التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 4, 2024

شمخاني: لا قيمة لاي توافق اوروبي اميركي حول مستقبل الاتفاق النووي 

وكالات – الرأي –
أكد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني بان لا قيمة لاي توافق بين اوروبا واميركا حول مستقبل الاتفاق النووي والبرنامج النووي الايراني، مشددا على ان احلامهم حول ايران لن تتحقق.

وفي كلمة له اليوم الاربعاء خلال اجتماع سوتشي الامني الدولي التاسع قال شمخاني، ان عالم اليوم بحاجة اكثر من اي وقت مضى للسلام والاستقرار والامن وان السبيل لذلك يكمن في طريق الحوارات السياسية والامنية والعسكرية للوصول الى تفهم مشترك والى الحل تاليا.

واضاف، انه ينبغي انهاء الحرب والعنف وان يتم بدلا عن انشاء التحالف ضد الحرب انشاء التحالف من اجل السلام والصداقة والاخوة وان يتم توظيف الارصدة الوطنية للدول في مسار معالجة الفقر وتحقيق التنمية والرخاء بدلا عن انفاقها على سباق التسلح.

واعتبر ان التجربة اثبتت بان اي ازمة في عالم اليوم لم تحل بالحرب والنزاع بان تحولت من حالة الى اخرى واشار الى ازمات المنطقة قائلا، انه يمكن القول بحزم بان لا حل لازمات اليوم في العالم سواء في سوريا او اليمن او ليبيا او افغانستان او شبه الجزيرة الكورية، سوى الحل والتسوية السياسية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو انه لماذا جرى تجاهل الحل السياسي في هذه الازمات ويتم الدق على طبول الحرب فيها؟ .

** العقبات التي تحول دون حل الازمات سلميا

وقال امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني، رغم ان لكل من هذه الازمات حلا سياسيا خاصا بحد ذاته الا انه عند البحث في الجذور نرى عقبات كامنة في جميع هذه الازمات تقريبا.

واعتبر شمخاني ان اسباب عدم الاهتمام بالحل السياسي والدق على طبول الحرب بانها تعود الى “التصور الخاطئ في اذهان بعض الحكام بانهم يمكنهم حل الازمات بالحرب” و”غياب الشجاعة لدى البادئين بالحرب وحماتهم للقبول باخطائهم والعودة الى المسار الصحيح” و”مصالح بعض اللاعبين في الاستمرار بالفوضى والتشتت في المنطقة لتفريغ الطاقات” و”إضعاف ركائز القدرة الوطنية للدول” و”تدمير البنية التحتية وتاجج النزاعات الطائفية والقومية والعرقية” و”مصالح باعة الاسلحة والاعتدة”.

واشار الى مثال على ذلك وهو اميركا باعتبارها اكبر مصدّر للسلاح والعتاد حيث تستحوذ على اكثر من ثلث سوق الاسلحة في العالم وان اكثر من 70 بالمائة من هذه الاسلحة تباع لمنطقة الشرق الاوسط وازدادت خلال العقد الاخير الى الضعفين بحيث حولت المنطقة الى مستودع للسلاح والبارود.

وطرح شمخاني التساؤلات التالية وهي؛ انه ومع وجود مثل هذه السوق الرابحة جدا، هل يمكن لاميركا حتى ان تكون لها مجرد الرغبة بانهاء الحروب؟ هل بامكانها ان تبيع اكثر من مائة مليار دولار من الاسلحة في زيارة للسعودية دون الايحاء بان ايران تشكل تهديدا امنيا ؟ هل بامكانها اطلاق سباق لشراء الاسلحة في العالم دون رسم صورة مفترضة وفارغة عن تهديدات مزعومة تشكلها روسيا والصين وايران ؟ هل كان بامكان الجماعات الارهابية مثل داعش السيطرة على نصف اراضي العراق وسوريا من دون تلقي الدعم من اميركا ؟ هل بامكان الارهابيين الانتقال الى اماكن الاشتباك الجديدة في افغانستان واسيا الوسطى من دون الدعم من اميركا ؟ واضاف، من الطبيعي ان الاجابة سلبية على جميع هذه الاسئلة لان سياسة اميركا المؤكدة في هذه المنطقة هي ادارة زعزعة الامن وعدم الاستقرار ونشر القواعد العسكرية وبيع الاسلحة والتدخل في شوؤن المنطقة.

** الاهم من الاتفاق النووي هو الالتزام به

واعتبر شمخاني المفاوضات النووية بين ايران ودول مجموعة “5+1” مثالا واضحا للعالم بامكانية الوصول الى حل توافقي بالحوار والتفاوض لانهاء ازمة مفتعلة “الا ان الاهم من مبدا الوصول الى الاتفاق هو التزام الطرفين بتعهداتهما من اجل ديمومة الاتفاق، لكننا للاسف نواجه اليوم حكومة لا تسخر فقط من اتفاق الحكومة الاميركية السابقة لها بل تتجاهل المبادئ الاساسية للقوانين الدولية ليس فقط بشان الاتفاق النووي الايراني بل ايضا بشان معاهدات بلادها الثنائية والدولية.

** لا قيمة لاي توافق بين اوروبا واميركا حول مستقبل الاتفاق النووي

وتابع شمخاني، انني في هذا الاجتماع الامني الدولي الذي يحضره مندوبو اكثر من 100 دولة من قارات العالم الخمس، اعلن نيابة عن الجمهورية الاسلامية الايرانية بان اي توافق بين اوروبا واميركا حول مستقبل الاتفاق النووي والبرنامج النووي الايراني لمرحلة ما بعد القيود الواردة في الاتفاق النووي، لا اعتبار ولا قيمة له. انني اقول لكم بثقة بان احلامهم حول ايران لن تتحقق بالتاكيد، فالتفاوض من جديد حول انتهاء مرحلة القيود المفروضة على الانشطة النووية السلمية الايرانية يعني تقويض الاتفاق النووي، لان الغاء القيود وتطبيع مسيرة البرنامج النووي السلمي الايراني في اطار الاتفاق يشكل جزءا مهما من التعهد المقدم لايران في هذا الاتفاق الدولي؛ اي خطة العمل المشتركة الشاملة.

وفي الاشارة الى القضية الفلسطينية قال شمخاني، ان الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني من قبل اميركا لا ياتي في مسار حل القضية الفلسطينية بل في مسار تاجيج نيران الحرب في فلسطين.

واكد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني ضرورة ان توظف دول المنطقة طاقاتها لمساعدة الحكومات لحل ازماتها الداخلية واضاف، ان بلورة الحوار بين حكومة الوحدة الوطنية الافغانية وطالبان للتخلى عن العنف وكذلك حوار الحكومة السورية مع المعارضة المسلحة التي قبلت بوقف اطلاق النار، يعتبر طريقا صائبا ينبغي ان يحظى بدعم اقليمي ودولي.

واكد بان الحالة الوحيدة الخارجة عن اطار الحوار والتفاوض هو موضوع الارهاب واضاف، انه ينبغي مكافحة الارهاب كتهديد جاد ومتنام في منظومة الامن الجماعي.

** لا ينبغي السماح للمساس بسيادة الدول بذريعة مكافحة الارهاب

واعتبر مكافحة الارهاب سواء في العراق او سوريا او افغانستان او اي مكان اخر لن تكون ميسرة من دون التعاون المشترك مع حكومات هذه الدول واضاف، لا ينبغي السماح بذريعة مكافحة الارهاب المساس بالسيادة الوطنية ووحدة اراضي الدول التي تعاني من وجود الارهابيين او ان تتحول مكافحة الارهاب الى اداة تستغل للتدخل واحتلال قسم من اراضي هذه الدول المستقلة وللاسف فقد حصل مثل هذا الامر في سوريا.

واكد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني حاجة قارة اسيا خاصة غربها لهيكلية وآلية للتعاون السياسي والامني والعسكري كي تتمكن، من دون تدخلات اللاعبين الدوليين، من ادارة الخلافات وابعاد نيران الحروب.

واكد الادميرال شمخاني بان الجمهورية الاسلامية الايرانية المقترحة لحوار الحضارات والعالم الخالي من العنف والتطرف في الجمعية العامة للامم المتحدة، على استعداد لاستخدام قدراتها وطاقاتها لحل الازمات الاقليمية والمكافحة الجادة والمؤثرة للارهاب، بمشاركة دول المنطقة، مثلما لبت ايجابيا دعوات الحكومة الشرعية في كل من العراق وسوريا وتمكنت الى جانبهما وبضحيات قواتهما المسلحة من انهاء دولة داعش المزعومة في هذين البلدين. انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق