التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 20, 2024

الاعتراف الإسرائیلي بتوقف معالجة جرحی جبهة النصرة 

إعتراف مذيّل بالإحراج. هكذا يمكن وصف ما ورد من ردّ على لسان ضابط كبير في هيئة الاركان العامة للجيش الإسرائيلي حول كلام للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكّد فيه أنّ الكيان الإسرائيلي يقدم المساعدة للمسلحين في سوريا ويستقبل الجرحى في المستشفيات الإسرائيلية. فبعد عشرة أيام على كلام السيد نصر الله إعترف الضابط في حديث الى موقع “واللا” أنّ الكيان الإسرائيلي إستقبل مسلحين عبر حدوده. وحاول الضابط التهرب من الإتهامات الموجهة إلى كيانه بالقول “إن بعض الأفراد من جبهة النصرة تمكنوا من التسلّل إلى “إسرائيل” لتلقي العلاج الطبي، وتوقف ذلك في الشهر الأخير.” وأضاف “إن اقترب أشخاصٌ من الجدار ليسوا من المواطنين العاديين، سيتم علاجهم ميدانياً إنما لن يتم إدخالهم إلى المُستشفيات الإسرائيلية”. 

 

فبوضوح وصراحة أكّد الضابط الإسرائيلي كلام السيد نصرالله وقدّم إعترافاً لا لبس فيه على تقديم الكيان الإسرائيلي المساعدة لجرحى المجموعات الإرهابية وخاصة جبهة النصرة. فالوثائق والتقارير والأدلة المصورة كلها تؤكد ذلك ولا يمكن نفيه. فلا معنى للقول إنّ المسلحين تسلّلوا فذلك إستخفاف بعقول الناس، والعالم كله يعلم أنّ الكيان الإسرائيلي من أكثر الكيانات مراقبةً وتحصيناً “لحدوده”، ولكن الإحراج يستوجب من الضابط الإسرائيلي “نفي المؤكّد على لسانه”!  

 

وقال الضابط الإسرائيلي إن “من المهم بالنسبة إلي أن أشدّد هنا على ان العلاج الطبي لمقاتلين من جبهة النصرة قد توقف في الشهر الماضي، وان هناك اجراءات تحقيق تجري على الحدود، لمنع نقلهم الى المستشفيات الاسرائيلية.” وشرح الضابط سياسة المساعدة الطبية “الجديدة” للجرحى في سوريا، مشيراً الى ان “الجيش الاسرائيلي يسمح فقط بنقل الجرحى المدنيين الى المستشفيات الاسرائيلية، وذلك بعد التحقق من هوية الجريح”. واضاف انه “إذا وصل الى الحدود جرحى ليسوا بمدنيين، فسيعالجون على الحدود من دون نقلهم الى المستشفيات”. 

 

وفي هذا السياق قالت مصادر عسكرية اسرائيلية إنه “تقرر في الجيش وقف هذه السياسة، تجاه تنظيم القاعدة تحديداً، ومنع معالجة الجرحى من هذا التنظيم. ففي حديث للإذاعة العبرية قبل أمس، أشارت المصادر إلى أن المؤسسة الأمنية غيّرت سياستها المتبعة تجاه تقديم العلاج الطبي للجرحى من التنظيمات المسلحة، مع إدراكها أن عدداً كبيراً من مسلحي القاعدة عولجوا في المستشفيات الإسرائيلية في الماضي”. ما يؤكد كلام السيد نصر الله.

 

والقرار الإسرائيلي الجديد، كما تشير المصادر نفسها، ينص على منع إدخال أي جريح من المسلحين إلا بعد التأكد من هويته ومن هوية التنظيم الذي ينتمي إليه، وفي ضوء نتيجة التحقيقات التي ستجري على الحدود، يتقرر منعه ورده إلى الأراضي السورية، أو نقله إلى المستشفيات الإسرائيلية .

 

ومن جانب آخر أفاد موقع “واللا” إلى أن الأيام الأخيرة شهدت زيادة في حدة المعارك والهجمات المتبادلة في الجنوب السوري، وتحديداً بالقرب من مدينة القنيطرة وبلدتي حضر وخان أرنبة، مشيراً إلى أن الوحدات الطبية التابعة للجيش في قيادة المنطقة الشمالية واصلت تقديم المساعدة الطبية للجرحى الذين يصلون إلى الحدود، وعدد من الجرحى نقلوا إلى المستشفيات الإسرائيلية لتلقي العلاج. وبحسب الموقع، فإن حادث الإسعاف في مجدل شمس وقتل الجريح السوري من قبل متظاهرين في الشهر الماضي، دفع الجيش إلى تعزيز أمن الطواقم الطبية التي تنقل الجرحى، وأي حادثة استثنائية لم تسجل من حينه بعد حملة الاعتقالات في البلدة ممن شاركوا وحرضوا على مهاجمة الإسعاف العسكري .  

 

وكانت القناة الإسرائيلية الثانية قد بثت تحقيقاً تحت عنوان “يعبرون الحدود” يتضمن شهادات نادرة لجرحى المجموعات المسلحة التي تقاتل في سوريا الذين يتلقون العلاج في المستشفيات الإسرائيلية . وحضر مراسل القناة إلى المستشفى المعني وهو خاص بإستقبال الجرحى المقاتلين دون غيرهم حتى لا يطّلع أحدٌ على أحوالهم. فبحسب التحقيق أكثر من ١٦٠٠ جريح تلقوا العلاج في الكيان الإسرائيلي حتى الآن حيث يتكفل الجيش الإسرائيلي يومياً بنقلهم عبر الحدود مع سوريا. 

 

وقام معدّ التحقيق خلال مقابلته للجرحى بطرح عدد من الأسئلة عليهم كان أبرزها العلاقة مع الكيان الإسرائيلي حيث أبدى الجرحى الود والمحبة “لإسرائيل” ورفض الجرحى المقالة التي كانت يقولها العرب والمسلمين بأن “إسرائيل” عدو العرب والمسلمين، بل صرحوا أنها أصبحت الصديق الأقرب لهم واثنوا على دورها واحتضانها لهم .

 

ورداً على سؤال ماذا تفعل إذا أسرت مدنيين من طوائف ومذاهب مختلفة، كان العلويون والدروز والشيعة، لا اليهود، هم هدف القتل الأول الذي يأمل هؤلاء الجرحى الشفاء سريعاً من أجل تنفيذه . ويبدو أنّ الكيان الإسرائيلي عرف جيدًا إستغلال ورقة جرحى المجموعات المسلحة الذين أصبحوا يكنون له الصداقة والود والولاء. 

 

ويسأل معدّ التقرير احد الإرهابيين٬ إذا امسكت علوياً ماذا تفعل؟ يردّ: اقتله.­ إذا امسكت درزياً؟ يردّ: حسب، ­إذا امسكت شيعياً؟ يرد: اقتل الشيعي. إذا امسكت يهودياً؟ يرد: قالوا لي اسرائيل عدوة سوريا٬ ولكني وجدت افضل معاملة هنا. وعلى سرير آخر، سوري يتحدث العبرية بعد أن تعلم بعض العبارات في فترة إقامته في المستشفى. ويُسأل جريح آخر عن السلام بين سوريا والکيان الاسرائيلي، يجيب الإرهابي٬ ان شاء الله٬ والله لقد احببناكم. يسأله اليهودي وباللغة العربية: عنجّد. يردّ عليه: عنجّد٬ هذه ليست مجاملة٬ رأينا معاملة الممرضين٬ الإسرائيليون جيدون معنا. يسأل آخر: مين احسن اليهودي أو الشيعي٬ يردّ: لا اليهودي. يقول له٬ عنجد، فيجيب: صدقني اليهودي. انت سوري من درعا تقول ذلك؟ يجيبه٬ نعم .

 

فالمستشفى الإسرائيلي الذي يعج بالجرحى بحسب التحقيق، يعج أيضاً بروايات قتال وقتل نفذها هؤلاء الذين قاتل بعضهم إلى جانب داعش وجبهة النصرة والجيش السوري الحر . عيون الجرحى مليئة بالكراهية لكن ليس تجاه الکيان الإسرائيلي الذي يرعاهم ويساعدهم بل يعودون إلى سوريا وقلوبهم مليئة بالودّ لهذا الكيان، وختم معدّ التقرير بالقول “يبدو أن إسرائيل عرفت جيداً كيف تحول عدو الأمس إلى صديق اليوم “.

 

فالضابط الإسرائيلي الذي ردّ متأخراً على كلام السيد نصر الله يعرف حق المعرفة أنّ كيانه هو الداعم الأوّل للمجموعات الإرهابية وأنّ محاولته الفاشلة للتعمية على الحقائق وإظهار أنّ كيانه لا يساعد الإرهابيين ليست سوى وضع الرأس في الرمال هرباً من الحقيقة التي مهما طمسوا شمسها فإنّ الكيان الإسرائيلي سيبقى علماً واضحاً من صانعي وداعمي الإرهاب في العالم.  

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق