التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مايو 3, 2024

إعادة فتح ملف جريمة مروعة.. الكشف عن مجزرة زاريا النيجيرية 

كشف الشيخ إبراهيم الزكزكي، زعيم شيعة نيجيريا، الذي كان في الأسر وتعرض للتعذيب على يد قوات الأمن في هذا البلد لعدة سنوات بسبب نشاطه الديني، عن الزوايا الخفية لمقتل شيعة هذا البلد في السنوات الماضية. ورغم أن الحكومة والجيش النيجيري يعارضان بشدة أي نشاط ديني للشيعة وارتكب خلال السنوات الماضية أبشع الجرائم بحق هذه الأقلية الدينية، يعتقد الشيخ زكزكي أن الحكومة والجيش ليسا وحدهما من ارتكب مثل هذه الجرائم وأنهما ينفذان الأوامر من بعض الاحزاب والقوى الخارجية. وقال الشيخ الزكزاكي في حواره مع قناة العالم إن مذبحة زاريا وقعت على يد السلطات النيجيرية عام 2015 بحق الشيعة وتمت بأوامر خارجية من الولايات المتحدة وإنجلترا والسعودية. وشدد الزكزكي على أن الحركة تتابع القضية من خلال شكوى قدمتها جمعية حقوق المسلمين بلندن في المحكمة الجنائية الدولية.

آثار أقدام السعودية في قتل الشيعة في نيجيريا

وبشأن الدور الواسع للسعودية في قتل مسلمي نيجيريا، قال الشيخ الزكزاكي إن محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، في حديث مع صحيفة نيويورك تايمز، قال في نبرة تهديد إنه سوف يقوم بقمع حركة شبيهة بـ حزب الله اللبناني في أفريقيا ومنع الزكزاكي من إقامة حكومة إسلامية. كما أكد الزعيم الشيعي النيجيري أن السعودية لم تكن السبب الرئيسي لهذه المجزرة، بل تصرفت نيابة عن الولايات المتحدة وإنجلترا ونفذت أوامرهما، لكن هاتين الدولتين لم تكنا على استعداد لدفع ثمن هذه المجازر، لكنهم أجبروا المملكة العربية السعودية على القيام بذلك.

وتتعلق إشارة الزعيم الشيعي النيجيري بأحداث زاريا التي قتل فيها وجرح المئات من شيعة هذا البلد في شهر صفر الموافق كانون الأول 2014 عندما هاجم الجيش النيجيري حسينية باقية مركز الشيعة النيجيريين. وفي هذا الحادث الدامي أصيب واعتقل الشيخ الزكزاكي وزوجته، كما استشهد عدد من أبنائه. ولقد كشف الشيح الزكزاكي عن تورط أجانب في هذه الجريمة المروعة، فيما نشرت وثائق في ذلك الوقت عن تورط سعوديين في قتل الشيعة. وفي اتصال هاتفي مع رئيس نيجيريا، أدان الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية قيام الشيعة في البلاد بأعمال إرهابية حسب زعمه ضد الحكومة وأعلن أن المملكة العربية السعودية تقف إلى جانب نيجيريا لمحاربة الإرهاب.

ويعارض السعوديون بشدة توسع المذهب الشيعي في الدول الإسلامية وقاموا باستثمارات كبيرة لمواجهته. وكدولة مسلمة، يبلغ عدد سكان نيجيريا حوالي 170 مليون نسمة، وفي هذا الصدد، فهي أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان وأكبر منتج للنفط في القارة السوداء، ومن بين هؤلاء السكان، هناك حوالي عشرين مليون نسمة من الشيعة، وبالتالي، بعد إيران والعراق، يمكن اعتبار نيجيريا حسب عدد السكان ثالث دولة شيعية في العالم.

لذلك، فإن التأثير بين سكان هذه البلدان له أهمية خاصة بالنسبة للسعوديين، ويمكنهم بسهولة الترويج للأفكار الوهابية-السلفية بين السنة ومواءمتها مع سياساتهم الخلافية. وبما أن الشيعة يعارضون الترويج للأفكار الوهابية، فهم يشكلون عقبة خطيرة في تحقيق المخططات السعودية، وبالتالي فإن الأمر بقتل هذه الأقلية الدينية في نيجيريا هو جزء من المشروع الإجرامي السعودي لإزالة هذه العقبة. ودول مثل نيجيريا، التي تحتاج إلى دعم مالي من الخارج، تحاول حل جزء من مشاكلها الاقتصادية من خلال الاقتراب من النظام السعودي، وهم على استعداد للتضحية بآلاف الشيعة مقابل الحصول على حفنة من الدولارات.

إن أمريكا وإنجلترا، اللتين تعتبران انتشار الأفكار الشيعية في المجتمعات الإسلامية خطرًا على تقدم خططها الاستعمارية، تتماشى مع السعوديين في هذا الاتجاه. والحكومة النيجيرية المطيعة لأوامر الغرب والسعوديين لا تأبه بقتل الشيعة وتريد أن تظهر خدمتها الحسنة لأسيادها الأجانب بمثل هذه الجرائم حتى يغضوا الطرف عنها. لقد كان قتل الشيعة في نيجيريا في السنوات الأخيرة في صفوف قصص الإبادة الجماعية، لكن الغربيين، الذين يدعون دائمًا الدفاع عن حقوق الإنسان، التزموا الصمت أمام هذه الجرائم ووافقوا عليها من وراء الكواليس.

المسلمون يقتدون بنوذج الثورة الإسلامية الإيرانية

في جزء من حديثه، ذكر الزعيم الشيعي النيجيري أيضًا تطور الثورة الإسلامية الإيرانية في دول أخرى، وقال إن الناس في أجزاء كثيرة من العالم استلهموا من الثورة الإسلامية وأن ثمار هذه الثورة أدت إلى الإطاحة بالدكتاتورية والحكومات في بعض البلدان. وحسب زكزكي، اقتداءً بالثورة الإيرانية في الدول الإسلامية، أصبح الناس يعتقدون أن السلطة ليست في أيدي الحكومة بل في أيدي الشعب. وأرجع الشيخ الزكزاكي في حديثه توسع مدرسة أهل البيت في العالم إلى انتصار الثورة التي استطاعت إحيائها، وفي هذا السياق قال إنه “عندما كنت في السجن كنت أدرك ذلك. كان العمال في السجن يعرفون الشيعة جيداً وبعد استشهاد الحاج قاسم سليماني تحدثت معهم واكتشفت مدى معرفتهم بالجنرال سليماني”.

ولذلك فإن السلطات السعودية التي تنسب أي نشاط للشيعة في العالم إلى دعم إيران، تحاول التعامل مع هذه الأفكار التي تنتشر يوما بعد يوم بكل الوسائل الممكنة. ومثلما قاموا بتأجيج حالة انعدام الأمن في العراق، حاولوا التقليل من شأن حفل الأربعين الحسيني (عليه السلام) الكبير، وهو أكبر تجمع للشيعة في العالم.

إن المسلمين على دراية بسلوك الجنرال سليماني، بينما المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع النظام الصهيوني والولايات المتحدة، التي اعتبرت زعيم المقاومة هذا تهديدًا لتأمين مصالحها الاستعمارية، شنت العديد من الهجمات ضده في المنطقة والعالم باستخدام إمبراطوريتهم الإعلامية، وذلك من أجل أن يصوروا الجنرال سليماني على أنه وجه عنيف وإرهابي يهدد أمن الدول. لكن هذه الإعلانات لم يكن لها تأثير على تغيير الرأي العام للمجتمعات الإسلامية، واعتبره كثيرون مدافعًا عن الأمم الإسلامية ضد الإرهابيين، وخاصة أنه استطاع تحقيق الأمن لشعوب المنطقة، خاصة في بلاد سوريا والعراق. كما بعد استشهاده، انطلقت مظاهرات واسعة النطاق تندد بهذه الجريمة في العديد من الدول الإسلامية، وأظهرت أن مدرسة سليماني لا تزال على قيد الحياة، وخلافًا لمزاعم الجبهة العبرية والعربية والغربية، فإن سليماني ليس إرهابياً بل كابوسا، بث الرعب في قلوب الارهابيين الذين يدعمهم هذا المثلث الشرير.

وبقتل الآلاف من الشيعة الأبرياء في نيجيريا، بذلت المملكة العربية السعودية جهدًا مزدوجًا لإغلاق الحركة الحسينية في هذا البلد الأفريقي إلى الأبد، لكن هذه الجرائم لم تمنع الشيعة من السير في طريقهم، والآن في حداد محرم، يستمر الشيعة في الظهور والمشاركة على الرغم من عنف الجيش ويظهرون محبتهم لآل الرسول صلى الله عليه وسلم.

وحول رسالته للدول العربية والاسلامية حول توحيد صفوف المسلمين وحمايتهم في جميع انحاء العالم، قال الشيخ، “كما قلت سابقا إن الغرب يرى أن العدو اللدود وهو العدو الاول له هو الإسلام والمسلمون ولم يخفوا هذا ويقولونه علانية، هم يقولون علانية ويتكلمون علانية دون اي مجاملة هم أعداء الإسلام والمسلمين، على المسلمين ان يكونوا صفا واحدا كما أن أعداءهم هكذا، أرى أن الأعداء هم صف واحد في مواجهة المسلمين، إنها فتنتهم وفساد كبير، يعني لنكن صفا واحدا إن لم تكونوا صفا واحدا ستكون هناك فتنة كبيرة وفساد كبير، لابد لنا من توحيد الصفوف ومواجهة ما يقابلنا، لا نبالي بهؤلاء الذين يثيرون الفتن بيننا والتفرقة، والتفرقة المذهبية والطائفية وما الى ذلك، الإسلام يوحدنا هو دين واحد وإلهنا واحد، ربنا واحد لا تبالي بمن يقول المسلمون ينقسمون الى اقسام، الاسلام لا ينقسم الى قسمين الاسلام هو قسم واحد، ولو كان المسلمون يختلفون، فإن الذين اختلفوا وجعلوا المسلمين يعملون للأعداء، كل من يواجه المسلمين كالاعداء هو يعمل لاعداء الاسلام”
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق