التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أبريل 27, 2024

الشعوب العربية تلقن أنظمة العمالة درساً قاسياً.. الدلالات والرسائل 

في ظل تواصل التضامن الشعبيّ العربيّ والإسلاميّ الواسع مع القدس وغزة الفلسطينيتين، والذي ضم نشطاء وفنانين ومشاهير، من خلال منصات التواصل الاجتماعيّ، بالتزامن مع العدوان الصهيونيّ الإجراميّ، تظهر الأنظمة المُطبعة بأسوأ صورة منذ إدخالها في حظيرة التطبيع الأمريكيّة، خاصة بعد التضامن الكبير الذي شهدته مواقع التواصل الاجتماعيّ من شعوب الدول التي طبّعت أنظمتها مع عدو العرب والمسلمين الأول دون أيّ رادع أخلاقيّ أو إنسانيّ أو دينيّ.

وفي هذا الصدد، عجت مواقع التواصل العربيّة والخليجيّة على وجه الخصوص بدعم القدس المُحتلة وغزة المحاصرة، حيث أطلق نشطاء عدة هاشتاغات لاقت تفاعلاً هائلاً، واتفق الجميع على دعمهم الكامل لأصحاب الأرض، وتمسكهم بالقضية الفلسطينيّة، عقب سلسلة الإجرام المتصاعدة التي يقوم بها العدو الصهيونيّ الباغي بحق الأبرياء، وبالفعل سقطت اتفاقات التطبيع الخليجية مع الصهاينة سقوطاً مدوّياً على المستوى الشعبيّ، في أوّل اختبار حقيقيّ لها، بالتزامن مع توسّع العدوان على حيّ الشيخ جراح في القدس، والذي تحوّل إلى حرب على قطاع غزة المحاصر.

وإنّ التطورات الأخيرة ستؤثر بشكل عميق على مسار التطبيع الخليجيّ، بعد أن ظنّت الأنظمة المُطبعة أنّها انتصرت على عقائد شعوبها، رغم علمها بالرفض الشعبيّ العارم لخيانة فلسطين وشعبها ومقدساتها، وإنّ استمرار “الانتفاضة الإلكترونيّة” للشعوب العربيّة والخليجيّة التي رافقها تحركات ميدانيّة على الحدود مع الأراضي المحتلة، يجعل الصهاينة في ارتباك وخوف مستمر، لأنّهم يعيشون في عالم عربيّ وإسلاميّ يرفض احتلالهم بشكل مطلق، ومن ناحية أخرى، يضع الأنظمة التي سارعت نحو تطبيع علاقاتها مع الكيان في “مأزق مستقبليّ” بعد أن صدحت أصوات شعوب الدول العربية المُطبعة للوقوف ضد أنظمتها التي هرعت لإرضاء الإدارة الأمريكية على حساب طعن الشعب الفلسطينيّ في خاصرته وقضيته.

وقد برز الموقف الشعبيّ السعوديّ الضاغط على حكام السعودية (الراغبين بالتطبيع والمشجعين عليه)، بعد أن كشفت الرياض اللثام عن نهجها القذر وأعلنت تأيّيدها بشكل رسميّ لاتفاق الخنوع الإماراتيّ – البحرينيّ مع العدو الغاشم، حيث تحدثت الكثير من التقارير الإعلاميّة العربيّة والدولية عن العلاقات السعوديّة – الصهيونيّة، والأسباب الداخليّة التي تمنع الرياض من الكشف عن علاقاتها مع تل أبيب بشكل علنيّ، بعد أن انقلبت سياسة السعوديّة بشكل كامل تجاه الاحتلال الصهيونيّ، وأصبحت تشيد بشكل فاضح، باتفاقات الخيانة التي أبرمتها بعض الدول العربية مع عدو العرب والمسلمين بـ “ضوء أخضر” منها، وقد وعجزت جيوش “الذباب الإلكترونيّ” (صفحات وهميّة للتأثير على الرأي العام) التابعة للدول الخليجيّة عن التحكّم بوسائل التواصل الاجتماعي، بسبب كثافة المشاركة والتضامن مع فلسطين، والتي طغت في السعودية على حملة الاحتفال بالذكرى الرابعة لانقلاب محمد بن سلمان، فيما دعت رموز المعارضة السعودية إلى انتفاضة تؤازر الفلسطينيين.

وبحسب تقارير إعلاميّة، فإنّ نسب التعبير عن الغضب ضدّ العدوان الصهيونيّ الهمجيّ، اختلفت بين دولة خليجية وأخرى، بتفاوت هامش الحرّيات السياسية الممنوحة للمواطنين في كلّ منها، وبتفاوت مدى التقارب بين آراء المواطنين وبين مواقف حكوماتهم، وإنّ تصاعد الأصوات المنددة والرافضة للتطبيع مع العدو الصهيوني تضع الأنظمة الموقعة على اتفاقيات الخنوع، في مواجهة مباشرة مع شعوبها، خاصة أن تزايد دائرة الرفض الشعبيّ للتطبيع يُضعف موقف تلك الأنظمة ويجعل الاتفاقيات بلا جدوى على أرض الواقع.

ومع فشل الإمارات في اختلاق إيجابيات لفعلتها النكراء لشعبها المناصر لفلسطين، كان تفاعل الشعب الإماراتي ضد العدوان الصهيونيّ الاستبداديّ مشرفاً للغاية، وانضم إليه شخصيات مرموقة، كزوجة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، التي دعت المسلمين إلى تحمُّل مسؤوليتهم تجاه المسجد الأقصى، معتبرةً أنه ليس مُلكاً لقائد ولا لحاكم ولا لملك، وأن المسجد الأقصى ليس مسؤولية الأحرار في فلسطين فقط، بل مسؤولية المسلمين جميعاً، فيما دعا المعارض، حمد الشامسي، سلطات بلاده إلى التراجع عن اتفاق التطبيع، معتبراً ما يحدث فرصة لحكّام أبو ظبي للانسحاب من اتفاق التطبيع المشؤوم، وتسجيل موقف يُحسب لها أمام الرأي العام الإسلاميّ، وقارن إماراتيون بين مسارعة حكومتهم إلى التعبير عن تعاطفها مع الكيان الغاشم بعد مقتل 45 من المتدينين المتشدّدين عند انهيار منصة جبل ميرون في نهاية الشهر المنصرم، وبين بيانات رفع العتب الهزيلة التي أصدرتها مُكرهةً تعليقاً على ما يجري في فلسطين.

وفي البحرين، لم يكن المشهد مختلفاً، حيث ظهرت الهوة الكبيرة بين المواطنين المعارضين لتطبيع العلاقات مع تل أبيب، وبين نظامهم الحاكم، وقد نزل مواطنون إلى شوارع المنامة، في مسيرات تضامن مع فلسطين، رفعوا فيها الأعلام الفلسطينية مع صور رموز المعارضة البحرينيّة، وفي قطر التي ترفض ظاهريّاً، تطبيع العلاقات مع كيان العدوّ، على رغم وجود تعامل كبير مع الصهاينة، بدا التأييد الشعبيّ لفلسطين كما هو متوقع وأكثر، وهذا ينطبق على سلطنة عمان التي رفضت تطبيع العلاقات مع العدو، رغم زيارة رئيسَين للوزراء في “إسرائيل” لها في عامَي 1994 و2018، فيما كان الموقف الكويتيّ مشتركاً بين الشعب الرافض للتطبيع مع الأعداء وبين الحكومة التي أوضحت أنّ الكويت آخر دولة عربيّة يمكن أن تُطبع مع تل أبيب.

ختاماً، صفعة كبيرة تعرضت لها الأنظمة العميلة التي ناصرت ضمنيّاً العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني، بالتوازي مع الانتصار الواقعيّ الذي حققه المقاومون والالكترونيّ الذي حققه أنصارهم، ما يعني أنّ الوقائع الجديدة أعادت المطبعين والصهاينة إلى مربع ما قبل الخيانة، لتبقى الرسالة الأهم للإسرائيليين، بأنّكم تحتلون أراض تأبى شعوبها الهزيمة والرضوخ، وتعيشون في محيط عربيّ لا يمكن أن يتقبلكم في يوم من الأيام أو تكونوا جزءاً منه.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق