التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أبريل 28, 2024

ترامب والتمديد المشروط للاتفاق النووي بنكهة التهديد والوعيد 

أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” يوم الجمعة الماضي 12 كانون الثاني / يناير، تمديد تعليق العقوبات المفروضة على إيران لثلاثة اشهر اخرى وحذر بأنه لن يقوم مرة اخرى بهذا الأمر. وبالتزامن مع تعليق هذه العقوبات على إيران، قامت وزارة الخزانة الأمريكية بوضع عدداً من الشخصيات والكيانات الإيرانية في قائمة العقوبات الجديدة وهذا ما أكدته تلك المعلومات التي نُشرت على موقع وزارة الخزانة الأمريكية والتي أفادت بأنه تم إعداد قائمة عقوبات جديدة وتم أضافة بعض الشخصيات والكيانات الإيرانية أو المرتبطة بإيران إلى هذه القائمة التي اعدها مكتب مراقبة الممتلكات الأجنبية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية.

وبناءا على ما سبق، تم إصافة 14 شخص وكيان إيراني إلى هذه القائمة بتهمة انتهاك حقوق الإنسان والعمل في النشاطات الصاروخية في إيران، والجدير بالذكر هنا أن هذه العقوبات لاقت الكثير من ردود الأفعال من قبل وزارة الخارجية الإيرانية وعدداً من الدول الأوروبية.

ترامب يسعى إلى تغيير محتوى ومضمون الاتفاق النووي

وفي بيان له حول استمرار أمريكا في الاتفاق النووي قال ترامب: إنني اليوم اعلن تعليق العقوبات الإيرانية وهذا الأمر يعد فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق مع حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، لمعالجة نواحي القصور في هذا الاتفاق النووي الإيراني وان لم يتم التوصل إلى حلول لهذا الاتفاق ومعالجة جميع عيوبه، فإن الولايات المتحدة لن تمدد تعليق تلك العقوبات المفروضة على إيران وستنسحب من هذا الاتفاق النووي”. وحول هذا السياق اعرب مسؤول كبير في البيت الأبيض، قائلاً: أن الرئيس الأمريكي مستعد للتفاوض مع الدول الأوروبية لإحداث بعض التغييرات في الاتفاق النووي مع إيران ولفت إلى أن تصريح “ترامب” يؤكد بوضوح على أنه إذا تم تجاهل مطالبه بإجراء تغييرات على هذا الاتفاق النووي، فإن واشنطن سوف تنسحب من هذا الاتفاق في غضون الـ 90 يوما القادمة.

ظريف لـ”ترامب”: إيران لن تقبل تلك المطالب

من جانبه كتب وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: إن سياسة “ترامب” وبيانه الذي اعلن عنه يوم الجمعة الماضية، ما هي إلا محاولة لتقويض معاهدة الاتفاق النووية المتينة التي اتفقت عليها جميع الأطراف واعرب بأن هذا الأمر يُعد انتهاكاً صارخاً للبنود الـ 26 و 28 و 29 من هذا الاتفاق النووي ولفت إلى انه من غير الممكن التفاوض مرة اخرى حول بنود هذا الاتفاق، وصرّح بأنه بدلا من تكرار الخطابات القديمة، يجب على الولايات المتحدة أن تفي بالتزاماتها كإيران. وفي السياق نفسه أعربت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان لها، حيث قالت : لقد اضطر الرئيس الأمريكي يوم الجمعة الموافق 22 ديسمبر 2017، مرة اخرى إلى تمديد تعليق العقوبات على إيران، على الرغم من الجهود التي بذلها خلال العام الماضي للقضاء على هذا الاتفاق. ولقد أدانت جمهورية إيران الإسلامية تلك التهديدات التي وجهتها الولايات المتحدة إليها وقيامها بإضافة شخصيات إيرانية جديدة إلى قائمة العقوبات، حيث أكدت إيران على النقاط التالية:

1) إن جمهورية إيران الإسلامية، جنبا إلى جنب مع مجموعة (5+1) والمجتمع الدولي، يؤكدون على أن معاهدة الاتفاق النووية تعتبر وثيقة دولية ذات مصداقية عالية ولا يمكن بأي شكل من الأشكال التفاوض مجدداً بشأنها.

2 ) تؤكد جمهورية إيران الإسلامية بكل صراحة بأنها لن تنفذ أي شيء يتجاوز التزاماتها في هذا الاتفاق النووي ولن تقبل بأي تغييرات في هذا الاتفاق لا الآن ولا في المستقبل.

3 ) يتعين على الحكومة الأمريكية أن تنفذ جميع التزاماتها فيما يخص الاتفاق النووي شأنها شأن جميع الأعضاء الآخرين الذين وقعوا على هذا الاتفاق وإذا ما تهربت من واجباتها، فإنه يجب عليها أن تتحمل المسؤولية وعواقب تخاذلها هذا.

4 ) لقد انتهكت الحكومة الأمريكية خلال العامين السابقين جميع البنود والأحكام التي جاءت في الاتفاق النووي وأظهرت الكثير من الأعمال العدائية والعداوة تجاه إيران والشعب الإيراني ولهذا فإن إيران سوف تقوم برفع تقرير للجنة المشتركة المختصة بالاتفاق النووي، يتضمن كافة التناقضات السياسية للرئيس “ترامب” وبيانه الذي صرح به يوم الجمعة الماضية والذي تعارض مع الفقرات الـ 26 و 28 و29 من هذا الاتفاق.

5 ) إن قرار الحكومة الأمريكية بإضافة عدد من المواطنين الإيرانيين وغير الإيرانيين إلى قائمة العقوبات الأمريكية الغير شرعية، ما هو إلا دليل واضح على استمرار عداء الادارة الأمريكية للشعب الإيراني العظيم.

6 ) لقد تجاوز الرئيس “ترامب” كافة الخطوط الحمراء على الساحة الدولية وذلك بعدما اقدم على وضع اسم آية الله “آملي لاريجاني”، رئيس السلطة القضائية لجمهورية إيران الإسلامية في ما يسمى بقائمة العقوبات الجديدة.

7 ) لقد قامت الولايات المتحدة بتشوية ذلك المفهوم النبيل لمنظمة حقوق الإنسان وذلك بعدما فرضت عقوبات على بعض المواطنين والمسؤولين في إيران ولقد كشفت هذه العقوبات الوجه القبيح للعنصرية الأمريكية ومعاداتها للشعوب الضعيفة وأثارت أيضا تلك العقوبات وتلك التصريحات القذرة التي اطلقها بعض المسؤولين الأمريكيين تجاه إيران، اشمئزاز المجتمع الدولي والشعب الأمريكي.

8 ) لقد عملت الحكومة الأمريكية خلال العقود الماضية وحتى هذه اللحظة على قمع حريات الشعوب وقامت بدعم الأنظمة القمعية وقدمت الكثير من الدعم الغير مشروط للنظام القمعي الملكي السابق في إيران وعملت أيضا على إشعال الفتنة داخل المجتمع الإيراني ليقوم بالانقلاب على حكومته الديمقراطية المنتخبة وقدمت الكثير من الدعم في كافة المجالات لبعض الحكومات العدوانية والقمعية مثل النظام الصهيوني وحلفاءها الإقليميين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وصولا إلى البحرين واليمن.

9 ) لقد كشفت تلك العقوبات غير القانونية وغير الشرعية وتلك التصريحات والأعمال المعادية التي أطلقتها الولايات المتحدة ضد السلطات والشعب الإيراني، الوجه القبيح للمسؤولين الأمريكيين الذين يسعون إلى الوصول إلى السلطة وسوف يكون مصير تلك السياسة الأمريكية الفشل ولن يكترث بها الرأي العام والضمير المتيقظ للشعب الإيراني.

10 ) يجب على الولايات المتحدة أن تعلم بأن جميع أركان الجمهورية الإسلامية الإيرانية المدعومة من قبل الشعب الإيراني، لن تتأثر بتلك السياسيات العدائية الأمريكية وذلك لان الشعب الإيراني تجمعه كلمة وقلب واحد ويجب على الولايات المتحدة أن تدرك بأن إيران سوف ترد في الوقت المناسب على هذه الأعمال العدائية التي تمارسها الحكومة الأمريكية ضدها.

المعارضة الداخلية الأمريكية تحذّر من انعزال بلادها

لقد أثار هذا الإجراء الذي قام به الرئيس “ترامب”، ردود أفعال سلبية عند السياسيين الأمريكيين المحليين. ووفقا لصحيفة “لبولتيكو”، فلقد نشر وزير الخارجية الأمريكي السابق “جون كيري” ورئيس فريق التفاوض النووي ومجموعة من مسؤولي الأمن القومي الأمريكي السابقين بيانا أدانوا فيه، بيان الرئيس “دونالد ترامب” الذي صرح به يوم الجمعة الماضية، حيث اعربوا في بيانهم هذا: “إننا اليوم على علم بأن خطة الرئيس “ترامب” تنطوي على التنمر على حلفائنا من اجل إصلاح نص ذلك الاتفاق النووي الذي تم الادعاء في وقت سابق بأنه يصب في صالح تأمين أمننا المشترك. وحذر هؤلاء المسؤولين، قائلين: إن انتهاك الولايات المتحدة لهذا الاتفاق النووي أو الخروج منه، سوف يقوض علاقاتنا وتحالفاتنا الدبلوماسية مع دول المحيط الأطلنطي التي لها أهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية ومكافحة الإرهاب.

موقف الاتحاد الأوروبي وروسيا من بيان ترامب

بالإضافة إلى ظهور بعض ردود الأفعال في الداخل الأمريكي، ردت بعض الدول الأوروبية أيضا على بيان “دونالد ترامب” وقراره بشأن الاتفاق النووي الإيراني وعلى هذا الأساس، أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً بشأن تلك التصريحات التي أدلى بها “ترامب” يوم الجمعة الماضية، ولقد جاء في بيان الاتحاد الأوروبي، ما يلي: إن الاتحاد الأوروبي ينظر في بيان رئيس الولايات المتحدة “دونالد ترامب” بشأن الاتفاق النووي مع إيران.

كما جاء في هذا البيان أيضا: “كخطوة أولى، سننسق مع الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على هذا الاتفاق (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة) ومع الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي، لإجراء تقييم مشترك على هذا البيان وآثاره المستقبلية المتوقعة”. وفي نهاية بيان الاتحاد الأوروبي جاء أيضا: نحن نلتزم بمواصلة التنفيذ الكامل والفعال لخطة العمل المشتركة الشاملة للاتفاق النووي.

وفي رد آخر، اكد نائب وزير الخارجية الروسي “سيرغي ريابكوف” أن موسكو والاتحاد الأوروبي ملتزمتان بالاتفاق النووي، حيث قال: “إن روسيا تعارض أي محاولة لتقويض الاتفاق النووي الحالي مع إيران”. وفي النهاية يمكن القول بأن تلك الخطة التي اعدها الرئيس الأمريكي “ترامب” والتي تهدف إلى إجراء بعض التغييرات على معاهدة الاتفاق النووية خلال الأشهر المقبلة والتي تم صياغة بنودها على أيدي الأعداء الإقليميين لإيران ولا سيما النظام الصهيوني ستفشل وسوف تتسبب في تضرر وتلخبط المعادلات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وذلك لأن إيران وحلفائها مثل روسيا والصين وكذلك جميع القوى الأوروبية، يعارضون هذه الرغبة وهذه التغييرات التي تسعى الولايات المتحدة إلى إيجادها في الاتفاق النووي.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق