التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أبريل 27, 2024

بريطانيا .. كيف تورطت في مجازر اليمن؟ 

تسبب العدوان السعودي على اليمن بحدوث إحدى اكبر الكوارث الانسانية فمع مضي 10 اشهر على بدء هذا العدوان هناك ملايين البشر من المحاصرين والجائعين الذين يتعرضون للقصف الجوي وآلاف الشهداء والجرحى، واذا اراد المرء ان يبحث عن المشاركين في هذه الجريمة الكبرى فهناك جهات دولية عديدة لكن الدور البريطاني في هذا العدوان يرتقي الى مستوى المشاركة الفعلية المباشرة وغير المباشرة من جميع النواحي.

ومع مرور كل يوم على هذه الحرب يظهر الدور البريطاني بشكل اكبر فموقع شبكة سكاي نيوز السابعة قد كشف مؤخرا أن 6 خبراء عسكريين بريطانيين يتعاونون مع الجيش السعودي في حربه باليمن من خلال مساعدتهم بتحديد أماكن يهاجمون فيها اليمنيين فيما قالت وزارة الدفاع البريطانية إن موظفين من بريطانيا كانوا “يوفرون النصح والتدريب من أجل ممارسة تقنيات الاستهداف بشكل أفضل.”

وتعليقا على ما ذكرته سكاي نيوز قال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية إن الجيش البريطاني ليس مشاركا بشكل مباشر في عمليات التحالف السعودي الذي تقوده السعودية، وأضاف أن بريطانيا توفر النصح والتدريب للسعودية من أجل ممارسة تقنيات الاستهداف بشكل أفضل وأشار “نحن نساند القوات السعودية في الترتيبات القائمة من قبل ومنذ مدة طويلة وسننظر في أي طلبات جديدة”.

وكان مدير هيومن رايتس في بريطانيا، ديفيد ميفام قد قال لسكاي نيوز ايضا إن المنظمة أدانت مشاركة بريطانيا في الحملة السعودية باليمن، وأنها أصدرت تقارير القت الضوء فيها على أمور قدترقى الى جرائم الحرب.

ومن جهة اخرى تواجه بريطانيا انتقادات لبيعها اسلحة للسعودية، وهي التي أعلنت منذ فترة وجيزة عن أن حكومتها أجازت صفقة أسلحة ومقاتلات بقيمة 5.6 مليار جنيه استرليني، وفي هذا الصدد قالت الصحفية البريطانية المستقلة ايفنا كريغ في تقرير نشر في موقع الاندبندنت في 20 ديسمبر الماضي ان بريطانيا تشارك في حرب بالشرق الاوسط لايتم الحديث عنها بشكل واسع حيث تقوم لندن ببيع الصواريخ والمقاتلات للسعوديين في حرب اليمن المستمرة منذ 9 اشهر وقد زودت لندن الرياض بألف قنبلة في الأشهر الستة الاولى من عام 2015 وهذا خرق فاضح للقوانين الانسانية الدولية.

اما جريدة غارديان البريطانية فقد كتبت ايضا ان الحكومة البريطانية منحت الاذن بتصدير شحنات الاسلحة الى السعودية 37 مرة منذ بدء العدوان السعودي على اليمن لكنها امتنعت عن اخبار مجلس العموم بنوعية هذه الاسلحة.

ورغم سعي حكومة ديفيد كاميرون على اخفاء دعمها للسعودية او تبريره لكن فظاعة الجرائم السعودية في اليمن والتورط الامريكي والبريطاني انطق حتى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون (المنحاز للغرب دوما) ومنظمات حقوق الانسان والبرلمان الاوروبي فقد اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش التحالف العربي بقيادة السعودية، باستخدام قنابل عنقودية فوق أحياء سكنية في اليمن، ما يشكل جريمة حرب، وتضمن تقرير المنظمة، صورة لجزء من تغليفة “قنبلة عنقودية” من طراز “سي بي يو-58” قال إنها تظهر أن القنبلة تم تصنيعها في ولاية “تينيسي” الأمريكية في عام 1978، وتابع تقرير المنظمة “أن القنابل العنقودية سقطت فوق أحياء سكنية في صنعاء، وخلفت في مبان سكنية عدة فجوات، تشير إلى انفجار العديد من القنابل الصغيرة” واضاف التقرير “أن الطبيعة العشوائية للذخائر العنقودية، تجعل استخدامها انتهاكا خطيرا لقوانين الحرب”.

وقال مدير برامج الأسلحة لدى “هيومن رايتس ووتش” ستيف جوس: إن “استخدام قوات التحالف المتكرر لقنابل عنقودية في وسط مدينة مزدحمة، يدل على نية لإيذاء المدنيين، وهو جريمة حرب”.

وتسببت هذه الجرائم التي تساهم فيها بريطانيا وامريكا بتحرك ناشطين بريطانيين لرفع شكاوى ضد الحكومة البريطانية بعد مضي 10 أشهر من بدء العدوان على اليمن، وقالت وسائل اعلام بريطانية ان هؤلاء الناشطين سيقدمون شكوى ضد وزارة التجارة البريطانية التي اجازت بيع السلاح للسعودية.

وليس معلوما حتى الان كيف سيكون رد حكومة ديفيد كاميرون على هذه الضغوط التي تتعرض لها من قبل المنظمات الانسانية والحقوقية لكن ما هو واضح ان اليمنيين سوف لن ينسوا المشاركة البريطانية في الجرائم السعودية التي ارتكبت بحقهم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق