التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, يونيو 2, 2024

جيش عربي مشترك لمحاربة من ؟؟ (الجزء الثاني) 

 في أجواء اتحاد العرب على دعم الارهاب واستيراد المجاهدين لقتال الشعب السوري وإسقاط نظامه, وفي أوج العنفوان العربي الداعم لداعش فخر الصناعة السعودية الاسراامريكية , ومن حيث لم يدر المتآمرون أن الشعوب الأبية حين تبلغ بغضبها قمم الجبال , ستكون من رحم المعاناة ثورات تزيل الجبال وتصنع المعجزات .

وبالفعل هب الشعب اليمني بثورته الجذرية , لكي يفك قيد التسلط السعودي الظالم , الذي يحجب عنه العيش الكريم , ويقطع وصال توقه لنصرة القدس واهل القدس , ويقبعه تحت الفقر ليمنع عنه التفكير في قضايا اممية , ويشغله بالتفكير الدائم في كيفية تسول فرصة عمل مذلة في اراضي المملكة الجارة المترفة الثرية .  

فمن رياح اليمن المحقة , ومع اعتياد العرب على الاجتماع على غير الحق , توافد رؤساء الدول العربية الجياع والمتملقين والمذعورين , للقتال مكان المملكة التي حال نفطها ومالها وإذعانها لقرار الكيان الاسرائيلي المذل بعدم السماح لها بتشكيل جيش قوي قادر على القتال في حرب برية , مما حولها الى مجمع لعرض الاسلحة الثقيلة والمتطورة التي تشتريها من امريكا لتصبح بذلك معرض سلاح امريكي في الشرق الاوسط يساهم بشكل كبير في استنقاذ شركات السلاح الامريكية من الإفلاس .

السعودية , وكذبة الجيش العربي الموحد وطلائع الناصرين من العرب , انما هي دعاية اعلانية تستجر عبرها السعودية بدولارها واغراءاتها جيشا مرتزقا بديلا عن تنابلها , ليقاتل عنها في اليمن لانها تدرك ان قتال الرجال اليمنيين لتنابل النفط والدولار ومدمني لحم العوس مصيره ونتائجه معلومة ومعروفة .

فهي تبتز جوع مصر وحاجتها لقتال الارهاب في سيناء وعلى حدود ليبيا , وفقر وجوع السودان القابع تحت الضغوط الاقتصادية , ورعب وخوف الدول الخليجية الاخرى عبر التهويل عليهم بمصير مجهول في حال انتصار الثورة اليمنية , وحاولت مع باكستان عبر التطميع والترغيب , وتستخدم الاردن بنظامه المشوه الذي يقف معها في نفس خندق التواطؤ .

فما دعوة تشكيل الجيش الموحد الا مسرحية ساخرة خالية من أي قيمة حقيقية , لكنها تعبر عن مستوى الحقد الدفين والنفاق المتعمد الأصيل في دول وحكومات تتحرك حين تهدد كراسي حكامها وليس أمنها !!

وليس التفكير في تشكيل قوة عربية موحدة الا فصلا من فصول الخيانة العربية الجديدة , لقتل وفتك وتدمير شعب آمن لم يصدر عنه اي تهديد للخارج المتآمر عليه .

وها هو زيف الدول الراعية للربيع العربي يخرج للعلن , قمعا وإجراما لشعب ينشد الحرية ويريد ان يحكم بلاده يمنيون اصيلون امناء على الشعب اليمني ليسوا عملاء للخارج الذي يمتص مقدرات وخيرات وارادة الشعب اليمني .

أمنية الجيش العربي الموحد , لن تبصر النور لان من يمنع قيامها بالأمس ما زال يعارضها , فأمن الكيان الاسرائيلي رغم تعامل الحكام يهدده تشكل قوة موحدة من جنود وضباط عرب يكنون للكيان الصهيوني العداء , ولكن سياسة حكامهم تغرقهم في أوامر عسكرية تضعهم في مهب المجهول والهلاك وتحرف بنادقهم طوعا لأمن كرسيها حيث يلوح الحق لقمعه وكبح نوره التائق للسطوع .

إن الدول العربية التي تتملق للسعودية طمعا بمالها وقدرتها , لن تشكل تحالفا يعتمد عليه في حرب اليمن البرية الخطيرة والغير معلومة النتائج  من أجل عيون السعودية , وإن تحالفا مثيلا لو قام لن يكون الا تحالف مصالح وقتية سيتبدد عند اول استحقاق بين دول عربية يشغلها قديما الفكر الفردي وتدور سياساتها حول المصالح الفردية .

والأسوأ من هذا كله , في حال الفرض , الذي يبرز السؤال عليه خطورة الخطوة وما تجر اليه الدول العربية الحاقدة الجاهلة, ففي حال قيام هذا الجيش المشترك, فمن هو عدوه ومن سيواجه ؟؟

هل سيواجه داعش والكيان الاسرائيلي الذي كان وجوده من مدة طويلة قبل هبوب النخوة العربية التائقة للتوحد , أم أنه صنع لقتال ايران بدءا من الساحة اليمنية , لمقارعة نفوذها المتمدد في المنطقة نتيجة سياسة دعم قضايا الشعوب الممانعة والمحقة, لأنها باتت تشكل حرجا لحكومات تتعامل مع الكيان الاسرائيلي عكس إرادة شعوبها وتذر الرماد في عيون شعبها الذي يبصر ويرى ان جيوشه تسخر لخدمة كراسي الملوك والحكام المترفين الذين يتخذون من التأجيج المذهبي غطاءا لتستير حقيقة تحركاتهم لاستثارة الغرائز المذهبية والطائفية عند شعوبهم . 

ان ما يدور في مخيلة البعض من الحاقدين العرب , ليس الا استجابة لمشروع اسراامريكي كبير يهدف الى إدخال المنطقة والشعب العربي في حرب طائفية مذهبية مع ايران , لتأجيج صراع يدخل المنطقة عبر جهل الأعراب في المجهول ويدمر اخر ما تبقى من كلمة شرق اوسط ويحول الدول العربية الى سوق استهلاكي للسلاح الامريكي ويدمر كل نقاط القوة عند هذه الدول لتأمين استحكام السيادة الاسرائيلية التي باتت عاجزة عن تأمين أمنها بذاتها بعد تدهور قدرة الردع امام حركات المقاومة, وبالتالي فإن مثل هذا الصراع قد يشكل فرصة لامريكا والكيان الاسرائيلي لتهييج الشارع العربي بالطائفية والقومية عبر استحضار التاريخ والقومية والمذهبية بحملة من التحريض الممنهج , واستجرار الدول العربية ذات الحكومات الحاقدة لحرب مع ايران تدخل المنطقة في الظلام , تدمر الشرق الاوسط كليا وتلتف على نتائج الاتفاق النووي الايراني من جهة اخرى عبر إدخال ايران في حرب مع العرب .

متى يستفيق العرب من طاعتهم العمياء لاسيادهم الاسراامريكيين الذين يستغلون نسبة الحقد وحب الكرسي عند الملوك والحكام العرب, ومتى يرحم الحكام شعبهم الذي يغرق اكثر فاكثر في الظلام نتاج سياساتهم الخبيثة والعميلة , ويراد لهذا الشعب ان يكون وقودا يشعل الدول العربية في حرب مع ايران , الرابح الاول منها الكيان الصهيوني , ويستبدل فيها العدو الاصيل الاسرائيلي بعدو وهمي مصطنع هو ايران , لترتاح الغدة السرطانية وتقبع المنطقة العربية في حرب مع دولة يهابها الكبار ويقفون عند حدود حقوقها وتهديداتها , فما مصير الهواة الصغار إن أحبوا اللعب والمغامرة !!

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق