التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أبريل 18, 2024

ابتزاز أمريكي جديد من اللبنانيين في ملف الخلاف الحدودي مع الکيان الإسرائيلي 

فيما يجري الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين في قضية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والکيان الصهيوني محادثات مع الجانب الإسرائيلي حول الموقف اللبناني الأخير من القضية، أفادت وسائل إعلام صهيونية بأن إسرائيل تواصل إصرارها على الحفر في حقل كاريش.

استمرار النشاط الصهيوني في حقل كاريش

قال محلل صهيوني للشؤون العربية إن اجتماعاً افتراضياً عقد بين عاموس هوكشتاين وفريق التفاوض الإسرائيلي حول محادثات ترسيم الحدود مع لبنان، وناقش الطرفان اقتراح لبنان الجديد وموقفه من الخلاف مع إسرائيل على الحدود البحرية، فيما تستعد إسرائيل لاستخراج الغاز من حقل كاريش.

وحسب مصادر رسمية في تل أبيب، فقد تم إبلاغ فريق التفاوض الإسرائيلي بنتائج زيارة عاموس هوكشتاين لبيروت قبل 10 أيام، وتم التحدث معه عن احتمال حدوث تقدم في قضية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان حيث يتم حماية المصالح الأمنية لإسرائيل.

کذلك، تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل أيضًا إلى إنهاء القضية، وأصدرت وزارة الخارجية والأمن والطاقة الإسرائيلية مؤخرًا بيانًا مشتركًا، جاء فيه إن حقل کاريش جزء من الأصول الاستراتيجية لإسرائيل وخارج محل النزاع مع لبنان.

كما أفاد التلفزيون الصهيوني بأن الاقتراح اللبناني نصَّ على أن حقل قانا الواقع على الخط 23، يمثل خط الخلاف الرئيسي بين الجانبين. كذلك، على الرغم من أن اللبنانيين لم يطرحوا حقل کاريش الذي يقع ضمن الخط 29، في إطار المسائل المتعلقة بالمنطقة المتنازع عليها؛ لكنهم يواصلون حثّ إسرائيل على تعليق أنشطتها في المنطقة حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي.

وفي هذا الصدد، قال “شاؤول حوريو” الباحث في مركز دراسة سياسات واستراتيجيات الکيان الصهيوني في جامعة حيفا: “إن مناقشة الخلاف الحدودي مع لبنان ليست قضيةً عاديةً، بل نتحدث عن تهديد استراتيجي، كما أن لهجة الجانبين اللبناني والإسرائيلي في الحديث عن هذه القضية متشائمة، ويبدو أن المفاوضات حول هذا الموضوع ستؤدي إلى طريق مسدود.”

الابتزاز الأمريكي الجديد من اللبنانيين

من جهة أخرى، ذكرت مصادر عربية في الولايات المتحدة أن السلطات اللبنانية مهتمة للغاية بإكمال قضية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، لكن كانت هناك تقييمات سلبية لزيارة هوكشتاين الأخيرة لبيروت، لأنه لم يقدم رسمياً موقف لبنان للإسرائيليين كتابةً، ما يعقِّد عملية التفاوض غير المباشرة. وبشكل عام، يرتبط دور الأمريكيين في هذا الملف بقلقهم من تصاعد التوترات العسكرية بين لبنان والکيان الإسرائيلي.

وحسب هذه المعلومات، يواصل الجانب الأمريكي إصراره على حماية مصالح إسرائيل والتأكيد على الخط 23 باعتباره الخط الحدودي بين لبنان وفلسطين المحتلة. كما يصر الأمريكيون على عدم حديث المسؤولين اللبنانيين عن قضية الخلاف الحدودي مع إسرائيل وتبادل حقلي قانا وکاريش.

ولهذا السبب، عقب التصريحات الأخيرة لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بشأن قضية ترسيم الحدود البحرية مع الکيان الصهيوني، ودعوته إلى سحب السفينة الإسرائيلية من حقل کاريش، ألقت الولايات المتحدة باللوم على باسيل في تعطيل هذه القضية، واتخذ الأمريكيون مرةً أخرى موقفاً عدائياً ضد زعيم التيار الوطني الحر.

وأوضحت المصادر نفسها أن الولايات المتحدة تحاول معرفة الموقف الحقيقي لحزب الله من الخلاف الحدودي اللبناني الإسرائيلي، والواقع أن الأمريكيين يخشون بشدة التوتر العسكري بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

وهذه قضية تحدث عنها أيضاً عاموس هوكشتاين خلال زيارته للبنان، قائلاً بنبرة قلق إن تصعيد حزب الله العسكري سيقود المنطقة إلى حرب كبرى. كما بحث أيضًا التهديدات الجادة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

لكن الوسيط الأمريكي سمع من اللبنانيين أنه إذا قررت إسرائيل البدء في التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة المتنازع عليها، بحيث تتهدَّد الحقوق البحرية اللبنانية، فإن المقاومة ستلعب دورها.

من جهة أخرى، أفادت مصادر مطلعة بأن الجانب الأمريكي يدرس موضوع تمويل مشروع نقل الطاقة من مصر والأردن إلى لبنان من قبل البنك الدولي، لكن يبدو أن الأمريكيين غير مستعدين للتعاون مع الحكومة اللبنانية الحالية، وينتظرون وصول الحكومة الجديدة إلى السلطة ويتوقعون تغيير وزير الطاقة، وفقدان التيار الوطني الحر بزعامة جبران باسيل وزارة الطاقة.

ووفقاً للتقرير، رغم أن الأمريكيين وعدوا لبنان مرةً أخرى بأنهم سيوفرون التسهيلات اللازمة لواردات الطاقة من مصر والأردن، ولكن فقط إذا تم تحقيق الأهداف السياسية للولايات المتحدة في لبنان وإجراء تغييرات في الحكومة اللبنانية ووزارة الطاقة، وكذلك تقديم ضمانات لإعفاء مصر من “قانون قيصر”(العقوبات الأمريكية على سوريا)، ستبدأ واشنطن جهودها لإقناع البنك الدولي بتمويل المشروع.

إمكانية فرض عقوبات أمريكية على عون وباسيل

وحسب التقرير، فإن هذه المواقف الأمريكية هي جزء من الضغط المباشر على الرئيس اللبناني ميشال عون وجبران باسل.

وفي هذا الإطار، قالت السفيرة الأمريكية في بيروت، دوروثي شيا، التي عادت لتوها إلى بلادها، إنها ستصل بيروت يوم السبت لإطلاع السلطات اللبنانية بموقف الولايات المتحدة من كيفية التعامل مع قضية واردات الطاقة من مصر والأردن إلى لبنان.

واختتمت المصادر بالتأكيد على أن هناك الکثير من الحديث في واشنطن عن القرار الأمريكي بالعودة للعقوبات المفروضة على بعض الشخصيات اللبنانية، قبل وبعد انتخاب الرئيس المقبل لهذا البلد، ومن المرجح أن يكون جبران باسل وميشال عون من بين الخاضعين للعقوبات الأمريكية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق