التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, مايو 2, 2024

أربع نقاط حول أهمية عملية “طوفان الأقصى” 

بدأت فصائل المقاومة في غزة عملية أطلق عليها اسم “طوفان الأقصى” وقُتل وجُرح في ساعاتها الأولى نحو 100 مستوطن صهيوني والعديد من جنود هذا النظام الغاصب.

وذكرت بعض وسائل الإعلام العبرية أن إجمالي عدد الجرحى الصهاينة في كل مستشفيات الأراضي المحتلة يبلغ 400 جريح. وهذا يدل على أن عمليات مجموعات المقاومة كانت واسعة النطاق وهذا إنجاز مهم، والنقطة المثيرة للاهتمام في العملية أنها نفذت في ذكرى حرب يوم الغفران، ومن هذا المنطلق فهي تحمل رسالة مهمة للجانب الصهيوني، ولقد تسبب هجوم المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة أمس السبت في شلل تام بمعظم مناحي الحياة داخل “إسرائيل”، فقد أدت الهجمات إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية وإغلاق عدد من محطات القطار، يأتي هذا في وقت تستعد فيه تل أبيب لإخلاء المستوطنات القريبة من غزة ولبنان.

إخلاء المستوطنات

وفي سياق متصل، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان اليوم الأحد الماضي إن وزير الدفاع يوآف غالانت وافق على تنفيذ خطة المسافة الآمنة لإخلاء المستوطنات المحاذية للسياج في قطاع غزة، وأوعز بالاستعداد لتنفيذ الخطة في شمال البلاد أيضا.

وتتضمن خطة “المسافة الآمنة” إخلاء المستوطنات القريبة من المناطق الحدودية الشمالية والجنوبية، بحيث تكون هناك مسافة كيلومترات عدة خالية من السكان بين “إسرائيل” وهذه الحدود. وطالب غالانت بتوفير الأسلحة والذخيرة للمستوطنات المجاورة للسياج الأمني ولفريق ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي، ورؤساء البلديات، للمساعدة في إدارة الوضع على الجبهة الداخلية.

وفي وقت سابق من يوم الأحد الماضي، وافق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) على إعلان “حالة الحرب”، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ما سبب أهمية عملية طوفان الأقصى؟

وكان الصهاينة قد نفذوا في الآونة الأخيرة سلسلة من الإجراءات والانتهاكات أهمها دعم الهجوم على الكلية العسكرية في حمص، ومهاجمة بعض المناطق في سوريا، وخاصة دير الزور والحدود مع العراق وسوريا، وتقديم الدعم السري لحركات المعارضة.

إجراءات أخرى، مثل تصرفات وزير إعلام هذا النظام، وتدنيس المستوطنين الأخير ووزير الأمن الداخلي بن غفير، إضافة إلى انتهاك حرمة بعض النساء الفلسطينيات، دفعت فصائل المقاومة إلى القيام بعملية استمرت لعدة ساعات، إضافة إلى استهداف مناطق في الأراضي المحتلة، كما تمت السيطرة على بعض القواعد العسكرية القريبة من البلدات المحيطة بغزة.

وحسب بعض الإحصائيات، فقد أسرت قوات المقاومة 42 شخصاً، ما يدل على تفوق المقاومة ميدانياً، وهو الأمر الذي لم يتمكن الجيش الصهيوني من اتخاذ أي إجراء خاص به حتى الآن.

وفي إطار أهمية هذه العملية يمكن التطرق بشكل خاص إلى عدة نقاط ومقترحات:

1. نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية لأول مرة عمليات بحرية وصاروخية وجوية وبرية مشتركة، وقد تم تنفيذ هذه العملية في نطاق واسع من الأراضي المحتلة ولم تقتصر على محيط غزة فقط، وكان للمستوطنات المحيطة بغزة، مثل سديروت وعسقلان، أهمية كبيرة بسبب وصول مجموعات المقاومة واعتقال عدد من الصهاينة، إلى جانب نقل بعض المعدات العسكرية إلى غزة.

وإلى جانب العمليات البرية لفصائل المقاومة، نفذت هذه المجموعات أيضاً عمليات مهمة في الجو وحتى في البحر من خلال الهجمات الصاروخية والصاروخية، والتي تشير التقديرات الأولية لها إلى إطلاق 5000 صاروخ وصاروخ.

وإضافة إلى هذه المسألة، ينبغي أيضاً معالجة ضعف الأنظمة الدفاعية لهذا النظام، والتي، إضافة إلى القبة الحديدية، كان نظام فلاخان داود أيضاً غير فعال.

وفلاخان داود هو في الواقع نظام دعم القبة الحديدية، والذي يجب تفعيله إذا لم يعمل، وفي هذه العمليات، لم يتم تفعيل أي من الأنظمة بشكل علني، وأفادت بعض المصادر الإخبارية بتعرضها للاختراق، وإضافة إلى اختراق هذه الأنظمة، لوحظ أيضًا في الأحداث الماضية أن الأنظمة الدفاعية للكيان الصهيوني تفتقر إلى الكفاءة اللازمة، وقد ظهر ذلك في مناسبات مختلفة.

2. في بعض العمليات الماضية، وخاصة العمليات الحالية، كانت فصائل المقاومة في الموقع الهجومي، وهذا يدل على أن ساحة المعركة وإحداثياتها تحددها فصائل المقاومة والصهاينة في موقع دفاعي؛ وهكذا عقدت حكومة بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، اجتماعاً أمنياً وكانت النتيجة العملية ضد غزة.

وفي تقدمه أيضاً، أعلن غالانت، وزير الحرب الصهيوني، أن إيران هي السبب الرئيسي للهجمات، وزعم أن عمليات النظام الصهيوني ستكون قريباً ضد إيران وأن الجمهورية الإسلامية ستتلقى ضربات موجعة بسبب دعمها للفصائل الفلسطينية.

وهذا الموقف يدل على ضعف الطرف الآخر، والآن أصبح النظام الصهيوني يائسا في جبهة واحدة فقط، وهي غزة، ويهدد إيران، وإذا تم تفعيل جبهات أخرى، مثل الضفة الغربية أو الجبهة الشمالية، فينبغي أن نتصور علناً تدمير هذا النظام.

3. ومن الأهمية الأخرى لهذه العمليات إظهار ضعف وعجز النظام الصهيوني عسكرياً، حيث وقف ما يسمى الجيش الخامس في العالم يائس ضد جماعة المقاومة.

4. نظراً لضعف النظام الصهيوني عسكرياً ورداً على عمليات فصائل المقاومة، أصبح واضحاً للجميع أن أي علاقات بصيغة التطبيع مع هذا النظام محكوم عليها بالفشل، والحقيقة أن هذه العمليات تأتي رداً على عملية التطبيع التي نفذها الصهاينة مؤخراً في المنطقة بدعم أمريكي، ولقد أظهرت عمليات النظام الصهيوني وضعفه وخطابه أن تطبيع العلاقات مع هذا النظام هو خير مثال على “المقامرة على الحصان الخاسر”.

وفي الختام يمكن القول إن الصهاينة كانوا يزعمون دائماً، استناداً إلى استراتيجية الردع، أنهم سيقضون على أي هجوم أو تهديد قبل حدوثه، وأنهم يمتلكون القدرة على الرد على أي تهديد، والآن، إضافة إلى أنهم فقدوا قدرتهم على الردع، فإنهم غير قادرين أيضاً على الرد، ويذكرنا هذا الوضع بحقيقة مهمة وهي أن الوضع الداخلي للكيان الصهيوني وتحدياته قد أصبح واسع النطاق، كما أن قدرته العملياتية قد تقلصت إلى حد كبير.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق