التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مايو 3, 2024

جيش الاحتلال يشتري سترات واقية من الرصاص.. ماذا عن عمليات المقاومة 

في ظل تصعيد الاعتداءات الإسرائيليّة في فلسطين، وبالأخص الهجمات العدوانيّة على غزة وجرائم القتل بالضفة الغربية المحتلة، واستشهاد فلسطينيان وإصابة 4 آخرين بنيران قوات الاحتلال عقب اقتحامها مخيم جنين شمال المنطقة، تشير معلومات انتشرت في مواقع إخباريّة أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي اشترى 2500 سترة واقية من الرصاص و 50 عربة مصفحة لحماية جنوده من العمليات العديدة للمقاومين الفلسطينيين في كل من الضفة وغزة، بالتزامن مع عدم تمتع الإسرائيليين حتى “بنصف السلام والراحة” وفقاً لاعترافهم، ويأتي ذلك بعد أن أقرّت مصادر أمنيّة صهيونيّة واسعة الاطلاع بأنّه في الواقع الحاليّ، لا يوجد حلّ عسكريّ عندما يُقرِّر كلّ شابٍ فلسطينيٍّ أنْ يأخذ سلاحًا، وفق ما نقلته عنها صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة.

بشدّة، يحاول الاحتلال الصهيونيّ من مأزرقه في الضفة الغربية من خلال عزمه شراء 2500 سترة واقية من الرصاص و 50 عربة مصفحة لحماية جنوده من الفدائيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، في ظل جرائم قوات الاحتلال الإسرائيليّ ضد الفلسطينيين وثرواتهم ومقدساتهم، وارتكابها أبشع الجنايات الإرهابيّة في قتلهم وإعدامهم بالأخص في الضفة الغربيّة المحتلة التي شهدت تفعيل وسائل المقاومة والمواجهة، بسبب مواصلة قوات العدو جرائم الإعدام بدم بارد بحق الفلسطينيين بعد تعنت العدو بعقليته الإجراميّة والإرهابيّة، والدليل الجليّ هو التصعيد الخطير في الضفة وغزة.

وبحسب قائد وحدة المشاة في المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الصهيوني، فإن هذه الوحدة التي تنفذ حاليا عمليات في الضفة الغربية تحتاج إلى شراء المزيد من المعدات الأمنية من أجل حماية أرواح جنودها من الهجمات المحتملة من قبل مقاتلين فلسطينيون في الأيام المقبلة، في وقت تعيش فيه أجهزة الأمن الإسرائيليّة باعتراف قياديين بارزين ومحللين عسكرين في كبرى وسائل الإعلام العبريّة، ارتباكاً كبيراً بعثر كافة أوراق المسؤولين الأمنيين، نظرًا لكثافة العمليات الفدائيّة ونجاحها في إنجاز ضرباتها الموجعة، ناهيك عن إقرار تل أبيب مؤخراً بـ”الخطر المحتمل” في الضفّة الغربيّة المُحتلّة واعترافها أنّه “أعلى من الخطر من جهة قطاع غزّة المحاصر”، باعتبارها ترزح تحت الاعتداءات الإسرائيليّة الممنهجة والمتصاعدة منذ عام 1967، فالضفة لم تعد كالسابق والمقاومة تتطور كماً ونوعاً، مع ارتفاع احتمالات أن تنفجر الأوضاع أكثر وأكثر هناك بسبب التمادي الإسرائيليّ الصادم، حيث أكّدت صحيفة “هآرتس” العبرية ، في وقت سابق، أن “حكومة التغيير الإسرائيلية” حققّت رقما قياسيا من ناحية قتل الفلسطينيين في هذا العام، ومع تسلم الحكومة الجدية لن تكون الأمور أفضل والواقع يتحدث عن ذلك.

وتشير المعلومات إلى إنّ تجهيز جنود الكيان الصهيوني بالسترات الواقية من الرصاص سيكلف قرابة 22.5 مليون دولار، كما أن شراء المدرعات المضادة للرصاص والصخور سيكلف عدة ملايين من الدولارات من التكاليف الإضافية على جيش هذا الكيان، وبالتالي اعتراف صريح وواضح من “إسرائيل” بهزيمتها الكبرى في الضفة الغربية عقب الاعتراف الكامل من وسائل إعلامها، بالتزامن مع مجموعة كبيرة من الإجراءات من عمليات المقاومة الفلسطينيّة، نتيجة جرائم قوات الاحتلال الإسرائيليّ، حيث أوضحت وسائل إعلام عبريّ مؤخراً أنّ العام الحاليّ يسجل بالفعل أرقامًا قياسيّة، 25 قتيلًا إسرائيليًا في 2204 هجوم (عملية مقاومة) منذ بداية العام، وبالمقارنة مع عام 2015 بأكمله، العام الذي اندلعت فيه موجة عمليات بالسكاكين (انتفاضة السكاكين)، بلغ العدد 29 قتيلاً في 2558 عملية، كما أنّ العدد تجاوز الـ 20 قتيلاً في عام 2021، وهو العام الذي أطلقت فيه قوات العدو الإسرائيليّ عملية “حارس الأسوار”، والتي تم فيها تنفيذ 2135 هجمة.

وبالاستناد إلى أنّ الكيان الصهيونيّ فقد المئات من مركباته المدرعة بسبب الأضرار والدمار والانقلاب خلال ما تسمى “عملية كاسر الأمواج”، والتي تهدف إلى التعرف على آلاف المقاتلين الفلسطينيين الشبان في الضفة الغربية واعتقالهم –وهذا أشبه بالمستحيل-، لا تملك القيادات العسكريّة سوى القيام بهذا الخيار مع اعترافها بعدم امتلاكها حلولا كبيرة لمواجهة هذا التهديد الذي يتم التعامل معه، بعد أن أثبت المقاومون أنّهم قادرون على فرض معادلاتهم على العدو القاتل والسلطة الفلسطينية الخانعة، والدليل هي الحملة الإسرائيليّة الفاشلة ضدّهم نتيجة أمرين الأول أنّ الفدائيين وبالأخص أنّ شباب مجموعة المقاومة البارزة على الساحة الفلسطينيّة “عرين الأسود”، غير منظمين بمقرات ومؤسسات محددة والثاني أنّهم منتشرون بكثرة في كل شارع وحي.

وفي الوقت الذي وصفت فيه وسائل إعلام الكياز الصهيوني هذا الحدث بأنه “أكبر عملية شراء للسلاح من قبل الوحدات العسكرية النشطة داخل الأراضي المحتلة خلال العقد الماضي”، يبدو أنّ اللعبة بالفعل خرجت من أيدي الصهاينة، حيث إنذ منظمة (عرين الأسود)، وهي مجموعة فرضت التطورات الجديدة في الضفة الغربية تشكيلها، وهي مجموعات تضم المقاومين في البلدة القديمة في نابلس ولا تنتمي لأي فصيل محدد، ولدت من رحم شبكات التواصل الاجتماعيّ، وتمكنت من تنفيذ عمليات في الضفة، وسط تصعيد عمليات المقاومة من إطلاق النار ومحاولات الدهس ضد قوات الاحتلال وعصابات مستوطنيه، والتي تتزايد نتيجة اعتداءات العدو على محافظتي نابلس وجنين ومدينة القدس، والعديد من وسائل إعلام العدو تحدثت عن خطر تلك المجموعة المتناميّة في القدرات والعمليات.

وقد أثار التزايد الملحوظ في العمليات المناهضة للحتلال في الضفة الغربية قلق السلطات الأمنية لتل أبيب، ففي شهر أكتوبر وحده، تم تنفيذ أكثر من 240 عملية مناهضة لقوات الاحتلال، كانت أهدافها الرئيسية بشكل أساسي نقاط التفتيش ونقاط التفتيش والجنود وعربات الكيان الصهيونيّ، إضافة لـ5 عمليات إطلاق نار و 13 اشتباكات خلال اليوم الفائت.

ومع تصاعد الانتفاضة في الضفة الغربية واستمرار عمليات إطلاق نار على ثكنات جيش الكيان الإسرائيلي في الضفة الغربية، أعلنت قوات العدو الشهر الماضي أنها جهزت 30 ألف كيس من الرمل لبناء خنادق للجنود بالقرب من نقاط التفتيش في الجدار الفاصل في الضفة الغربية، وبالتالي، تأكيد صرايح بأنّ الإسرائيليين يعترفون بشكل كامل بمواجهة انتفاضة ذات صفات مختلفة ونتائج مذهلة، حيث إنّ الدوائر الأمنية الإسرائيلية لم تكن مستعدة لقبول تشكيل الانتفاضة إلا بعد فترة طويلة من اندلاعها، وبعد العمليات الاستشهادية للفلسطينيين، والتي صلت إلى عمق الأراضي المحتلة وبعد أن انتشرت الانفجارات في مناطق وأماكن مختلفة، بات على الإسرائيليين اتخاذ خطوات لا ترضي جمهورهم الذي جُلب من أصقاع الأرض لسلب هذا البلد وإنهاء وجود شعبه في الداخل والخارج.

وبما أنّ مئات عمليات إطلاق النار والتي وصلت 240 عملية منذ أغسطس/آب الماضي لم تتوقف بل العكس تماماً، فمن الطبيعيّ أن يتخذ الكيان إجراءاً لن يغير كثيراً من الحال في الضفة، خاصة أنّ “إسرائيل” فقدت السيطرة في الضفة الغربية منذ أشهر، وباعتراف الضباط الصهاينة فإنّ القوات الإسرائيليّة بوضعها اللوجستي الحاليّ، غير مستعدة للقتال في الضفة الغربية، فعقب سنوات من التحذيرات التي لم تصغ لها حكومة العدو على المستويين الداخليّ والخارجيّ لدعوات إيقاف التصيعد ما خلق مقاومة من نوع مختلف لقّنت الكيان المجرم دروساً في مقاومة الاحتلال، والدليل ما يتحدث به الإسرائيليون حول أنّهم باتوا جميعًا “تحت الحصار”، مع انتقال عمليات إطلاق النار من شمال الضفة إلى داخل “الخط الأخضر”، وإقدام خلايا المقاومة التي تنشط في جنين ونابلس، بتنفيذ عمليات داخل المدن التي تعج بالمستوطنين، كما أن أن جيش العدو يبدو بالفعل غير قادر على السيطرة على الوضع مع انتشار موجة المقاومة في جميع أنحاء فلسطين المحتلة.

ختاماً، “لا يوجد حل عسكري حين يقرر كل شاب فلسطيني أنْ يأخذ سلاحًا” كما يقول الإسرائيليون، فبعد أن عمدت قوات العدو على استخدام القوة المفرطة للقضاء على حالة المقاومة بالضفة الغربية، قُلب السحر على الساحر وانعكس ذلك بشكل مباشر على حالة المقاومة، ما فضح ضعف وفشل الكيان الإسرائيليّ الذي يعول دائماً على دمويّته المفرطة، وإنّ تطور أساليب المواجهة والمقاومة في الضفة الغربية، وتأكيد الوقائع أنّ الاحتلال بدأ يفقد السيطرة باعتراف وسائل الإعلام العبرية، يعني فشل “إسرائيل” في مواجهة المقاومة بشكل آني ومستقبليّ حتى مع شراء أدوات جديدة، فالعمليات المسلحة في المنطقة تطورت وتصاعدت بشكل كبير وبصور متعددة، ولن تتوقف بشراء أكياس رمل وعدّة ستر واقية، أم أنّ الكيان سيشتري ستراً لكل جنوده ومستوطنيه وسيحيط مستوطناتهم الجرثوميّة في فلسطين بأكياس الرمل!.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق