التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 20, 2024

نقاط الضعف التي دفعت امريكا الي شن حروب بالنيابة 

يعتبر مصطلح “الحرب بالنيابة” مصطلحا كثير التداول في الآونة الاخيرة، وقد أشار قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي في خطاب له لدى استقباله جمعا من المسؤولين الايرانيين وسفراء الدول الاسلامية إلي “ان السياسة الخبيثة للاستكبار في منطقتنا هي شن حروب بالنيابة من اجل مصالحهم اذا انهم يحرضون دول المنطقة او بعض الجماعات في هذه الدول على بعضهم البعض من اجل تأمين مصالحهم”، وفيما تعتبر امريكا الجهة الرئيسية التي تعمل لاشعال حروب بالنيابة نحاول في هذه السطور قراءة اسباب قيام الامريكيين باتباع هذا الاسلوب.

 

امريكا واسباب اتباع استراتيجية شن الحروب بالنيابة

اتبع الامريكيون سياسة عدم التدخل في الحروب الخارجية قبيل الحرب العالمية الثانية لكنهم تدخلوا في تلك الحرب والحروب التي تلتها بشكل مباشر ومن ثم دخلوا في الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي كما دخلوا في حروب مباشرة اخرى مثل الحرب في العراق وحروب بالمشاركة مع الآخرين مثل الحرب في افغانستان، لكن هناك استراتيجية جدية دخلت القاموس الامريكي مؤخرا وهي استراتيجية شن الحروب بالنيابة وان احد اسباب اتخاذ هذه الاستراتيجية هو الضعف الداخلي الامريكي حيث اصبح الامريكيون يخفون ضعفهم الداخلي لشن الحروب الخارجية بشكل مباشر عبر شن حروب بالنيابة، وكان الامريكيون قد دفعوا ثمنا بشريا واجتماعيا واقتصاديا باهظا خلال العقدين الاخيرين بسبب حروبهم المباشرة والآن لايجدون بدا من شن الحروب بالنيابة.  

الخشية من المواجهة المباشرة  

يواجه الامريكيون كراهية الشعوب لهم في غرب آسيا وشمال افريقيا ولذلك باتوا يحبذون تجنب المواجهات المباشرة وادارة الامور عن بعد، وقد اشار الرئيس الامريكي باراك اوباما في خطابه في كلية وست بوينت العسكرية بتاريخ ٢٨ مايو ٢٠١٤ الى ما يشبه ميثاقا جديدا لاستراتيجية امريكا العسكرية حيث قال ان هناك سياسة اخرى غير سياسة التدخل العسكري المباشر او عدم التدخل بتاتا، وأضاف “نحن يجب ان نوسع ادواتنا لكي تشمل الدبلوماسية والعقوبات وفرض العزلة واذا كانت الظروف مؤاتية نقوم بتدخل عسكري مشترك، ان امريكا لاتريد التدخل وتنوي انجاز اهدافها عبر لاعبين محليين”، وهكذا اعلن اوباما عدم المشاركة المباشرة في الحروب الآتية.   

ازدياد كراهية الشعب الامريكي للحروب

يواجه الامريكيون مشكلة في تبرير شن الحروب لدى الرأي العام في داخل امريكا وتظهر استطلاعات الراي التي اجريت في امريكا حول السياسات العسكرية والتدخلات الامريكية في غرب آسيا وشمال افريقيا بأن المجتمع الامريكي ليست لديه نظرة ايجابية تجاه هذه التدخلات، وقد اظهر استطلاع للراي اجرته صحيفة نيويورك تايمز وشبكة سي بي اس بأن ٦٩ بالمئة من الامريكيين باتوا يعارضون التدخل في افغانستان بعدما كان ٤٥ بالمئة من الامريكيين مؤيدين لهذا التدخل في عام ٢٠٠٩، وفي استطاع آخر اجرته مؤسسة غالوب في عام ٢٠٠١ كان ٨٠ بالمئة من الامريكيين يعتقدون بان بلادهم ستحقق انتصارا في حرب افغانستان وانها لم تخطئ لكن هذه النسبة تراجعت الى ٤٠ بالمئة في عام ٢٠١٤، كما اجرت مؤسسة غالوب استطلاعا آخر عندما ادعت امريكا بأنها تريد شن هجوم عسكري على سوريا وقد عارض ٥١ بالمئة من الامريكين هذا التدخل في ذلك الاستطلاع.   

ضعف قدرات الجيش الامريكي

خلال العقدين الاخيرين غزا الامريكيون افغانستان والعراق بعد ان قضوا على صربيا في حرب كوسوفو لكنهم لم يحققوا اهدافهم في افغانستان والعراق وقد انتقد السياسات الامريكية سياسيون مثل زيبغنيو بريجنسكي الذي خاطب اعضاء الكونغرس الامريكي الذين وجهوا خطابا الى القادة الايرانيين قائلا “ان منع حصول اتفاق مع ايران ليست لعبة سياسية بل لعبا بالنار وعلى اعضاء الكونغرس ان يسألوا انفسهم هل ان وقوع حرب جديدة سيؤمن المصالح الامريكية ؟   

ومن جهة اخرى اشار التقرير الاستراتيجي لمؤشر القوة العسكرية الامريكية والذي صدر في عام ٢٠١٥ ان قوة الجيش الامريكي اقل من الحد “المتوسط” وان مستوى الجهوزية هي ايضا متدنية، ويضيف التقرير ان الجيش الامريكي سيواجه مشاكل اذا تورط في صراع اكبر من مواجهة اقليمية.

المشاكل الاقتصادية الامريكية الجدية

تعتبر امريكا بلدا مديونا للبنوك والمؤسسات المالية العالمية وفي هذا المجال يقول محلل مجلة “تاون هال” جان هاوكينز ان الديون الامريكية للمؤسسات الدولية ستشكل ٣٦ بالمئة من الميزانية الامريكية لعام ٢٠٣٠ و٥٨ بالمئة من ميزانية عام ٢٠٤٠ و٨٥ بالمئة من ميزانية عام ٢٠٥٠، ومن جهة اخرى اعلن صندوق النقد الدولي ان على امريكا ان تضاعف الضرائب قريبا اذا ارادت الحفاظ على مستوى صرف الاموال في داخل البلاد وهذا يعني الافلاس الاقتصادي لشرائح كبيرة من الشعب الامريكي.

ومن الطبيعي ايضا ان قيام امريكا بشن حرب جديدة يحتاج الى ميزانية مضاعفة والتي اعتاد الامريكيون على تأمينها عبر الاستقراض من المؤسسات المالية الدولية في وقت لايستطيع فيه الامريكيون سداد ديونهم الى هذه المؤسسات حتى عام ٢٠٥٠ حتى اذا لم يضيفوا أية ديون جديدة الى ديونهم، وهذا يعني ان ازدياد مديونية امريكا يجعل من هذا البلد بلدا منكوبا ومفلسا لايستطيع فتح جبهات حروب جديدة.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق