التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

بعد أن تخلّت أمريكا عن العراق في حربه ضد الإرهاب، كيف ستتعامل موسكو مع بغداد عسكريا؟ 

 بعد مرور أكثر من عام علی دخول الارهاب الی مختلف المناطق العراقية، لاتزال أمريكا وبحجج واهية تمتنع عن دعم العراق عسكريا، بالرغم من المعاهدة الأمنية التي تربط البلدين والتي تلزم واشنطن بدعم بغداد في مثل هذه الحالات. حيث أن العراق أعلن مرارا وتكرارا أنه يحتاج الی دعم عسكري فوري، لكن العالم وكأنه لم يسمع هذه الإستغاثة من قبل العراق، وتمتنع واشنطن عن تسليمه السلاح الذي يحتاجه وفقا لإتفاقية أبرمتها الحكومة العراقية مع أمريكا خلال الاعوام الماضية، مثل هذا التماطل من قبل واشنطن جعل بغداد تبحث عن حلفاء جدد، لتزويدها بالسلاح، من ضمنهم روسيا، فكيف ستتعامل موسكو تجاه تطلعات العراق العسكرية لمحاربة الإرهاب؟

 

فبعدما إمتنعت واشنطن عن تسليم العراق ما يحتاجه من سلاح لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، اضطرت الحكومة العراقية لإيفاد وزير دفاعها «خالد متعب العبيدي» الی روسيا خلال الأيام الماضية، حيث أعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان أن زيارة وزير الدفاع العراقي تأتي “انسجاما مع توجهات الحكومة العراقية ورؤية القائد العام للقوات المسلحة وسياسة وزارة الدفاع بتنويع مصادر تسليح الجيش وإعادة بناءه والارتقاء بجاهزيته القتالیة في جميع المجالات”. وأعلن وزير الدفاع العراقي قبل توجهه الی روسيا أن “علاقات الصداقة والتعاون بين العراق وروسيا ستشهد تطورا هاما في المرحلة المقبلة وخاصة في ميادين التعاون العسكري بما يخدم مصالح البلدين الصديقين ويعزز الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب”. وتأتي هذه الزيارة من قبل وزير الدفاع العراقي إستمرارا للتعامن العسكري المشترك بين العراق وروسيا، حيث وقعت بغداد عام ٢٠١٤ عقدا وصلت قیمته الإجمالیة الی ٤.٢ مليار دولار، لإستيراد السلاح المتطور من موسكو، من ضمنه مروحيات حربية من طراز “مي-٣٥ ” و”مي-٢٨”.

 

وقد حاول العراق الحصول علی الاسلحة التي يحتاجها لمقاتلة الجماعات الإرهابية في عام ٢٠١٤ من روسيا بعد إمتناع واشنطن عن تزويده بهذه الأسلحة، حيث أعلنت “الهيئة الفدرالیة الروسية للتعاون العسكري التقني” أن العراق، مثل ثاني أكبر دولة في مجال صادرات السلاح الروسي خلال هذا العام بعد أن حلت الهند في المرتبة الاولی لاستيراد السلاح من روسيا. وبحسب المعلومات العسكرية التي نشرتها المراكز العسكرية الروسية، فان موسكو زودت العراق عام ٢٠١٤، بمنظومة قاذفة لهب ثقيلة و٦ مروحيات من نوع “مي-٢٨” و١٠ مروحيات من نوع “مي-٣٥” و١٠ طائرات من طراز “سو-٢٥”، بالإضافة إلى ذلك بدأت روسيا تسليم بغداد منظومات دفاع جوي أرض – جو من نوع “بانتسير إس١” وصلت قيمتها الاجمالیة الی ١.٧ مليار دولار أمريكي.

 

وفي ختام زيارة العبيدي الی روسيا أفادت وزارة الدفاع العراقية بأن العبيدي “شكر روسيا على استجابتها السريعة وللمساعدة التي قدمتها للعراق وجيشه من أجل محاربة الإرهاب”. وكان معاون الرئيس الروسي فلاديمير كوجين، قد أعلن في وقت سابق أن روسيا ستواصل التعاون العسكري مع العراق وسيبلغ حجم صادرات السلاح الروسي الی العراق مئات الملايين من الدولارات خلال الفترة القادمة.

 

ويری متابعون أنه من حق العراق أن يستبدل روسيا مكان أمريكا والدول الغربية لتأمين إحتياجاته من السلاح لضمان إستمرار تقدمه في الحرب علی الإرهاب، بعد أن تخلت عنه واشنطن والعواصم الغربية، التي تدعي زورا وبهتانا أنها تدعم الحكومة العراقية في حربها ضد الإرهاب. حيث اوجدت هذه التطورات فرصة ثمينة الیوم لروسيا لكي تكون المزود الأول للعراق في مجال السلاح، لكن حتی إن أخلّت موسكو في التزاماتها العسكرية تجاه بغداد، فان العراق يمتلك حلفاء آخرين وعلی رأسهم إيران، ستزوده بما يحتاجه من سلاح لمواصلة قتاله ضد الإرهاب. وكما دعمت طهران الجيش العراقي من خلال مستشاريها العسكريين المتواجدين داخل جبهات القتال في العراق، فانها علی أتم الإستعداد لتزويد العراق بما تنتجه من سلاح داخل البلاد.

 

وأخيراً عرف الشعب العراقي بعد أن تخلّت عنه أمريكا في معركة الإرهاب، أنه لا يمكن التعويل علی معاهدات واشنطن الأمنية في المجالات العسكرية والامنية، خاصة في حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي، وعلیه البحث عن أصدقاء جدد ليحلّوا مكان واشنطن مثل موسكو، بالاضافة الی تنمية علاقاته العسكرية مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية التي أثبتت أنها تقف الی جانب الشعب العراقي في الشدة والرخاء.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق