التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, يونيو 2, 2024

السعودية والقاعدة.. الغاية تبرر الوسيلة والضرورات تبيح المحظورات 

 منذ بدء العدوان السعودي – الامريكي على اليمن قبل نحو خمسة أشهر أثيرت الكثير من التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين النظام السعودي وتنظيم (القاعدة) الارهابي الذي اتهمته الرياض قبل حوالي ست سنوات بمحاولة اغتيال ولي العهد السعودي الحالي محمد بن نایف. 

كما اثير جدل واسع حول طبيعة علاقة النظام السعودي بتنظيم الاخوان المسلمين في اليمن والذي كانت الرياض تتهمه أيضاً بالارهاب. 

 

ويمكن الاشارة الى هذه التساؤلات على النحو التالي:

١ – هل أن علاقة السعودية مع القاعدة والاخوان المسلمين في اليمن هي علاقة مصالح مؤقتة أم علاقة مبادئ؟! وبتعبير آخر هل هذه العلاقة تعبر عن اسلوب تكتيكي من أجل تحقيق أهداف محددة في الظروف الراهنة التي تمر بها الازمة اليمنية ومن بينها كيفية اعادة الرئيس المستقيل والهارب (عبد ربه منصور هادي) الى السلطة في اليمن، أم انها تهدف الى تحقيق شيءٍ آخر؟

٢ – ما هو تأثير العلاقة الحالية بين الرياض والقاعدة والاخوان المسلمين في اليمن على مستقبل العلاقات بين نظام آل سعود والادارة الامريكية باعتبار أن الاخيرة وكما هو معلوم تتهم (القاعدة) بأنه أحد أخطر التنظيمات الارهابية التي تهدد الأمن القومي الامريكي؟ 

هنا لابد من الاشارة أيضاً الى أن التحالف بين الرياض والاخوان المسلمين في اليمن أثار سخط القيادة المصرية وتحديداً شخص الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يتهم الاخوان بأنهم يشكلون تهديداً مباشراً للأمن المصري والمشاركة بإثارة الاضطرابات في البلاد ويصفهم بأنهم المصدر الرئيس لتجنيد العناصر الارهابية التي تنشط في الوقت الحاضر في تنفيذ عمليات ارهابية في مصر خصوصاً في شبه جزيرة سيناء شمال شرق البلاد. 

 

للاجابة عن هذه التساؤلات لابد من تبيان الحقائق التالية: 

  1. ظهرت العلاقة بين القاعدة وعبد ربه منصور هادي المدعوم من قبل السعودية بشكل واضح جداً خلال محادثات مؤتمر جنيف التي عقدت تحت رعاية الامم المتحدة في منتصف شهر مايو/آيار من العام الجاري بهدف ايجاد تسوية للأزمة اليمنية والتي فشلت لأسباب لايسع المجال لذكرها هنا.

ففي فضيحة ذات دلالات خطيرة، كُشف النقاب حينها أن أحد أعضاء وفد مؤتمر الرياض (الذي يقوده عبد ربه منصور هادي) إلى جنيف مطلوب على لائحة الارهاب الأمريكية بتهم مختلفة .

وبحسب المعلومات المتوفرة فإن (عبد الوهاب الحميقاني) اسم معروف في عالم الارهاب التكفيري وفي اوساط جماعات تنظيم “القاعدة” على مستوى العالم، وهو مدرج أيضاً على لوائح الارهاب الامريكية منذ العام ٢٠١٣ بتهمة دعم الإرهاب وتمويل تنظيم القاعدة( فرع الجزيرة العربية).

 ٢ – كانت السعودية تعلن وباستمرار قبل شنها العدوان على اليمن بأن تواجد تنظيم القاعدة في اراضي هذا البلد يشكل تهديدا مباشراً لأمنها. 

٣- اعتمدت السعودية منذ بدء عدوانها على اليمن في ٢٦ آذار/مارس الماضي استراتيجية جديدة في دعم حزب (التجمع اليمني للإصلاح) الجناح السياسي للاخوان المسلمين في اليمن والذي ينشط بشكل خاص في محافظة مأرب النفطية وذلك من خلال إغراء رؤساء بعض القبائل في هذه المحافظة وإقناعهم بالاصطفاف الى جانب هذا الحزب في اطار ما يسمى تحالف قبائل اليمن (حاشد) الذي يتزعمه علي محسن الاحمر أحد مؤسسي حزب (التجمع للإصلاح) الذي تشكل عام ١٩٩٠. وتجدر الاشارة الى أن الاحمر تربطه علاقات قوية مع النظام السعودي منذ زمن بعيد وشغل منصب مستشار عسكري وأمني في حكومة عبد ربه منصور هادي

 

وثمة تساؤل آخر يبدو ضرورياً وجوهرياً في هذه المرحلة لمعرفة حقيقة وطبيعة العلاقة بين النظام السعودي مع القاعدة والاخوان المسلمين في اليمن هو: هل سيترك تنظيم القاعدة هدفه المعلن والذي كان يصر عليه في السابق – قبل بدء العدوان على اليمن – والمتمثل بمحاولة اسقاط نظام آل سعود؟ وفي مقابل ذلك هل ستطمئن حكومة الرياض لعلاقاتها مع هذا التنظيم وهي تعلم أنه يسعى لاسقاطها منذ سنوات؟ أم أن كلا الجانبين لا يثق بالآخر ويعلم علم اليقين بأن تحالفه معه هو تحالف مؤقت سينتهي بإنتهاء الازمة في اليمن وحينها سيعود كل منهما الى هدفه في كيفية القضاء على الطرف الآخر بأي وسيلة ممكنة، سيما وأن الطرفين يعتمدان ذات السياسة (الغاية تبرر الوسيلة) حتى وإن إقتضى الأمر التحالف مع عدو الأمس وفقاً لقاعدة (الضرورات تبيح المحظورات). 

من خلال هذه التساؤلات والحقائق التي بيّناها فيما سبق يمكن الاستنتاج بأن علاقة السعودية بالقاعدة (فرع الجزيرة العربية) وبالاخوان المسلمين في اليمن لايمكن أن تكون علاقة مبادئ أبداً، بل هي علاقة عابرة تهدف في الحقيقة الى تحقيق مصالح مؤقتة لمواجهة خصم مشترك تقوده حركة انصار الله في اليمن، بهدف إعادة عبد ربه منصور هادي الى سدة الحكم بدعم سعودي – أمريكي. لكن ومن خلال قراءة التطورات الميدانية والصمود الباهر الذي أبداه الشعب اليمني والانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش اليمني واللجان الشعبية الثورية التابعة لانصار الله يبدو جلياً ان هذه الأُمنية ليست سوى أحلام عصافير لايمكن ترجمتها على ارض الواقع مهما حاولت الرياض والاطراف الحليفة لها في عدوانها المتواصل على هذا الشعب المظلوم.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق