التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, مايو 9, 2024

أبعاد أهمية يوم القدس في خضم التطورات التي تشهدها فلسطين هذه الأيام 

مرت أكثر من أربعة عقود على إعلان الإمام الخميني(رحمه الله تعالی) في خطوة تاريخية وخالدة، الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوماً عالمياً للقدس.

وفي مثل هذا اليوم من كل عام، تضع الأمة الإسلامية خلافاتها جانباً من أجل قبلتها الأولى وشعب فلسطين المظلوم، وترفع قبضاتها المشدودة في وجه الاستکبار العالمي والصهيونية العالمية، دعماً لقضية تحرير فلسطين.

منذ تنفيذ المؤامرة المشتركة لمنظمة الماسونية والصهيونية العالمية والإمبريالية الغربية لزرع الکيان الصهيوني هذه الغدة السرطانية في العالم الإسلامي، استخدمت هذه المجموعة الشريرة، إلى جانب القادة العرب التابعين والمتحجرين، كل أدواتها وإمکاناتها حتى لا يبقى اسم أو أثر للقضية الفلسطينية.

ولكن بفضل الله تعالى، ومع ظهور الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني(رحمه الله)، عاد نضال الشعب الفلسطيني للتحرير إلى مركز التطورات في العالم الإسلامي، وطوال كل هذه السنوات أبقى يوم القدس قضية فلسطين كقلب نابض.

ولا شك أن الإنجاز العظيم ليوم القدس العالمي، هو مواجهة منظومة الأكاذيب المنسقة والإمبراطورية الإعلامية الكبرى لتيار الهيمنة في تشويه وقلب واقع التطورات في فلسطين، من أجل منع الرأي العام العالمي من إدراك الفظائع التاريخية التي ارتكبها الکيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ودول أخرى في المنطقة، بدعم کامل من جميع القوى الغربية.

والواقع أن يوم القدس هو بمثابة سيل عارم يثير جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، ليرفعوا الصوت عالياً دعماً لحركة تحرير الشعب الفلسطيني وإدانة جرائم الکيان الصهيوني.

وهذا يؤدي إلى تشجيع المزيد من الناس كل عام في أجزاء مختلفة من العالم على معرفة وحتى استكشاف واقع فلسطين، على الرغم من هيمنة الصهيونية العالمية على وسائل الإعلام والتدفق الحر للمعلومات.

من ناحية أخرى، لعب يوم القدس دورًا لا غنى عنه في استمرار الحركة المناهضة للاحتلال، ومسار الانتفاضة بين أبناء الشعب الفلسطيني.

إن عدم تخلي الشعب الفلسطيني عن النضال وانتقال راية المقاومة من جيل إلی جيل، على الرغم من أعنف وأكبر وأطول أعمال القمع البشري المنهجية في العصر الحديث، يعود في الأساس إلى دعم المسلمين المستمر للقبلة الأولى، وهو دعم يظهر أهم مظاهره في يوم القدس العالمي.

لكن يوم القدس هذا العام يتسم بأجواء مختلفة وسط بدء انتفاضة جديدة للشعب الفلسطيني ضد العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى، وهو ما ضاعف أهمية يوم القدس لهذا العام.

فمن ناحية، بعد عامين من عدم إقامة مسيرات واسعة النطاق في يوم القدس في الدول الإسلامية ومناطق أخرى من العالم بسبب تفشي جائحة كورونا، فإن عودة موجة الدعم الإسلامي في يوم القدس هذا العام ستعطي زخماً وقوةً إضافيةً للانتفاضة الفلسطينية، لإجبار الصهاينة على التراجع عن المؤامرة الشريرة ضد الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى.

بحيث أنه مع اقتراب الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، اهتزت أركان الکيان الإسرائيلي الأمنية، وفُرضت إجراءات أمنية صارمة وحظر تجول في جميع أنحاء فلسطين المحتلة، مما يدل على ذروة خوف الصهاينة من الانتفاضة الفلسطينية في يوم القدس.

ومن ناحية أخرى، فإن إقامة يوم القدس هذا العام بشکل أوسع من ذي قبل في جميع أنحاء العالم الإسلامي، تمثل ضربةً قويةً للمساومين والرجعيين العرب الذين يدعمون تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

في الواقع، يجب اعتبار يوم القدس هذا العام نوعًا من الاستفتاء العام بين الأمة الإسلامية حول خيانة التطبيع.

وعلى عكس الدعاية الكاذبة لوسائل الإعلام الحكومية للأنظمة المطبعة، فإن غالبية المسلمين يعتبرون المقاومة والانتفاضة السبيل الصحيح الوحيد للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومواجهة النزعة التوسعية للکيان الصهيوني. كما يطالبون بالتحرير الكامل للأراضي الفلسطينية والقضاء علی الکيان الصهيوني الزائف لعودة السلام والاستقرار إلى المنطقة.

هذا الوعد يرجی تحققه في يوم القدس هذا العام أكثر من أي وقت مضى، وهذا ما أكده قادة مختلف محاور المقاومة في المنطقة، من حزب الله اللبناني وحركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة، إلى زعيم حرکة أنصار الله اليمنية السيد بدر الدين الحوثي وهادي العامري رئيس تحالف الفتح في العراق، وأقسموا على تحقيق هذا الوعد المقدس.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق