كانت بسبب وحدة العراقيين جميعاً.
بناءاً على ما تقدم، يمكن استنتاج التالي:

يسعى هؤلاء – والذين هم في الحقيقة نُدرة في العراق – الى تهميش دور الحشد الشعبي و يحاولون إحياء دور التحالف الأمريكي. وهنا فإذا سلَّمنا فرضاً بعدم مشاركة الحشد، فهل أثبت التحالف الدولي قدرته على محاربة الإرهاب في العراق؟ ألم تتأخر العديد من العمليات بسبب دعم واشنطن العلني وعبر الجو، للتنظيمات الإرهابية؟ ألم تقصف واشنطن العديد من الأهداف المدنية والبعيدة عن مسار العمليات؟
من جهةٍ أخرى، فإن محاولات ضرب وحدة العراقيين، واللعب على الوتر الطائفي، هي الهدف الأساسي لهذه الفئة. فأمام تجربةٍ عسكريةٍ عريقةٍ في الميدان، قدمها الحشد الشعبي كنموذجٍ لوحدة العراقيين، يبدو واضحاً وجلياً أهمية مشاركة الحشد في معركة الموصل. بينما يمكن القول، بأن أهمية المعركة ورمزيتها، يمكن أن تكون السبب الأساسي في محاولة البعض منع مشاركة الحشد، إما لأنه يريد إطالة عمر وأمد الإرهاب، أو لأنه يريد التفرُّد في الإنجاز إن حصل.
إذن يقف العراقيون اليوم أمام واقعٍ خطيرٍ، يتصف بمحاولة إنقلاب البعض على الوحدة. فيما لن يستطيع أحدٌ منع قوةٍ كالحشد الشعبي من المشاركة. ولمن يقول بأن أهل الأرض أولى بالدفاع عنها، فهذا أمرٌ صحيح، لكن هل يريد هؤلاء استنزاف الشعب العراقي وإدخاله في معركةٍ من سفك الدماء؟ أم الأولى أن يُدير المعركة من أثبتت التجربة أنهم يمتلكون القدرة على إدارة الأرض والسماء؟ ولماذ يسعى هؤلاء لرهن مصير الشعب العراقي للخارج لا سيما واشنطن؟ أسئلة برسم “أسامة النجيفي” ومن خلفه…
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق