التحديث الاخير بتاريخ|السبت, يونيو 1, 2024

القاهرة تتعاطى بإيجابية مع مبادرة حركة الجهاد الإسلامي .. لماذا؟! 

فلسطين ـ سياسة ـ الرأي ـ

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة النقاب عن أن معبر رفح البري، سيتكرر فتحه بصورة دورية أسبوعيًا خلال الفترة القادمة، إذا لم تتدهور الأوضاع الأمنية في مدن محافظة شمال سيناء.

وتبدي المصادر قلقها البالغ من أن تُقدم جماعات إرهابية – غالبًا ما تكون موجهة من “إسرائيل” – على تفجير الأوضاع الأمنية في سيناء، لتشديد الخناق على قطاع غزة، وتعطيل خطوة فتح معبر رفح.
وكانت قيادة حركة الجهاد الإسلامي قد بحثت مع القيادة المصرية في القاهرة مؤخرًا موضوع فتح المعبر بصورة دائمة؛ حيث توصل الجانبان لاتفاقٍ تتدحرج فيه الأوضاع تدريجيًا وصولًا لهذا الهدف.
وكانت السلطات المصرية قد أعلنت نيتها فتح معبر رفح البري يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، بعيد إعلان حركة الجهاد الإسلامي بالأمس اختتام زيارة وفدها للقاهرة برئاسة أمينها العام الدكتور رمضان عبد الله شلَّح، في حين أجرى الأخير مساء السبت، اتصالًا هاتفيًا بنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أطلعه خلاله على ما تحقق من نتائج.
وبحسب بيان صادر عن مكتب هنية فإن الدكتور شلَّح تحدث عن نتائج لقاءاته مع القيادة المصرية، التي وصفها بالإيجابية المثمرة، وأدت لفتح معبر رفح ليومين هذا الأسبوع. وذكر البيان أن شلَّح توقع نتائج أخرى مستقبلية لزيارته.
ونوه المحلل السياسي الفلسطيني أكرم عطا الله إلى أن وفد الجهاد تمكن من إحداث اختراق كرجال دفاع مدني، يحاولون إنزال شعب كله معلق على شجرة الانقسام، وحركة علقت نفسها على الفرع الأعلى فيها وعلقت معها الجميع.
وقال عطا الله :”كان على القاهرة ألا تعيد وفد حركة الجهاد بخفي حنين للعديد من الأسباب منها، أن أزمة المعبر أصبحت تشكل أزمة للجميع وحرجًا لمصر، وثانيًا لأن حركة الجهاد تحظى باحترام كبير في القاهرة فلم يسجل عليها أي تصريح يسيء ولو من بعيد لمصر فهي على الحياد من جميع القضايا، وثالثًا لأن الجهاد الإسلامي لعبت دورًا كبيرًا في الانحياز للمحور المصري في الحرب الأخيرة، في حين كانت أطراف إقليمية أخرى تسعى لمصادرة هذا الدور”.
واستطرد:” بل إن حركة الجهاد استدعت إيران لدعم الموقف المصري، وكان ذلك أول ملف على طاولة الرئيس المصري الجديد، وقد نجح ولا يمكن إنكار دور الجهاد، وقد آن الأوان لأن تكافئ القاهرة حركة الجهاد”.
ونوه عطا الله إلى حركة الجهاد تسجل موقفًا أخلاقيًا في السياسات القائمة، فهي تدعم بقوة المصالحة لإعادة بناء السلطة التي ترفض وجودها، وهي ليست مستفيدة منها، وتحاول تحقيق تهدئة بين القاهرة وحماس في ظل أنها يمكن أن تستفيد من خنق حماس كحركة سياسية دينية يمكن أن تكون البديل لها، فمن الواضح أن هذا التنظيم أمين لهويته، التي تعطي له الدور الوطني منذ انطلاقته حين كان العالم منقسمًا إلى نصفين أثناء الحرب في أفغانستان، التي كانت تقودها الولايات المتحدة الأميركية ضد الاتحاد السوفيتي، وقد تمكنت من تجنيد قوى دينية في المنطقة لصالح حربها، انطلقت حركة الجهاد لتعيد الرشد لمن تاهت بوصلته، وتعيد المؤشر إلى فلسطين.
واستشهد عطا الله بمقولة الشهيد المؤسس فتحي الشقاقي بأن “فلسطين هي القضية المركزية وليست كابول بالنسبة للعرب والمسلمين”، مبينًا أنها هكذا نشأت الحركة في تلك الظروف لتكون وسيطًا بين الإسلام السياسي والوطنية الفلسطينية لعل من غرق بقضايا غير فلسطينية يدفع الناس ثمنها يستفيد من تجربة الجهاد.
وشدد على أن دور هذه الحركة مهم لاستكمال المصالحة في ظل تنامي حضور الجهاد محليًا وإقليميًا.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق