التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

الدول الخليجية … حصان طروادة للكيان الاسرائيلي 

إنّ الکیان الاسرائیلي یدير ویقيم علاقات حساسة مع عدد من الدول الخلیجیة من تحت الطاولة، وهو الآن بصدد نقل هذه العلاقة الى العلن، و”نتنياهو” قال بأنّ “إسرائيل” لن تقبل أن تبقى علاقاتها بمشيخات النفط والكاز سرية، بل يجب أن تکون العلاقات علنياً وموثقاً وموقعاً من الشهود، ومهندس تطبيع العلاقات مع العديد من الدول العربية وبالذات الخليجية منها هو “دوري غولد مدير” عام وزارة الخارجية للکیان الإسرائیلي.

بحرین

أثارت قضية علاج أميرة بحرينية في الكيان الصهيوني جدلًا كبيرًا على الساحة العربية، حيث يرى مراقبون أنه نوع جديد من الخيانة والتطبيع مع الاحتلال، خاصة أن غالبية العمليات العلاجية لا یمررها الکیان الإسرائيلي من دون صفقة، فعلاج جرحى المعارضة السورية جاء كما أعلن وزير الحرب الإسرائيلي “موشيه يعالون”، في إطار أن تقدم تل أبيب المساعدات الطبية والإنسانية لجرحى المعارضة، مقابل إبقاء الإرهابيين بعيدًا عن إسرائيل.

الصفقة الخليجية – الإسرائيلية تم تمريرها بغلاف علاجي لإضفاء لمسة إنسانية عليها، في محاولة للتمهيد للتقارب البحريني الإسرائيلي الذي كشف عن أبعاد أخطر تشمل بلدانًا خليجية وإسلامية، حيث تلقى نائب وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، “أيوب القرا” مؤخرًا دعوة من البحرين لزيارة الخليج أو دولة ثالثة، بهدف البحث في قضية تعزيز التعاون بين الکیان الإسرائيلي والدول العربية السنية، وفق تعبير موقع تايمز أوف إسرائيل.

وكشف الوزير الصهيوني أن الدعوة البحرينية جاءت على خلفية تدخل الکیان الاسرائیلي في مسألة تأمين العلاج لأميرة من الأسرة الحاكمة بالبحرين، في مركز “رمبام” الطبي بمدينة حيفا عام 2010، فرغم أنها تلقت دعوة للخضوع لعملية جراحية بالولايات المتحدة، إلَّا فضلت أن تتلقى العلاج في الكيان الاسرئیلی.

اختيار الأميرة البحرينية بالعلاج في إسرائيل دون سواها يؤكد أن التطبيع الخليجي الإسرائيلي بات على المكشوف وتحت غطاء الخطر الإيراني، حيث كشف الوزير “أيوب القرا” عن أن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية مهم جدًّا بالنسبة للإسرائيليين، مضيفًا أن التحالف يريد علاقات أقوى مع تل أبيب، مشددًا: نواجه المخاطر نفسها، إنّه الخطر الإيراني، لدينا أشياء كثيرة مشتركة اليوم.

وأكد القرا أنه التقى بمسؤولين من دولة خليجية صغيرة، وينوي استغلال الفرصة لتعزيز التحالف غير الرسمي بين إسرائيل والدول العربية السُنية في المنطقة، مما يشير إلى أن هناك علاقات غير رسمية ستحاول تل أبيب إظهارها للعلن.

السعودية

التغيرات الأخيرة التي أجراها الكيان الصهيوني في جهاز الموساد كان هدفها تعزيز ملف التطبيع مع الدول العربية، حيث قالت صحيفة يديعوت أحرونوت: تعيين “كوهين” يساعد في مواجهة العزلة السياسية التي تعاني منها إسرائيل مؤخرًا، فضلًا عن أهمية استغلال الفرص، ذلك أنه ليس سرًّا أن دولًا عربية وإسلامية لديها مصالح مشتركة قوية في أكثر من مجال مع الکیان الاسرائیلی، وهذه الدول غير مستعدة لإقامة علاقات علنية وتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل إيجاد تسوية للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.

تقرير الصحيفة الصهيونية يفسر محاولة السعودية قبل أيام لإحياء محادثات السلام بين الفلسطينيين والكيان الغاصب، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري”، 8 فبراير الجاري؛ إن نظيره السعودي “عادل الجبير” أكد له استعداد الرياض لتحريك مبادرة السلام العربية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإجراء تعديلات عليها سعيًا لتحقيق حل الدولتين.

ورغم عدم وجود حل للأزمة الفلسطينية إلَّا أن مواقف الرياض وتل أبيب باتت تصل إلى حد التطابق في ملفات عديدة، كالملف السوري وحزب الله والاتفاق النووي الإيراني، كما أن التحالف الاستراتيجي بين السعودية وتركيا قصر المسافة بين السعودية وإسرائيل، فتركيا بدأت بإعادة تحالفها الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني بعد التوصل إلى اتفاق مع تل أبيب يستثني مسألة رفع الحصار عن غزة.

قطر

بعد مرور سنتين على وصف “خالد بن محمد العطية”، وزير الخارجية القطري السابق، علاقة بلاده مع الکیان الإسرائیلي بالأخوة، تم تعيين “العطية ” وزيرًا للدفاع، فعدم عزل العطية بعد هذا التصريح وترقيته إلى منصب عسكري يشرف على الأمن الوطني، مؤشر على أن قطر لا تمانع في التقارب مع الكيان، خاصة أنها تحتوي على أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط.

تقارب قطر مع تركيا التي أضحت على ما يبدو عرّابة إسرائيل في المنطقة يسير في هذا النهج، حيث قررت تركيا بناء قاعدة عسكرية في قطر، كما استقبل الثلاثاء الماضي رئيس هيئة الأركان التركية “خلوصي أكار”، وزير الدفاع القطري بالعاصمة التركية أنقرة.

الحديث عن قوة العلاقات بين قطر والكيان الإسرائیلي أكده تقرير لموقع “ديبكا” مؤخرا، قائلًا إن “محمد العمادي” سفير قطر في قطاع غزة وهو سفير الدوحة لدى تل أبيب في حقيقة الأمر، مشددًا على قوة العلاقات التي تجمع السفير القطري بوزير الدفاع الإسرائيلي.

الإمارات

دخلت العلاقات الإماراتية الإسرائيلية مؤخرًا منعطفًا خطيرًا عبر افتتاح ممثلية تابعة للكيان الصهيوني في أبو ظبي، والمشكلة أن هذا التطور لم يكن وليد اللحظة، حيث قالت “هآرتس”: إن الاتصالات بشأن فتح الممثلية بدأت بشكل سري منذ سنوات، كما أن هذه الفكرة دفعت إسرائيل في عام 2009 إلى دعم إقامة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبو ظبي وليس بألمانيا. وبذلك تكون إسرائيل الكيان الوحيد الذي سيكون له تمثيل دبلوماسي خاضعة لوكالة الطاقة المتجددة التابعة للأمم المتحدة، ما يمكنها من التواجد الرسمي والمكشوف بالإمارات الأمر الذي لم يكن مقبولًا قبل ذلك.

الزيارة السرية التي قام بها وزير الطاقة الصهيوني “يوفال شتانتز” الى أبو ظبي من اجل افتتاح الممثلية للکیان الإسرائیلي في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “ايرينا”، هي خطوة أولى على الطريق الذي قد يوصل البلدين إلى إقامة علاقة دبلوماسية كاملة ولكن هذا بعيد الآن بعض الشيء على الأقل عن العلن، مكتب أيرينا سيمثل فرصة جيدة لـلکیان الإسرائیلي لكي تضفي الشرعية على مواطنيها حال دخولهم الإمارات، وهو ما یسعى له الکیان خاصة مع تزايد الصفقات التجارية بين الجانبين.

وفي حين يقول المكتب المركزي للإحصاء في الکیان الإسرائیلی أن تل أبيب تصدر ما قيمة 5.3 مليون دولار من السلع إلى الإمارات، و إن الخبراء یقولون إن الرقم أكبر من هذا بكثير.

ويقول الدكتور “ناحوم شيلوه” الخبير في دول الخليجیة واقتصادها، “التجارة الكبيرة الحادثة بين إسرائيل والإمارات ليست عبر التصدير المباشر، ولكن يجرى القيام بها عبر شركات خاصة تملك فروعاً في الخارج، وإسرائيل لا تعتبر دول الخليجیة ضمن الدول المعادية وبالتالي يسمح لـ”الإسرائيليين” بعقد صفقات تجارية معهم بحرية”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق