التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, نوفمبر 6, 2024

لسنا داراً للأخضر التكفيري! 

عبدالرضا الساعدي
في البدء يجب التنويه ، بأننا لسنا ضد مبادرات رفع الحظر عن الكرة العراقية ، فنحن من هذا الشعب و نعشق الرياضة وكرة القدم تحديداً ، ونتمنى أن تكون ملاعبنا بعيدة عن شروط المشترطين وقيود الخبثاء والملاعين الذين أرادوا أن نكون بمعزل عن كل شيء ، وحرمونا حتى من اللعب على أرضنا ، بحجج ومبررات لعينة وخبيثة استمرت عقودا طويلة من الزمن ، والضحية هو شعب العراق الذي وجد نفسه بين مطرقة (الأشقاء ) وسندان الأصدقاء ؛
ولكن يجب أن لا ننسى ماذا حصل طيلة 15 عاما من التغيير السياسي في البلد ، من مذابح يومية تقترب من الإبادة ،وأن لا ننسى تماماً من هؤلاء أصحاب المبادرات (الشقيقة ) ، ونكشف بصدق ووضوح لا لبس فيه ، وبلا نفاق أو ( براغماتية ) سمجة يتعامل بها البعض إزاء مشكلة رياضية عمرها أكثر من 30 عاما ، هم أنفسهم من صنعها وأدامها ليستثمروها في الآخر لأغراض سياسية واقتصادية وطائفية ، هم أنفسهم السياسيون القتلة في مملكة المستنقع الأخضر الإرهابية ، مستغلين الجانب العاطفي للجمهور الرياضي عندنا إزاء كرة القدم ، وبالتالي محاولة استغفال المشاعر والحماس ومحاولة تبييض وجوه هذه الدولة الموشومة بالسواد والاكفهرار من فرط الكراهية وروح التعطش الدموي التي تفوح من خلاياهم غير الإنسانية ، حين كانوا يصدّرون لنا مئات وآلاف التكفيريين الإرهابيين من بلدانهم كبضائع وهدايا حبّية وأخوية وإسلامية تذبح من خلالها ملايين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وحتى الرياضيين أنفسهم ومشجعيهم !!.
فأين كانوا خلال 39 عاما من القطيعة ؟!!
إن من سخرية القدر حقا ، ومن مفارقات هذا الزمن القبيح، أن تصبح دولة إرهابية مثل المملكة السعودية فاعلة خير كي تساهم في جلب البهجة والسعادة والفرحة من خلال رفع الحظر الكروي عن شعبنا ، هكذا استيقظ النظام السعودي فجأة فاكتشف أن الشعب العراقي شعب شقيق لهم، دمه من دمهم ، ومصيره من مصيرهم ، وأن العراق آمن ينعم بالأمن وبالأمان وليس طائفيا ولا مذهبيا أو إيرانياً !
لقد تناسى السعوديون بعد اندحار عصابات القاعدة وداعش المدعومة من قبلهم ، أنهم خربوا الملاعب الرياضية والكروية ومعظم البنى التحتية للشعب في مدن نينوى والرمادي وصلاح الدين وغيرها ، وأن أيديهم ملطخة بدماء الناس هناك بمن فيهم الرياضيين واللاعبين ، وأنهم ساهموا بقتل أشقائنا السوريين وتخريب مدنهم الجميلة الآمنة ، ولا ندري كم ملعب ومدرسة ومؤسسة رياضية ومدنية قد حطمها الوحوش المتخلفون ، خلاصة مستنقع مملكة (الأخضر ) السعودي ، بل و حتى هذه اللحظة يفتكون بأطفال اليمن الفقير ونسائه وشيوخه ، قتلاً وجوعاً ومرضا ، منذ عام2015 ، بدوافع طائفية وسياسية حقيرة ، فأين الإنسانية التي يتبجحون فيها وأين هي أخلاقهم الرياضية التي جاءوا بها كقناع يدخلون به من مدينة البصرة الفيحاء ، بيافطات وشعارات وترتيبات مخططة من قبل أجهزة المخابرات في السفارة السعودية بالعراق ، كي يوهموا الآخرين أن الأمور على ما يرام بين البلدين.
وعلى ما يبدو أنهم جاءوا ليلعبوا هذه المرة ، من خلال كرة القدم ، لعبة سياسية واقتصادية وطائفية ، وأن عقدتهم الحقيقية في العراق هي إيران وشعبها ، إيران التي ساهمت بدحر الإرهاب السعودي ودواعشهم في العراق وسوريا ولبنان ،و تتمتع بمكانة خاصة لدى شعبنا وحكومتنا ، كما أنها تعرف أقنعة السعودية المناورة حق المعرفة ، تلك الأقنعة التي تحاول أن تتلاعب من خلالها في سبيل تحقيق التوجهات والأهداف الصهيونية الأمريكية في المنطقة .
وللأسف فقد انطلت اللعبة على بعض من المثقفين والإعلاميين السذّج ، أما السياسيون فبعضهم يتاجر بدماء الشهداء والمعوقين والأرامل والأيتام ، من ضحايا الإرهاب السعودي طيلة 15 عاما متواصلة ، إما لمصالح ومكاسب مادية وسياسية أو كأوراق انتخابية ستحترق سريعا ، فلسنا (داراً ) للتكفيريين المجرمين والمتآمرين على البلد والأمة برمتها ، ولن نكون ، ولن تنطلي هذه الكذبة القصيرة على معظم الناس الواعية والمضحية ، فما زالت صور الشباب الرائعين معلقة في الكرادة ، ومازالت صور الخراب والحرائق والسواد ماثلة للعيان ، دماؤنا غزيرة وطاهرة لم تجف بعد ، وليست لعبة تجارية أو سياسية نقايض من خلالها رأس بلد مذبوح بكرةٍ يركلها اللاعبون تحت عباءة التكفيريين والوهابيين القتلة .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق