التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 20, 2024

زيارة وفد المكونات السياسية اليمنية لمصر بعد عمان… رسائل ودلالات 

 تستمر المكونات السياسية اليمنية المشاركة في مؤتمر جنيف برئاسة عارف الزوكا فعاليتها من خلال إجراء زيارات لبعض الدول العربية، وآخر هذه الزيارات كانت لدولة مصر والتي سبقتها زيارة لدولة عمان. في مصر التقت المكونات السياسية اليمنية بنائب وزير الخارجية المصري نبيل العربي وعمرو موسى، هذه اللقاءات والزيارات تأتي في سياق المساعي التي يبذلها اليمنيون والممثلون للمكونات اليمنية لوقف العدوان والتجاوزات عليهم ورفع الحصار المفروض عليهم من قبل السعودية.

وفد المكونات السياسية والذي يضم ممثلين من كافة الأطياف اليمنية المختلفة وفي مقدمتها وفد المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي، ستستمر بزياراتها وفق برنامجها المقرر في الأيام القادمة والتي ستشمل كلاً من العراق والجزائر وغيرهما، كما وستركز في زياراتها على لقاء الشخصيات السياسية العربية الفاعلة والمؤثرة، هذه الزيارات التي تقوم بها المكونات السياسية اليمنية وبالإضافة إلى ما يمكن أن يترتب عليها من آثار إيجابية في إيقاف العدوان السعودي فإنها تحمل العديد من الرسائل الإيجابية التي تزيد من وضوح الموقف والوضع اليمني وتضع العدوان السعودي في دائرته ذات الطابع العدائي وتفشل المخططات الرامية إلى إظهار العدوان على أنه ذو طابع إنساني هدفه إسترجاع الشرعية وإلى ما هنالك من أهداف غير واقعية تؤيدها أعداد الشهداء والجرحى، وفي عرض موجز لبعض هذه الرسائل يمكن ذكر النقاط التالية:

شرعية وفد المكونات السياسية اليمنية:

مما لا شك فيه أن الوفد اليمني المفاوض في جنيف هو وفد مشكل من كافة الأطياف اليمنية على اختلاف إنتماءاتها وهذا ما يكسبها الشرعية والثقة، لتأتي هذه الزيارات واللقاءات التي ينظمها لبعض البلدان العربية وحفاوة الإستقبال الرسمي بمثابة شرعية له، واعتراف من قبل الدول المستقبلة بأحقيته في إجراء المفاوضات باسم الشعب اليمني، إلى جانب ذلك تؤكد هذه الزيارات أن العدوان السعودي على الشعب اليمني هو عدوان ظالم اذ لا شرعية يراد استعادتها في ظل اتحاد وتكاتف كافة هذه الأطياف والمكونات السياسية اليمنية على الموقف والكلمة الواحدة.

وضع السعودية في موقف الحرج والضعف

تدرك السعودية اليوم وبعد مضي أشهر من بدء عدوانها على اليمن أن إرادة الشعب اليمني المتمثلة بالحوار والنقاش والتفاهم فيما بينه هي اللغة المجدية والحل والسبيل الوحيد لمعالجة كافة المشاكل العالقة، وأن لغة الرصاص والقصف والدمار لم تجلب لليمن إلا مزيدا من تعقيد الموقف، ولذلك تشعر السعودية اليوم أنها في موقف الضعف إن كان على المستوى الدولي السياسي أو على المستوى الداخلي الشعبي، وهي تدرك يوما بعد يوم أن لا مجال متبقٍ أمامها إلا الرضوخ لإرادة اليمنيين وإفساح المجال أمام المجتمع الدولي لكي يأخذ الحوار مجراه الطبيعي ويستكمل بعد أن عرقله العدوان.

اتجاه الدول الأعضاء في الحلف السعودي نحو خيار الحل السياسي الداخلي

مصر والتي عدت منذ بدء العدوان ركيزة اساسية مساندة للسعودية إن كان بالموقف أو الدعم الميداني تتجه اليوم رويدا رويدا إلى قناعة مفادها أن الحل في اليمن لا بد أن يكون حلاً سياسيا داخليا قوامه مكونات الشعب اليمني وأن التدخلات الخارجية وفرض إرادة الدول على الشعب اليمني لم تتمكن من تحقيق أي جدوى وهدف، وبالتالي على مصر وفي مسار تصحيحي، لا بد عليها من أن تكون يدا فاعلة في دعم منحى وخيار الحوار السياسي الداخلي اليمني، وبالتالي وضع حد للخيار العدائي العسكري، لتأتي هذه الزيارة التي تقوم بها المكونات السياسية اليمنية تأكيدا على موقف مصر التصحيحي.

تأكيد على أن خيار اليمنيين ركيزته الأساس وقف الحرب بخلاف الإدعاءات السعودية

تعمل السعودية ومنذ فترة إلى حرف الرأي العام عن مسار الواقع والحقيقة بالإيحاء أن خيار السعودية الأول والأخير هو خيار السلم إلا أن اليمنيين يقفون حائلا ومانعا أمام ذلك لتأتي هذه الزيارات المكثفة كرسائل واضحة لدحض الإيحاءات السعودية، فما هو واضح ولا يقبل الشك والجدال أن تشكيلة وفد المكونات السياسية والذي يشمل ممثلين عن كافة الأطياف والأحزاب والجمعيات اليمنية الفاعلة هي بخياراتها متحدة ومتوافقة وذات تأييد شعبي ودولي، وهي تلمس معاناة شعبها الحقيقية جراء استمرار العدوان الذي يحصد يوميا مزيداً من الشهداء والجرحى والدمار. 

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق