التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

التحركات العسكرية الامريكية في شرق اسيا .. والرد الصيني 

تأهبت القوات الصينية ووُضعت في حالة الاستعداد منذ منتصف الاسبوع الجاري. وكانت حالة الاستعداد هذه قد تزامنت هذه المرة مع الاعلان عن حالة تأهب للقنابل النووية في البلاد.

ووفقا لما ذكرته وكالة انباء اكسبريس، فانه بعد تحليق فرقة مقاتلة صينية فوق بحر الصين الجنوبي، تم إعلام الطيارين وجميع طواقم الطيران في البلاد بان يكونوا على أهبة الاستعداد في حال حدوث اي شي مفاجيء. وقيل أيضا إن الصين وضعت قنابلها النووية في وضع الاستعداد على مدى 24 ساعة.

بيدَ ان الاعلان عن حالة تأهب القاذفات النووية الصينية لا يمكن ان تكون مفاجئة وان تكون بعيدة عن التطورات المتزامنة في شرق اسيا.

وفي الواقع، ان الصين قد وضعت قاذفاتها النووية في حالة تأهب في الوقت الذي كان الجيش الامريكي يقوم بمناورات عسكرية مشتركة مع كوريا الجنوبية واستراليا في بحر الصين الجنوبي.

ومن الجدير بالذكر ان هذه هي المناورة البحرية الامريكية الثالثة في شرق اسيا خلال العام الماضي، وبطبيعة الحال فإن توسيع نطاق هذه التحركات العسكرية الى بحر الصين الجنوبي سيكون غير مقبول لبكين دون ادنى شك.

وفي المناورة العسكرية الأخيرة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن حاملة الطائرات النووية التي تزن مئة ألف طن قد دخلت المنطقة، وعلى الرغم من ان هذه الخطوة كانت تهدف إلى مواجهة كوريا الشمالية والرد عليها، إلا أن الصينيين ينظرون إلى هذه الخطوة على أنها دخول دون دعوة إلى حدودهم.

ومن ناحية أخرى، تعتبر بكين، ان المناورات العسكرية الأمريكية التي امتد نطاقها الى بحر الصين الجنوبي، عمل استفزازي لها من جانب واشنطن.

وتَعتبر الصين ان بحر الصين الجنوبي بسبب مجاورته لبلاد تايوان، هو ضمن حدودها الجغرافية، وفي نفس الوقت تعتبر الولايات المتحدة هذا البحر خارج نطاق الاراضي الصينية وانها ضمن الممر والمعبر المائي الدولي حيث لا يحتاج الى ترخيص من بكين للعبور من هذا البحر.

وقد أدت هذه القضية مرارا إلى نشوب مناوشات اعلامية وكلامية بين البلدين، ولا يمكن تقييم المناورات العسكرية التي تقوم بها واشنطن في هذه المنطقة، سوى انها تحدٍ من قبل واشنطن لبكين لمواجهتها.

والواقع أن الولايات المتحدة تسعى إلى توسيع نطاق أنشطتها وتعميق وجودها الاستراتيجي في شرق آسيا، وتحقيقا لهذه الغاية، فإنها ليست على استعداد ابدا لوضع حدود لها من قبل الصين أو روسيا كقوى إقليمية ودولية. وحتى المناورات العسكرية التي تقوم بها اليابان أو كوريا الجنوبية في المنطقة، يجري متابعتها جميعا بدعم عسكري أمريكي، حيث تشير كل هذه المعطيات الى اتساع الوجود العسكري للبنتاغون في شرق آسيا.

وفي فبراير من العام الماضي، اعلنت اليابان عن نجاح التجارب الصاروخية المضادة للصواريخ الباليستية المصنوعة من قبل اليابان والولايات المتحدة معاً في استعراض في المحيط الهادىء، وبعد عدة اشهر، وفي شهر سبتمبر، أكدت سول نشر جزء من نظام الدفاع الصاروخي الامريكي “تود”.

ومن المثير للاهتمام ان المناورات العسكرية اليابانية شهدت إطلاق صواريخ من نوع “اس ام – 3” المُضادة للصواريخ الباليستية، من داخل سطح غواصة امريكية، الامر الذي يشير الى التقدم العسكري للولايات المتحدة في المنطقة ضد الصين.

من ناحية أخرى، قدمت قضية كوريا الشمالية، الذريعة المناسبة للتحركات العسكرية الأمريكية في شرق آسيا، وبهذه الذريعة، تمكنت واشنطن حتى الآن من نشر ما يقرب من 80 ألف من قواتها العسكرية في اليابان وكوريا الجنوبية، كما وقعت مؤخرا اتفاقات أمنية مع دول، بما فيها اتفاقيات مع فيتنام، تهدف إلى تعزيز تواجدها العسكري في جنوب شرق وشرق آسيا.

وفي الوقت نفسه، ان نشر صواريخ “تود” الأمريكية في كوريا الجنوبية أيضا يأتي ضمن هذا السياق، ومن الواضح أنه على الرغم من هذه الظروف، لا يمكن لبكين أن تظل مكتوفة الأيدي وان لا يكون لها رد على التحركات الامريكية في شرق اسيا.

ومن الواضح للصين ان افضل طريقة على تحركات الولايات المتحدة هو الرد واتخاذ اجراءات وتدابير لمنع الاخيرة من تحقيق غاياتها المشؤومة في شرق اسيا، وفيما يتعلق بهذا الموضوع ايضا، يجب على بكين ان يكون لها ردود افعال مناسبة ضد المناورات الامريكية والتحركات العسكرية.

في هذه الحالة، عند النظر في هذه الظروف، فإن الاستعداد النووي لبكين ليس أمرا غريبا ومستبعدا بالنسبة للمناورات العسكرية للقوات الأمريكية في شرق آسيا. ومن ناحية اخرى، يمكن ان تحتمي الصين بروسيا ضد التحركات العسكرية الامريكية في شرق اسيا، وقد اظهرت التطورات الأخيرة ان موسكو مثل بكين، قلقة من التحركات العسكرية الامريكية في المنطقة ولا ترحب بها.

ونتيجة لذلك، فإن التحالف بين الصين وروسيا ضد التحركات العسكرية الأمريكية في شرق آسيا هو السياق الأكثر احتمالا للتحالفات العسكرية غير الرسمية، التي ستكون كرد على سياسة الاتساع الاستراتيجية لواشنطن في شرق آسيا، حيث يُتوقع ان تستمر هذه السياسة الامريكية بحكم المغامرات الامريكية في المنطقة.

وتدرك كل من موسكو وبكين خطورة تهديدات الوجود الأمريكي ضد مصالحهما في المنطقة، وهما يعرفان أن واشنطن لا حد لها فيما يتعلق بسياسة بسط توسعها وتعميق نفوذها على الصعيد العالمي، وإذا لم تواجه حاجزا أمامها، فلن تتوقف عن توسيع نطاق نفوذها الى درجة ان تستسلم جميع الدول والقوى لها.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق