التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 20, 2024

دور الأثرياء اليهود في الانتخابات الأمريكية 

 معظمنا شاهد صورة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما وهو يزور حائط البراق أو ما يسميه الإسرائيليون “حائط المبكى” في مدينة القدس الشريف مرتدياً القلنسوة اليهودية إبان ترشحه للانتخابات الأمريكية، هذه الصورة شبيهةٌ بصورة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش والذي قام هو الآخر بزيارة فلسطين المحتلة عند ترشحه للانتخابات الأمريكية، وكأن زيارة فلسطين المحتلة ولقاء القادة الإسرائيليين والتعهد بضمان أمن الكيان الإسرائيلي أضحت شرطاً أساسياً للوصول إلى البيت الأبيض.

ما هو سر هذه العلاقة الودية التي تجمع المرشحين للانتخابات الأمريكية بالكيان الإسرائيلي؟ ولماذا يعكف كل واحد منهم على زيارة هذا الكيان أثناء حملته الانتخابية؟ للإجابة على هذه الأسئلة علينا تسليط الضوء على دور اليهود الأمريكيين في الانتخابات الأمريكية، وما يقدمه أثرياء اليهود للمرشحين للانتخابات الرئاسية.

اليهود في أمريكا أقليةٌ لها ثقلها:

يبلغ عدد اليهود في أمريكا قرابة خمسة ملايين ومئة ألف يهودي، ويشكلون ما نسبته 1.7% من مجموع سكان أمريكا. يعتبر اليهود في أمريكا أكثر الأقليات الدينية تنظيماً، ويتمتع معظمهم بمستوى تعليميٍ عالٍ، ولديهم أعداد كبيرة من المنظمات والجمعيات التي تنظم نشاطاتهم وتواصلهم مع الكيان الإسرائيلي. يغلب على اليهود في العالم وخصوصاً في أمريكا الثراء، إذ أن أكثر الناس ثراءً على مستوى العالم معظمهم من اليهود. هذا الأمر أتاح لليهود فرصة تشكيل لوبي يهودي قوي له نفوذه وتأثيره على صُنّاع القرار في أمريكا، حيث يعدُّ المال اليهودي عاملاً مفصلياً في فوز أي مرشح سواء في الانتخابات الرئاسية أو انتخابات الكونغرس الأمريكي.

علاقةٌ وديةٌ تجمع المرشحين للانتخابات الأمريكية بالكيان الإسرائيلي:

لطالما شكل الدعم المالي لحملات المرشحين للانتخابات الأمريكية أحد أهم المواضيع على الساحة السياسية في هذا البلد، فالمال السياسي بإمكانه شراء الكثير من الأصوات، كما بإمكانه إدارة حملات إعلامية ودعائية ضخمة عبر وسائل الإعلام المختلفة من شأنها تبييض ساحة المرشحين ورفع أرصدتهم عند الشعب الأمريكي. ولمَّا كان اليهود أكثر الناس ثراءً في أمريكا، فإن مصلحة أي مرشحٍ للانتخابات الرئاسية الأمريكية تقتضي التودد لليهود والتغزل بالكيان الإسرائيلي، ولتحقيق هذا الهدف نراهم يتسابقون في إعلان الولاء للكيان الإسرائيلي والتعهد بضمان أمنه واستقراره، وحتى القيام بزيارته ولقاء قادته السياسيين والدينيين، علَّهم بذلك يكسبون رضا أثرياء اليهود في أمريكا. ويكفي أن نعلم أن ثلث الراعين الماليين لحملات المرشحين لانتخابات الكونغرس الأمريكي عام 2014 والبالغ عددهم خمسين راعياً كانوا من اليهود، وتشير معلومات من داخل أمريكا إلى أن الأثرياء اليهود يبدون رغبة شديدة في تمويل الحملات الانتخابية وإنفاق الأموال ضمن العمل السياسي.

كما أن العمل بنظام ما يسمى “لجان العمل السياسي المتفوقة” أو “Super PACs” قد فتح الباب على مصرعيه أمام تقديم مبالغ غير محدودة لدعم حملات المرشحين الانتخابية، بعد أن كان النظام القديم “باك” يسمح بجمع مبلغ أقصاه خمسة آلاف دولار لدعم مرشح أو قضية ما. وأتاح هذا الأمر الفرصة للأثرياء اليهود لتوظيف أموالهم ضمن الحملات الانتخابية، الأمر الذي يضمن ولاء المرشح وتبنيه سياسةً تراعي مصالح اليهود والكيان الإسرائيلي.

أهم الشخصيات اليهودية المانحة:

حييم سابان: ملياردير يهودي، ينشط في مجال الإنيميشين في هوليوود. ظهر في السنوات الأخيرة ضمن حملات كلينتون الانتخابية، وعلى الرغم من عدم وجود اسم سابان ضمن قائمة المانحين الأفضل عام 2014م، إلا أن السياسيين الديمقراطيين ينظرون إليه كونه أحد أهم الداعمين لهم في انتخابات 2016.

أنفق سابان ذو الأصول المصرية والذي يعتبر من أكبر الداعمين للكيان الإسرائيلي حوالي 1.3 مليار دولار من مجموع ثروته البالغ 3.5 مليار دولار لدعم الحزب الديمقراطي عام 2012م، عُرف سابان بدعمه لعائلة كلينتون منذ سنوات عديدة، ويعتبر أحد أصدقاء هذه العائلة، يقول سابان نفسه إنه أنفق حوالي 30 مليون دولار لدعم عائلة كلينتون منذ أن دخلت هذه العائلة عالم السياسة.

ديفيد كيفن: تبلغ ثروته 6.9 مليار دولار، دعم الحزب الديمقراطي بمبلغ 120 ألف دولار عام 2012، يعمل في مجال الموسيقى والأفلام، دعم “باراك أوباما” عام 2008 وساهم في فوزه على منافسته “هيلاري كلينتون”، ويعدُّ كيفن من المدافعين عن “حقوق المثليين” وفي نفس الوقت يعمل ضمن الأنشطة الهادفة لمكافحة مرض الإيدز.

نورمن برامان: أحد أهم الداعمين اليهود للحزب الجمهوري، خصوصاً في ظل تقارب وجهة نظر الجمهوريين من وجهة نظر اليهود حول السياسة الخارجية وحفظ مصالح الكيان الإسرائيلي. يعمل برامان على دعم المرشح الجمهوري السناتور “مارك روبيو” في الانتخابات المقبلة عام 2016، أنفق برامان من 10 إلى 15 مليون دولار لدعم روبيو والتأكد من انتخابه مرشحاً للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية.

تبلغ ثروة برامان 1.88 مليار دولار، أنفق منها 100 ألف دولار لدعم الجمهوريين عام 2012، ينشط في مجال شراء وبيع السيارات ويعتبر من الداعمين الأساسيين للكيان الإسرائيلي.

باول سينغر: يبلغ مجموع ثروته 1.9 مليار دولار، دعم الجمهوريين بمبلغ 2.3 مليون دولار عام 2012، يعرف سينغر بدعمه للكيان الإسرائيلي وبدفاعه عن “حقوق المثليين”، لم يعلن بعد عن المرشح الذي سيقوم بدعمه خلال الانتخابات المقبلة، ولكنه على الأغلب سيقوم بدعم المرشح الجمهوري “مارك روبيو.”

شلدون آدلسون: أحد أكبر المستثمرين والناشطين التجاريين، يشغل منصب المدير التنفيذي لشركة “Las Vegas Sand”، وفق مجلة فوربس الأمريكية بلغت ثروة آدلسون هذا العام 31.4 مليار دولار ليحتل المرتبة الثامنة عشرة ضمن قائمة الرجال الأكثر ثراء في العالم.[1]

يُعلق الجمهوريون آمالاً كبيرة على دعم أدلسون المالي لحملتهم الانتخابية، يُعرف أدلسون بتعصبه الكبير وولائه المطلق للكيان الإسرائيلي، يمتلك صحيفة “اسرائيل اليوم” العبرية، دعا في أحد تصريحاته الرئيس الأمريكي لضرب إيران بالسلاح النووي باعتباره أسلوباً لحث إيران على تقديم تنازلات خلال المفاوضات النووية !!!

مايكل بلومبرغ: المدير العام لشركة بلومبرغ للبرمجيات والإعلام، تبلغ ثروته 35.4 مليار دولار، يعتبر المانح اليهودي الأكبر للانتخابات الرئاسية الأمريكية، شغل سابقاً منصب محافظ نيويورك، أنفق أكثر من 11 مليون دولار خلال انتخابات 2012، لم يحدد بلومبرغ موقفه النهائي من المرشحين الحاليين للانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأعلن في تصريح له أن كلاً من “جب بوش” و”هيلاري كلينتون” يمتلكان الشروط اللازمة.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق