التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 5, 2024

عندما تكشف قضية نبل والزهراء زيف الادعاءات الانسانية للغربيين 

تحرير بلدتي نبل والزهراء وفك الحصار عنهما لم يبد المتشدقون بحقوق الانسان فرحتهم ازاء ما حصل والجميع يعلم كيف اقام هؤلاء الدنيا واقعدوها بسبب ما يقال عن حصار بلدة مضايا التي يطوقها الجيش السوري وحزب الله.

وقبل شهرين من الان قامت وسائل الاعلام العالمية التي تقع غالبا تحت نفوذ الجهات الصهيونية والسعودية بنقل صور وافلام مثيرة للشفقة عن اشخاص اصابهم الضعف بسبب الجوع وادعوا ان هذه الصور تعود لمدينة تسمى مضايا وهي في محافظة دمشق والتي يسيطر عليها السلفيون التكفيريون في جماعة احرار الشام وجبهة النصرة والجيش الحر والتي يحاصرها الجيش السوري وحزب الله في اطار عمليات القلمون الكبيرة.

وقد اثيرت ضجة اعلامية كبيرة بسبب هذه الصور واصبحت في مقدمة اخبار وسائل الاعلام العالمية وجرى الحديث حولها في وسائل التواصل الاجتماعي وقامت المؤسسات الدولية مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية بادانة حصار مضايا بشدة قائلين ان مشاعرهم الانسانية تدفعهم نحو ابداء الرد على ما يجري في مضايا.

وبعد ثبوت زيف هذه الصور والافلام التي كانت تعود لمكان وزمان آخرين انكشفت ادعاءات المتشدقين بحقوق الانسان وثبت ان كل هذه الضجة كانت من اجل التغطية على التقدم الاخير الذي احرزته الحكومة السورية والقوات السورية والضغط على النظام السوري لكي يقدم تنازلات لمعارضيه لكن فك الحصار عن نبل والزهراء سلط الضوء مرة اخرى على المعايير المزدوجة للغرب والوجه الحقيقي للمتشدقين بحقوق الانسان اكثر من ذي قبل.

عندما استطاعت القوات السورية بمؤازرة حلفائها فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء وانهاء حصار فرضته الجماعات السلفية والتكفيرية على هاتين البلدتين لم يفرح المتشدقون بحقوق الانسان بل انهم ابرزوا غيظهم وغضبهم من هذا الامر بشكل علني وسعوا مرة اخرى الى قلب الحقائق.

ولم تتطرق كافة التقارير التي نشرتها وسائل الاعلام الغربية حول انهاء حصار بلدتي نبل والزهراء الى بقاء سكان هاتين البلدتين لـ 3 سنوات تحت حصار اخطر الجماعات الارهابية في العالم اي جبهة النصرة وهي الفرع السوري لتنظيم القاعدة والتي تعتبر تنظيما تكفيريا لايتردد في ابادة باقي الاقليات واذا كانت نبل والزهراء سقطتا في يد هؤلاء لكنا شهدنا مجازر يذبح فيها آلاف الاشخاص.

ومن دون ان تشير الى الاوضاع الانسانية المتردية في نبل والزهراء، قالت صحيفة واشنطن بوست “ان تحرير هاتين البلدتين يمكن ان يؤدي الى ازمة انسانية جديدة، ان عجز الامم المتحدة عن ايصال المساعدات الى البلدات التي تحاصرها القوات الحكومية يعتبر عائقا كبيرا امام الحوار السياسي الذي وصل الى طريق مسدود، ان محاصرة حلب التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة تؤدي الى قطع اتصال مئات آلاف الاشخاص الذين يعيشون هناك مع الخارج بشكل كامل، ان المنظمات الانسانية تقول بأن الغارات الجوية قد تسببت بتعليق عمليات الاغاثة في المناطق الحدودية مع تركيا”.

اما المحلل والصحافي الالماني جليان روبك، ومن دون اشارة منه الى فك الحصار عن آلاف الاشخاص في نبل والزهراء، كتب على صفحته في تويتر “ان الطريق الحيوي الذي يربط تركيا بحلب قد انقطع وان مصير قرابة مليون مدني هناك بات في اوضاع سيئة”.

وهذا يعتبر غيضاً من فيض ردود افعال وسائل الاعلام الغربية على تحرير نبل والزهراء، حيث لم تستطع هذه الوسائل الاعلامية اخفاء غضبها من تحرير آلاف الابرياء.

ان سياسات الازدواجية هذه قد اصبحت مفضوحة امام الجميع وواجهت ردود افعال قوية في شبكات التواصل الاجتماعي وقد كتب احد المشاركين في الشبكات الاجتماعية على صفحته “عندما اثاروا الضجة للتمهيد لتقسيم العراق وسوريا نادوا باسم كوباني عاليا واقاموا الدينا واقعدوها لكنهم يخرصون عندما يتعلق الامر بأماكن أخرى”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق